بعد إدراجه على قوائم الإرهاب.. «النواب» الألماني يحظر «حزب الله» نهائيًّا
الخميس 19/ديسمبر/2019 - 11:43 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
صوت مجلس النواب الألماني، الخميس الموافق 19 ديسمبر 2019، بالأغلبية على قانون حظر الجناح السياسي لحزب الله اللبناني.
ويأتي التصويت استجابة لقرار مشترك تقدم به حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ودعا لوضع الجناح السياسي لحزب الله؛ والذي كان مشاركًا في الحكومة اللبنانية على القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية.
مراكز حزب الله في المانيا
وأدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله المدعوم إيرانيًّا على قائمة الجماعات الإرهابية؛ لكنه لم يفعل الأمر ذاته مع جناح الحزب السياسي.
وينشط حزب الله في ألمانيا؛ عبر منظمات عدة، يقوم من خلالها بنشر الدعوة وتجنيد أعضاء جدد، إضافة إلى جمع التبرعات، التي يتم تحويلها لبيروت في نهاية المطاف، وفقًا لصحيفة «تاغيسبيغل» الألمانية.
ومن مقرات حزب الله في ألمانيا «مركز الإمام رضا» الإسلامي، وهو مؤسسة شيعية، يقع في شارع رويتر بحي نيوكولن في برلين.
وينشر الداعية الإسلامي تيفكول إيرول من موقع «مركز الإمام رضا» دعاية على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، فضلًا عن رسائل تحريض من قادة حزب الله، الذين يصفهم بأنهم «المقاتلون الصحيحون» ضد أمريكا.
كما نشر «إيرول» شعار حزب الله، الذي يصور ذراعًا ممسكًا ببندقية هجومية كلاشينكوف طراز AK-47.
وبخلاف المراكز السابقة، فإن هناك مبنى آخر قريبًا من مركز الإمام رضا يضم مقر جمعية الإرشاد، ويتم استغلاله كمكان للصلاة والدعوة لأنصار حزب الله.
وهناك أيضًا مركز المصطفى المجتمعي شمالي ألمانيا، الذي يعد مركزًا أساسيًّا لجمع الأموال لصالح حزب الله، الذي تم حظر جناحه العسكري من قبل ألمانيا والاتحاد الأوروبي في عام 2013.
وأكد تقرير أصدرته وكالة المخابرات في ولاية ساكسونيا السفلى أن عدد أعضاء حزب الله وأنصاره ارتفع من 950 في عام 2017 إلى 1050 في عام 2018.
وأشار تقرير المخابرات المكون من 192 صفحة، والذي أعده عملاء المخابرات من جهاز أمن الدولة، إلى وجود 150 من عناصر حزب الله ينشطون في عدد من المدن والبلدات في ولاية سكسونيا السفلى، من بينها هانوفر وأوسنابروك وأولزين.
وبحسب التقرير السابق ذكره لصحيفة «تاغيسبيغل» فإن ميليشيات حزب تستخدم حزب الله اللبناني مركزًا في برلين، إضافة إلى أنها تنتشر في مواقع أخرى بأنحاء ألمانيا جميعًا؛ من أجل تجنيد أعضاء وجمع أموال لشراء الأسلحة وتمويل الإرهاب.
تجار مخدرات
ويأتي التقرير تحت عنوان «كيف يعمل حزب الله سرًا في ألمانيا»، متناولًا بشكل مفصل كيفية استخدام المنظمة الإرهابية اللبنانية لألمانيا للقيام بأنشطة غير مشروعة تعود عليها بالأموال والأرباح، تستخدمها في شراء الأسلحة وتمويل الهجمات الإرهابية، لافتًا إلى أنه يستغل ألمانيا في تهريب المخدرات وتجارة السيارات المسروقة وغسل الأموال، مؤكدًا وجود وثائق تثبت تورطه بتجارة المخدرات هناك.
بدوره قال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية: إن حظر حزب الله من شأنه أن يؤثر على العلاقات مع لبنان؛ وبالتالي حزب الله تربطه علاقات وثيقة مع نظام الملالي في إيران، فإن الحظر سيكون له تأثير على العلاقات الألمانية الإيرانية.
وتابع «صادق» أنه بعد قرار الحظر فإن الكثير من أنشطة حزب الله ستصبح غير قانونية في ألمانيا، إضافة إلى عدم السماح برفع علمه، والآن ليس مستبعًدا أن يؤسس حزب الله منظمة جديدة باسم آخر.
كما أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي أن الحظر من شأنه أن يغير في موقف ونظرة أنصار حزب الله، معتبرًا أن هذا هو التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة الألمانية.
وأشار إلى أن حزب الله كان قد وجد من ألمانيا «جنة آمنة» لغسيل الأموال؛ مستغلًا الثغرات في قوانين مكافحة تمويل الإرهاب في البلاد، لكن بعد قرار الحظر فإن ألمانيا أغلقت تلك الأبواب بوجه الحزب الإرهابي.