«تغريدة أوزيل» عن الإيجور.. كلمات زلزلت عرش الإمبراطوية الصينية

الأربعاء 18/ديسمبر/2019 - 07:27 م
طباعة «تغريدة أوزيل» عن اسلام محمد
 
جدل عالمي كبير أثارته تصريحات اللاعب الألماني مسعود أوزيل، التي تحدث فيها عن معسكرات القمع والإبادة الثقافية التي يتعرض لها مسلمو الإيجور في الصين، ولم يقتصر الجدل على المستوى الشعبي فقط، بل وصل إلى التراشق بين خارجيتي البلدين الأكبر في العالم.
وكتب أوزيل الجمعة قائلًا: «القرآن يُحرق، المساجد تُغلق، المدارس الإسلامية تُمنع، علماء الدين يُقتلون واحدًا تلو الآخر، الإخوة يتم إرسالهم للمعسكرات، تركستان الشرقية الجرح النازف للأمة الإسلامية، المسلمون صامتون، صوتهم غير مسموع».
ونشر تلك الكلمات على حسابيه في «تويتر» و«إنستجرام» باللغة التركية، وفي الخلفية نشر صورة العلم الـذي يعتبره مسلمو الإيجور رمزًا لدولتهم المنشودة «تركستان الشرقية».
وعلى إثر ذلك، لم تكتف الصين برفض التغريدة ومحتواها، بل حظر تليفزيونها الرسمي بث مباراة أرسنال «فريق أوزيل» ومانشستر سيتي ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وعرض المتحدث باسم الخارجية الصينية، جينج شوانج، الإثنين 16 ديسمبر 2019، على أوزيل زيارة إقليم شينجيانج، الذي يعد موطنًا لأقلية الإيجور المسلمة، متهمًا إياه بالانخداع بـ«المعلومات المغلوطة».
وقال شوانج: «تتمتع شينجيانج بالاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية، والوحدة الوطنية، والانسجام الاجتماعي، والناس يعيشون ويعملون في سلام».
ودخل على  الخط وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء 17 ديسمبر 2019، داعمًا لأوزيل وللأرسنال قائلًا: «الحزب الشيوعي الصيني لا يستطيع أن يخفي عن بقية العالم انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان بحق الإيجور والأديان الأخرى».
وتابع على حسابه في تويتر: «أجهزة دعاية الحزب الشيوعي الصيني تستطيع حظر مباريات مسعود أوزيل وأرسنال طيلة الموسم، وستنتصر الحقيقة في النهاية».
كما ذكرّت الحكومة البريطانية بأنها «تتحدث بشكل منتظم مع حكومة الصين عن مخاوفها حول وضع حقوق الإنسان في شينجيانج».
وتقلق بكين بشدة من أن تؤدي إثارة ملف جرائمها بحق مسلمي الإيجور إلى تصاعد مشاعر الكراهية ضدها حول العالم لاسيما في العالم الإسلامي.
ويعد مسعود أوزيل من الجيل الثالث للمهاجرين المسلمين الأتراك في ألمانيا، وقد استخدم مصطلحات أثارت ذعر الصين، مثل تسمية «تركستان الشرقية» بدلًا من «شينجيانج»، ووصف مأساة الإيجور بـ«الجرح النازف للأمة الإسلامية»، فضلًا عن العلم الأزرق الـذي يعتبره مسلمو الإيجور رمزًا لدولتهم المنشودة.
للمزيد https://www.almarjie-paris.com/12789
ومؤخرًا أصدر الكونجرس الأمريكي قرارًا يدعو الرئيس ترامب لفرض عقوبات على قادة صينيين ردًّا على «الاعتقالات الجماعية» بحق المسلمين الإيجور؛ ليسلط الضوء على الانتهاكات المروعة التي تتعرض لها تلك الأقلية، في ظل صمت دولي مطبق.
وقد وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على مشروع القانون، ولم يعترض سوى نائب واحد فقط، أي أن هناك ما يشبه الإجماع على معاقبة بكين على انتهاكاتها بحق المسلمين الإيجور، وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي «كرامة الإيجور وحقوقهم مهددة جراء أعمال بكين الوحشية والتي تشكل إهانة للضمير الجماعي العالمي».
وقد أثار تسريب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عددًا كبيرًا من الوثائق السرية الصينية ضجة عالمية، وهي الواقعة التي وصفت بأنها الأضخم من نوعها في تاريخ جمهورية الصين الشعبية.
وتتعامل الصين بحساسية بالغة مع الإيجور الذين يعيشون في إقليم شينجيانج، والذي يُعرف أيضًا بـ«تركستان الشرقية»؛ إذ ترفض منح أهاليها استقلالهم، وتكتفي بحكم ذاتي صوري، بينما في الحقيقة تعتقل الملايين من السكان في معسكرات تعذيب لإجبارهم على تغيير معتقداتهم الدينية.
ويرفض الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الانتقادات الدولية للمعسكرات التي تصفها الحكومة بأنها مراكز تدريب وظيفي تهدف لمحاربة التطرف.
لكن الوثائق المسربة تؤكد الطبيعة القاسية للحملة فالأطفال الإيجور يحرمون من رؤية والديهم، ولا يستطيع الأهالي زراعة المحاصيل أو حصادها؛ بسبب النقص الحاد في القوى العاملة؛ بسبب حملات الاعتقال.
وبحسب الوثائق المسربة فقد دعا الرئيس الصيني، موظفيه وضباطه، إلى «نضال شامل ضد الإرهاب والانفصالية»، عبر «أدوات الديكتاتورية»، وأنه «لا رحمة على الإطلاق» بحق هؤلاء السكان رجالًا ونساءً.
فمجرد ضبط أي شخص متلبسًا بالصلاة أو بالامتناع عن أكل لحوم الخنزير أو عدم شرب الكحوليات يعد جريمة يستحق صاحبها عقابًا .
للمزيد https://www.almarjie-paris.com/12791
وقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية شهادات لنساء من الأقلية المسلمة، تتضمن تفاصيل مروعة تشمل الاغتصاب والإجهاض القسري بدون تخدير، وإجبارهن على تناول أدوية تصيبهم بالعقم سعيًا لاندثار سلالة مسلمي الإيجور.
بل إن عددًا من كبار المسؤولين الصينيين تعرضوا للاعتقال؛ لاتهامهم بالتهاون في تنفيذ حملة القمع ضد مسلمي الإيجور.

شارك