«تفكك وانشقاق».. الاستقالات تضرب كتلة «ائتلاف الكرامة» التونسية
الإثنين 23/ديسمبر/2019 - 10:04 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
تجتاح موجة من الانشقاقات كتلة «ائتلاف الكرامة»، الحاصلة على 21 مقعدًا داخل البرلمان التونسي في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بعد استقالة ثلاثة أعضاء من قوتها البرلمانية خلال يومين.
وقدم نائبان من كتلة ائتلاف الكرامة الداعمة لحركة النهضة -ذراع الإخوان في تونس- استقالتهما، الخميس 19 ديسمبر 2019، وهما: «راشد الخياري» و«ميلاد بن دالي»، ثم لحق بهما في اليوم التالي فاكر شويخ؛ دون ذكر أي سبب للاستقالة.
وترجح صحف تونسية أن تكون استقالة النائبين نتيجة عدد من الخلافات داخل الكتلة ومنها تخلي "ائتلاف الكرامة" عن رئاسة لجنة الطاقة بالبرلمان؛ ما رآه البعض نقضًا لوعودهم الانتخابية.
وفي السياق ذاته بيّن رئيس كتلة ائتلاف الكرامة «سيف الدين مخلوف» أنه لو تسلمت الكتلة رئاسة لجنة الطاقة وتركت لرئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر "عبير موسى" رئاسة لجنة القوات الحاملة للسلاح، فسيعني ذلك نسيان أهم نقطة في برنامجها وهي فصل الأمني عن الإداري.
وأوضح في تدوينة عبر حسابه الخاص بموقع «فيس بوك»، أنه كان أمام كتلة الائتلاف الوطني خيار واحد بين اللجنتين اللتين تركتهما كتلة حركة النهضة وكتلة حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب، واختارت كتلته ما رأته استحقاقًا ثوريًّا، حسب قوله.
وتعتبر كتلة ائتلاف الكرامة ذراعًا لحركة النهضة، وتشن الأخيرة من خلالها حملات تشويه على معارضيها، وآخرها الحملة التي شنتها الكتلة في التحريض على الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر منظمة نقابية- والدعوة إلى سحل قياداته ورموزه في الشوارع.
تلك التهديدات التي اعتبرها اتحاد الشغل جزءًا من إرهاب تمثله وتمارسه جماعات الإسلام السياسي في البلاد؛ حيث يرى سامي الطاهري، المتحدث باسم الاتحاد التونسي العام للشغل، أن المنظمة النقابية، تتعرض لمحاولات من قبل المحيط الدائر بحركة النهضة؛ لإقصائها والتقليل من دورها في المشهد السياسي.
وبدوره قال "بلحسن اليحياوي" الكاتب والمحلل التونسي: إن الأسباب الرئيسية للانشقاقات التي تشهدها "كتلة ائتلاف الكرامة" هي التنافس على الوجود والتمركز في المشهد السياسي، واختلافهم حول تقسيم الأدوار الحكومية، فضلًا عن تقاسم التمويلات الخارجية التي تتلقاها الكتلة من بعض الدول الداعمة للإخوان.
وتابع اليحياوي في تصريح له قائلًا إن سلسلة الاستقالات ما هي إلا دليل على حالة التشقق والتصدع التي تمر بالحركات المحسوبة على الإخوان في تونس.
وأكد أن الاتجاه العنيف الذي تمارسه الإخوان في خطابها هو رد فعل طبيعي على امتناع الأطراف السياسية الرئيسية الدخول معها في تحالف حكومية؛ حيث تستمر حالة الرفض في حالة كان الترؤس الحكومي لشخصية إخوانية أو قريبة من الدوائر الحكومية من قبل حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب القومية.
وأشار الكاتب والمحلل التونسي إلى أن جماعة الإخوان تمر بحالة عزلة سياسية؛ ما جعل قيادات النهضة وتوابعها السياسية على غرار ائتلاف الكرامة تتجه إلى التصعيد في الخطاب وتهديد الخصوم والتحريض على قتلهم.
يشار إلى أن ائتلاف الكرامة نشأ في سنة 2012 تحت مسمى «روابط حماية الثورة»، ويواجه اتهامات باغتيال القيادي في حزب «نداء تونس» لطفي نقض في شهر أكتوبر 2012.