«الحسم الليبي».. معركة القضاء على أحلام الدوحة في طرابلس
الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 08:45 م
طباعة
أحمد عادل
في أبريل 2019، أطلق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، العملية العسكرية الشاملة «طوفان الكرامة»؛ لتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات الارهابية التي تتخدمها قطر بذراعها الإعلامية «قناة الجزيرة»، التي تبث العديد من البيانات المفبركة والشائعات المضللة ضد قوات الجيش الوطني الليبي.
وفي 12 ديسمبر 2019، أطلق الجيش الوطني الليبي، عملية جديدة، أسماها «المعركة الحاسمة»؛ بهدف التطهير التام من عناصر الإرهاب، مثل قطر وتركيا، اللتان تدعمان حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.
قطر ودعمها الإعلامي.. جزيرة الإرهاب
سخرت قناة الجزيرة القطرية- بوق الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط- ساعات طويلة من البث لمحاربة الجيش الوطني الليبي، والانتقاد الدائم لقواته ولقائده المشير خليفة حفتر، ودعم ميليشيات طرابلس في ليبيا، بعد تسخير كل إمكانياتها كأداة إعلامية في خدمة تلك الميليشيات وحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج .
ومن ضمن هذه المواقف في 13 ديسمبر 2019، تعرضت القناة الراعية للإرهاب، إلي فضيحة مهنية؛ حيث أجرت اتصال بشخص خاطئ، أثناء الحديث عن الشأن الليبي، وقالت المذيعة: إن معها على الهاتف صلاح البكوش، المحلل السياسي؛ للتعليق على الأوضاع في ليبيا، وهو إخواني ومعروف توجهاته الداعمة للميليشيات الإرهابية، إلا أنها فوجئت بوجود شخص آخر.
وبدأ الشخص الآخر الذي يدعى أحميده الدرسي، بحديث مؤيد لتقرير الفضائية القطرية، في محاولة للتلاعب بهم، قبل أن يتهمهم صراحة بدعم الميليشيات المسلحة في ليبيا؛ حيث ظهر على وجه مذيعة الجزيرة، الاستعجاب من هذا التصريح، وطالبت التوضيح من هذا الشخص، ليقول لها: «من أين جئتِ بحديثك؟»، وقال لها: «كان تصبروا على الجيش الليبي حتى يخش عليكم في قطر ويطلعلكم حمد وولده من أشنابة»، وحاولت مذيعة الجزيرة القطرية إنقاذ الموقف الحرج الذي وقعت فيه، وذلك عبر إنهاء المكالمة فورًا.
قطر وعمها السياسي.. اجتماع الدوحة
قدمت قطر، كامل الدعم السياسي لحكومة فايز السراج لمواجهة المشير خليفة حفتر، في العديد من المحافل الدولية والمحلية وذلك عن طريق العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الموالية لجماعة الإخوان.
ففي 14 ديسمبر 2019، أجرى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، محادثات رسمية مع فايز السراج، في حضور وزير الخارجية الليبي محمد سيالة، وذلك لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا والعملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي، وخرج الاجتماع ببيان، تؤكد فيها الدوحة أن ترفض تمامًا العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي؛ بهدف تحرير طرابلس من ميليشيات المُسلحة التي تدعمها الدوحة في الخفاء.
وفي يوليو 2019، أكد محمد بن عبدالرحمن وزير الخارجية القطري، أن بلاه تسعي إلي فرض حظر على سلاح الجيش الوطني الليبي، مطالبًا دول العالم إلي عدم تصدير السلاح للجيش الوطني الليبي، في الوقت الذي تُؤمن فيه الدوحة، السلاح والذخيرة لعشرات الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية الموجودة في العاصمة طرابلس.
عسكرة الدعم والاحتجاجات
عملت قطر على تسليح قوى الإسلام السياسي وعسكرة الدعم والاحتجاجات التي انطلقت من الشرق الليبي، إبان عام 2011، وكانت ترفع شعارات الإصلاح والتنمية قبل أن تتحول إلى حرب هدفها تسليم سلطة ليبيا إلى جماعة الإخوان وحلفائها من الميليلشيات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.
ومع بداية اشتعال الأوضاع في ليبيا، بدأت قطر تمول عددًا من الشخصيات الموالية لها أبرزهم المتشدد عبد الحكيم بلحاج أحد قيادات الجماعة الليبية الإرهابية المنتمية لـ«تنظيم القاعدة»، وأحد تجار الحروب في طرابلس، وذلك عبر إقراضه ما يقرب من 750 مليون يورو لتأسيس شركة «الأجنحة الليبية»، والذي يتخذها الإرهابي المذكور سالفًا، في نقل الإرهابيين والمسلحين من مناطق النزاع والصراع إلى العاصمة طرابلس، وهو ما أكده أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية مصطفى الزائدي، بوجود معلومات بشأن نقل إرهابيين من إدلب إلى العاصمة الليبية، مشيرًا إلى أن هناك بعض القيادات من تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، موجودة في طرابلس، مشيرًا إلى أنه عندما بدأ الإرهابيون في التجمع في سوريا، كانت قاعدة انطلاقهم ودعمهم الرئيسية ليبيا الخاضعة للإخوان، فلقد شكل المجرم الحارثي ما عرف بلواء الأمة بتمويل ليبي ومن عناصر كلها جاءت من ليبيا، ونذكر بتبرع مصطفى عبدالجليل بدعم قيمته 250 مليون دولار، موضحًا أنه تم تجنيد الإرهابيين من تونس والجزائر وأفريقيا يتم في سوريا ومن ثم ينقلونهم إلى تركيا ومنها إلى ليبيا.
تركيا وليبيا.. صياد فاشل وفريسة عصية
وفي تصريح له، يري المحلل العسكري الليبي، محمد صالح الترهوني، أن معركة طرابلس أخذت المعركة الدولية؛ حيث توجد مليشيات تابعة لتركيا وقطر، تحارب الجيش الوطني الليبي.
وأكد الترهوني، أن حقيقة الدعم ينقسم إلي قسمين؛ حيث تصل للميليشيات حقائب وصناديق محملة بالأموال من قطر، وكذلك بعض الخبرات الفنية العسكرية، وعلى الجانب الآخر تقدم تركيا الدعم العسكري للميليشيات مباشرة، المتمثل في السلاح والطائرات والعسكريين، فتتولى أنقرة تقديمه إلى الإرهابيين في ليبيا.
وأضاف المحلل العسكري الليبي، أنه على الرغم من ما يحدث في معركة طرابلس، ولكن الجيش الوطني الليبي قادر على تطهير العاصمة من أيدي الإرهابيين والميليشيات المُسلحة.