بعد أوروبا.. ذئاب «داعش» تخطط لإفساد «الكريسماس» في آسيا

الخميس 19/ديسمبر/2019 - 08:38 م
طباعة بعد أوروبا.. ذئاب شيماء حفظي
 
تعد قارة آسيا ثاني المناطق التي يهددها تنظيم داعش الإرهابي بعد أوروبا في أعياد الميلاد (الكريسماس)، وتمكن التنظيم في بناء فروع له وتجنيد عناصر جديدة بعد خسارة معاقله في سوريا والعراق، إضافة إلى المقاتلين الأجانب الذين سافروا من تلك البلاد للانضمام إلى التنظيم.

وتعتبر القارة بؤرة ساخنة لتنظيم داعش من الشمال والجنوب، وتنشط خلايا التنظيم من خلال عمليات ذئابه المنفردة الإرهابية، ما ينذر بوقوع هجمات بداية 2020.

في 2019، ظهرت سريلانكا –الدولة التي تقع في أقصى جنوب القارة – على خارطة تنظيم داعش، الذي وضع له موطئ قدم كبير في أفغانستان وباكستان، وتعتبر أكثر دولتين يتنافس عليها تنظيمي «داعش والقاعدة» حاليا.


تمدد داعش وتوغل في آسيا، فتناثرت عملياته الإرهابية بين الفلبين وإندونيسيا، وبنجلاديش وماليزيا، فأصبحت منطقة سوق آسيا «بيئة تكاثر الدواعش»، بصورة توحي بخطورة المرحلة المقبلة أمام تلك الدول، في وقت تعزز الدول الأوروبية أجهزتها الأمنية لمواجهة تهديدات التنظيم، ومن ناحية أخرى يفقد المتطرفون سيطرتهم على مناطق نفوذهم منذ تهاوى صرحه في سوريا والعراق.

ويتوقع خبراء الإرهاب، أن تواجه الدول الآسيوية وخاصة تلك التي عانت من أعمال إرهابية في مناسبة أعياد الميلاد جرائم مشابهة بين ديسمبر 2019 ويناير 2020، على الرغم من أن أنماط الهجوم يمكن أن تتغير قليلاً مقارنة بتلك التي حدثت في السنوات السابقة.

دعت هذه التحذيرات قوات الشرطة في إندونيسيا على سبيل المثال، إلى تعزيز جهودها لتأمين احتفالات بداية 2020، حيث نشرت الشرطة 1200 فرد بينما أرسل الجيش الإندونيسي 200 فرد لتأمين أبناء الكنيسة الذين يرغبون في الانضمام إلى التجمعات في الكنائس.

وكانت إندونيسيا شهدت سلسلة من التفجيرات التي استهدفت الكنائس في العديد من المدن، بما في ذلك ميدان، بيماتانغسياتار وباتام، باندونغ، وجاكرتا، خلال السنوات الماضية، كما شهدت المدينة «ميدان» تفجير انتحاري قنبلة محلية الصنع  في نوفمبر 2019.

تشير وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، إلى أن الخطر الذي يتضمنه تفرع داعش القوي في آسيا، كأحد الأسباب التي قد تساعد على إمكانية إعادة بناء التنظيم مرة أخرى.

وتقول الوزارة عبر موقعها الرسمي، إنه ما زال تنظيم داعش يمثّل تهديدًا خطيرًا للأمن الدولي، نظرًا إلى استمرار وجود خلايا سرية ناشطة على الساحة العراقية والسورية، واستمرار وجود مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم داعش في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، وقيام التنظيم بدعاية غاية في التعقيد تدعو إلى استخدام العنف.

وتضيف «احتمال انتشار هذه الظاهرة مجددًا عن طريق استغلال هشاشة الوضع السياسي في المناطق المتأزّمة».

القلق المتصاعد مما قد يحمله داعش لدول آسيا الفترة المقبلة، تصرح به الحكومة الماليزية، التي تنتظر عودة  65 مواطنًا في شمال سوريا بين صفوف المعتقلين الدواعش.

وبحسب صحيفة «ذيس ويك إن آسيا» يشعر المسؤولون الأمنيون في ماليزيا بالقلق من أن المتطرفين قد يحاولون العودة إلى ديارهم دون اكتشافهم وأن هناك احتمالًا بأن يهربوا ويذهبوا إلى بلد ثالث أو يعودون إلى ماليزيا.

وقال أيوب خان ميدين بيتشاي، رئيس قسم مكافحة الإرهاب التابع لقوات الشرطة الماليزية: «إذا عادوا إلى ماليزيا، فمن المحتمل جدًا أن يقوموا بتجنيد أعضاء جدد وشن هجمات».

وأضاف أيوب: «من بين الماليزيين الـ65 في شمال سوريا، هناك 11 من مقاتلي داعش الموجودين حاليًا في السجن»؛ مضيفًا أن حوالي 40 من المجموعة - بمن فيهم النساء والمقاتلين - أرادوا العودة إلى ديارهم.

وتابع قائد الشرطة أن 11 ماليزيًّا قد عادوا إلى البلاد حتى الآن، مع ثمانية منهم - جميعهم من الرجال - وجهت إليهم تهم في المحكمة وأدينوا بسبب أنشطتهم المتعلقة بالإرهاب.

ويقول البروفيسور زاكاري أبوزا من الكلية الوطنية للحرب في واشنطن، والمتخصص في دراسات الإرهاب وجنوب شرق آسيا، إن بعض المحتجزين الماليزيين والإندونيسيين كانوا مقاتلين مقربين من الحرب ولديهم خبرة في صنع القنابل العسكرية، حتى غير المقاتلين، مثل النساء والأطفال، من المرجح أن يكونوا قد تلقوا العقائد.. كلهم بحاجة إلى إعادتهم إلى بلدانهم في جنوب شرق آسيا بطريقة خاضعة للرقابة».

شارك