الموت للديكتاتور.. اشتعال التظاهرات المناوئة للملالي بعد مقتل طفل كردي

الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 08:55 م
طباعة الموت للديكتاتور.. اسلام محمد
 
بعد خفوت الاحتجاجات التي زلزلت عرش الملالي في طهران، وكادت تطيح بالنظام كله، عادت التظاهرات مرةً أخرى لتشعل شمال غرب البلاد، لاسيما منطقة مريوان التي شهدت مؤخرًا أعنف الاحتجاجات.

الموت للديكتاتور
وأتى اشتعال الاحتجاجات على خلفية مقتل شاب كردي صغير، بطريقة بشعة، بعد مطاردة قوات الحرس الثوري له، على الحدود الشمالية الغربية للبلاد.
ولم يعرف الأهالي قصة الشاب إلا بعد أكثر من يومين على اختفائه تحت الثلوج؛ حيث ظهرت جثة فرهد خسروي ابن الـ«أربعة عشر عامًا»؛ لتشي بطريقة موته المأسوية.
وتداولها ناشطون صورة «خسروي» على مواقع التواصل؛ إذ كان يعمل عتالًا، ينقل البضائع، عبر الحدود مقابل أجر زهيد يكفي لسد رمقه؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة هناك.
إلا أن الثلوج حاصرت الطفل، بعد أن نصب أفراد الحرس الثوري-المصنف كمنظمة إرهابية- كمينًا له، فلم يستطع الفكاك، وحوصر ما بين هجوم الثلج ونيران الحرس، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وشيع الأهالي جثة خسروي في بلدته «ني»، التابعة لمدينة مريوان، وسط تصاعد الغضب الشعبي بين الأهالي.
وقد تحولت مسيرة التشييع إلى احتجاجات ضد جرائم النظام الإيراني وقوات الحرس الثوري، وهتف المحتجون ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، ورفعوا الشعار الشهير «الموت للديكتاتور».
وحمل المحتجون قطعًا من أرغفة الخبز؛ تضامنًا مع الطفل الذي خرج من أجل كسب لقمة العيش.
وكانت منطقة مريوان هي عاصمة الاحتجاجات التي اندلعت في شمال غرب البلاد منتصف الشهر الماضي؛ حيث لم يقتصر الاحتجاج فيها على الوسائل السلمية، بل شهدت عددًا من الاشتباكات المسلحة بين أعضاء الأحزاب الكردية المقاتلة وقوات النظام التي سقط عدد من أفرادها قتلى وجرحى على إثر تلك المواجهات.
ويعمل في مهنة العتالة عدد كبير من السكان الأكراد، بعضهم من الأطفال، وبعضهم من المسنين رجالًا ونساءً؛ لتهريب البضائع على ظهورهم إلى العراق؛ لقاء أجور زهيدة.
ويتعرض خلال تلك الرحلة، إلى الموت برصاص قوات الأمن الايراني و وحدات الحرس الثوري.
 ويقال: إن أعداد العتالين تصل إلى عشرات الآلاف، ويقبع الآلاف منهم في السجون الإيرانية؛ بسبب مزاولة تلك المهنة، وبحسب بيانات مركز الإحصاء الإيراني؛ فإن معدل البطالة في المناطق الكردية هو الأعلى على مستوى إيران.

وساطة نرويجية
يذكر أن منظمة نوريف النرويجية، المهتمة بنشر السلام العالمي، بدأت مسعى للوساطة بين الحكومة الإيرانية والأحزاب الكردية الإيرانية، منذ نحو عامين دون جدوى، رغم عقد لقاءات عديدة مع الأحزاب المعنية التي أعلنت أن طهران تتلكأ في الرد عليهم.
من جانب آخر، دعا خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، السلطات الإيرانية لإطلاق سراح جميع معتقلي الاحتجاجات، ووقف التعذيب بحقهم.
وقال بيان الخبراء: «نحس بالصدمة بسبب أخبار سوء معاملة معتقلي الاحتجاجات التي وقعت في نوفمبر 2019، ونشعر بانزعاج عميق إزاء استخدام الأمن الإيراني للقوة المفرطة التي أدت إلى عدد لا يحصى من الإصابات والقتلى، التقارير تشير إلى أن المعتقلين يتعرضون إلى التعذيب وسوء المعاملة؛ لانتزاع الاعترافات بالاكراه».

شارك