«الشد والجذب».. «لعبة الملالي» داخل ملف الاتفاق النووي
الأحد 22/ديسمبر/2019 - 11:09 م
طباعة
نورا بنداري
ما بين التهدئة والتصعيد، تشكلت تصريحات الرئيس الإيراني «حسن روحاني» خلال زيارته إلى اليابان في 21 ديسمبر 2019، والتي قالت إنه إذا لم تتحقق مصالح طهران في الاتفاق النووي مع القوى العالمية، فقد تُقرر الانسحاب منه وعدم الالتزام به، مضيفًا أن بلاده أوفت بالتزاماتها وصبرت أيضًا حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، ورغم ذلك أكد «روحاني» خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» استعداد بلاده للتفاوض حول أي اتفاق يصب في مصلحتها الوطنية.
ورغم أن المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي» صرح مرارًا وتكرارًا بأنه لا ينبغي التفاوض مع الولايات المتحدة، أكد الرئيس الإيراني حسن روحانى أن طهران ليس لديها مشكلات في مناقشة قضاياها مع واشنطن، قائلا: إنه يتعين عليهم العودة عن الطريق الخطأ الذي ذهبوا إليه خلال عام ونصف مضت.
تلويح إيراني
هذه ليست المرة الأولى التي تلوح فيها إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي، فمنذ أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية عليها، وتحاول أن تظهر نفسها على أنها الجانب المنتصر غير المتأثر بأي شيء، لكن احتدام تأثير العقوبات على اقتصادها دفع إلى التلويح بالانسحاب من الاتفاق النووي، الأمر الذي دفع دولًا أوروبية إلى تحذير إيران من الانسحاب من الاتفاق، وتحديدًا ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، الذين أعلنوا في وقت سابق أنه يتم تفعيل «آلية الزناد» التي تستوجب العودة السريعة للعقوبات الدولية، إذا أنهت طهران التزاماتها النووي.
ورغم سياسية الملالي القائمة على المماطلة وكسب الوقت، فطهران لا تريد بأي حال التفاوض بشأن الاتفاق النووي، وهذا ما يؤكده المرشد دائمًا، إذا إنها تعي أن المفاوضات حينما يتم انعقادها مرة أخرى، ستكون أكثر حزمًا، وستؤثر بشدة عليها؛ لأنها ستشمل ميليشياتها في دول المنطقة.
سياسة الشد والجذب
ويوضح «أحمد قبال» الباحث المختص في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه في الوقت الذي يصرح مسؤولون بارزون في النظام الإيراني بأن طهران منفتحة على الحوار مع الغرب، ومستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفق مبادرات ووساطة غربية، يدلي آخرون بتصريحات تمثل صورة أكثر صمودًا وتحديًا للعقوبات الأمريكية، وبينما تتخذ طهران خطوات عملية على طريق الانسحاب تدريجيًّا من الاتفاق النووي، تبدي التزامًا باتفاق 5+1، وتعاونًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصانع القرار الإيراني يدرك جيدًا كيف يتعامل مع هذا الملف وفق سياسة الشد والجذب، واضعًا نصب عينيه مخاوف الأطراف الأوروبية والدولية من إمكانية خروج طهران عن السيطرة، وطريق اللا عودة في المجال النووي.
اتجاهات الملالي
وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، في تصريح له أن مواقف طهران تسير في اتجاهين: الأول، يتسم بالمماطلة، وكسب الوقت والتعويل على نهاية الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، دون فرض المزيد من العقوبات، اعتمادًا على سياسة الجذب والانفتاح على الحوار، والترحيب بمبادرات الوساطة، والثاني يلتزم نهج الضغط على الأطراف الدولية التي تخشى انهيار الاتفاق النووي، وترى أنه الضمانة الوحيدة لعدم تمكين إيران من توظيف التكنولوجيا النووية في المجال العسكري.