نهاية الجماعة.. مؤشرات على إعلان ليبيا خالية من «الإخوان» في 2020
الأحد 22/ديسمبر/2019 - 09:45 م
طباعة
محمد يسري
تسود حالة الانزعاج والقلق والترقب صفوف الإخوان في ليبيا خوفًا من تحرير الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عقر دارهم في طرابلس في أي لحظة، خاصة بعد إعلان حفتر ساعة الصفر لتحرير العاصمة الليبية طرابلس من الإخوان ورمزها المتمثل في حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، الذي يبدو أنه أطلق استغاثته وصرخته الأخيرة يستنجد فيها بالقصر العثماني في أنقرة، من خلال مذكرة التفاهم التي وقعها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 28 نوفمبر 2019، التي شملت بندًا رئيسيًّا حول الدفاع المشترك وتعزيز العلاقات بين الجيشين.
وكشفت المذكرة حالة الاضطراب الذي باتت عليها حكومة السراج، وجماعة الإخوان في ليبيا التي أصبحت تنازع من أجل البقاء بما ينذر باختفائها تنظيميًّا وسياسيًّا من الساحة خلال 2020، خاصة بعد حالة الانشقاقات الكبيرة التي بدأت منذ يناير من العام الجاري الذي أوشك على الانتهاء، والذي أخذ عدة أشكال منها التبرؤ من الجماعة سياسيًّا، والانشقاق عنها بالفعل، وكل هذه مؤشرات قوية على أن الجماعة باتت تحتضر في ليبيا وأن العام المقبل سيشهد مفاجآت كبيرة.
انشقاقات وانقسامات
لا شك أن الانشقاقات الكبيرة تعتبر نذيرًا قويًّا لانتهاء دولة الإخوان في ليبيا؛ خاصة إذا كانت مذيلة بأسباب تنظيمية، ومن أبرز الأسماء الكبيرة التي أعلنت انشقاقها عن الإخوان في ليبيا من الناحية التنظيمية، خالد المشري، العضو المؤسس في حزب «العدالة والبناء» الذراع السياسية للإخوان، الذي تم تأسيسه في مارس 2012، ويشغل المشري منصب رئيس «المجلس الأعلى للدولة الليبية».
وخرج المشري في 26 يناير 2019 بتصريح قوي ومسبب يعلن خلاله استقالته، قال فيه: «أعلن استقالتي وانسحابي من جماعة الإخوان المسلمين؛ انطلاقًا من المقتضيات الوطنية الفكرية والسياسية، ومن باب الصدع بالقناعة والوضوح مع المواطن الليبي، مع استمراري في العمل السياسي والحزبي».
وأثار انشقاق المشري موجة كبيرة من الجدل بين أتباع وقيادات الجماعة في ليبيا، فتحت شهية غيره من القيادات التنظيمية لإعلان موقفهم الرافض لتوجهات الإخوان وحكومة الوفاق، ومن بينهم عبدالرزاق العرادي، العضو المؤسس فى حزب العدالة والبناء والعضو السابق بالمجلس الانتقالي والذي أكد في تصريحات صحفية في مارس 2019 لشبكة الرائد الإعلامية المقربة من الحزب «إن انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين الليبية انتماء فكري وتاريخي ولا تربطه أي علاقة تنظيمية به.. وأنه في الوقت الحالي لا ينتمي لأي حزب أو تجمع سياسي أو ديني».
ولم تكن هذه الانشقاقات القوية وحدها التي تنذر بانتهاء الحلم الإخواني في ليبيا، في 2019، ودخول الدولة الليبية 2020 بلا إخوان، إلا قمة جبل الثلج، التي تخفي تحتها بركانًا من الانشقاقات الأخرى سابقة منها: انسحاب السنوسي محمود محمد حبشي العضو المؤسس بحزب العدالة والبناء وعضو الهيئة العليا سابقًا عن مدينة مرزق، الذي أعلن انسحابه في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
نهاية الجماعة.. مؤشرات
ومثل ذلك أيضًا استقالة عدد كبير من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي بينهم فتحي القطراني، وفتحي المجبري، وعمر الأسود، وموسى الكوني، وعلي القطراني.
وتوحي هذه الانشقاقات وتحركات فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الخارجية، بأن هناك أزمة وجود تواجه الإخوان في ليبيا خاصة في ظل الضغوط الكبيرة التي يمارسها الجيش الليبي، والذي أظهر تعاطف حكومة الوفاق الإخوانية واستقوائها بالميليشيات المسلحة، ودعمها حالة عدم الاستقرار في البلاد، وهو ما يتنافى مع بنود اتفاق الصخيرات الذي تم التوقيع عليه في 17 ديسمبر 2015، وتضمنت الفقرة الرابعة من المادة الأولى منه: «أن مدة ولاية حكومة الوفاق الوطني هي عام واحد، يبدأ من تاريخ نيلها ثقة مجلس نواب طبرق، مع إمكانية تجديد الولاية تلقائيًّا لعام واحد فقط»، كما كان يهدف الاتفاق إلى الوصول لوفاق سياسي في الأراضي الليبية وهو ما لم يحدث إلى الآن.