مجموعة استخباراتية: الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يمنح «داعش» و«القاعدة» قبلة الحياة

الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 08:42 م
طباعة مجموعة استخباراتية: أحمد سلطان
 
قالت مجموعة «صوفان جروب» المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي: إن المبعوث الأمريكي للمفاوضات مع حركة "طالبان" الأفغانية «زلماي خليل زاد» يسعى حاليًا لإعادة محادثات السلام بين الولايات المتحدة والحركة إلى مسارها السابق.
وأضافت المجموعة الاستخبارية في تحليل جديد أصدرته حول المفاوضات الأمريكية مع طالبان، أن هناك ترتيبات تتم حاليًا لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن إشراك "طالبان" في الحكم بصورة شرعية قد يكون وسيلة مناسبة للحد من العنف في أفغانستان.
وزار "خليل زاد" أفغانستان، مؤخرًا، والتقى خلال زيارته الرئيس الأفغاني أشرف غني، والرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله، إضافةً للرئيس السابق حامد كرزاي، وعدد من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين داخل البلاد، في مساعٍ لإذابة الجليد الذي تراكم على مسار التفاوض وأدى لتوقفه قبل عدة أشهر.
في سبتمبر الماضي أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارًا بوقف المفاوضات مع طالبان، عقب مقتل جندي أمريكي في هجوم تبنته حركة طالبان، ثم عاد ليعلن استئنافها خلال زيارته لأفغانستان أواخر نوفمبر الماضي.
وقبيل اعلان استئناف المفاوضات، أطلقت الحكومة الأفغانية سراح 3 قادة بارزين من المنتمين لشبكة جلال الدين حقاني (متحالفة مع طالبان)، في حين أطلقت حركة طالبان سراح رهينتين أحدهما أمريكي والآخر أسترالي.

ملامح الاتفاق مع «طالبان»
أوائل أغسطس الماضي، نجح المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاده في التوصل لاتفاق سلام مبدئي مع حركة طالبان، نص على انسحاب نحو 6 آلاف جندي أمريكي من 5 قواعد غير محددة داخل البلاد، مقابل قطع "طالبان" ارتباطها بتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
وفي ذات السياق، تعهد الرئيس الأمريكي بسحب 4 آلاف جندي من أفغانستان بحلول عام 2020.
ومن جانبها قالت "صوفان جروب" إن سحب الجنود الأمريكيين قد يتم خلال الأسابيع المقبلة، متوقعة أن يمنح هذا الانسحاب تنظيم "القاعدة" مناخًا مناسبًا لإعادة بناء شبكته في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، واستخدام أفغانستان كمركز للتخطيط لعمليات خارجية ضد الغرب.

التدخلات الخارجية تعرقل مسار السلام
وأعتبرت مجموعة "صوفان جروب" أن دور دول مثل "إيران وباكستان والصين وروسيا"، هو واحد من أكثر المتغيرات المهمة التي تؤثر على مستقبل أفغانستان.
وتتهم الولايات المتحدة نظام الملالي في إيران بتقديم الدعم السري لعدد من الفصائل داخل حركة طالبان، بينما تتهم باكستان بتوفير ملاذ آمن لمقاتلي الحركة داخل أراضيها، في حين أعربت الصين عن تخوفها من أن يؤدي الانسحاب الأمريكي لنشاط الجماعات المسلحة التي تعادي الحكومة المركزية في بكين.
وذكرت المجموعة المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي، أن عدم التوصل لحل نهائي للأزمة الأفغانية قد يؤدي لسيطرة مسلحي ولاية خراسان (فرع داعش في أفغانستان) على مناطق جديدة داخل البلاد، وبالتالي استخدام الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات ضد دول مثل الصين والهند وروسيا.

شارك