«التقّية».. اتهامات المعارضة لإخوان المغرب بسبب «كوالالمبور 2019»
الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 11:31 م
طباعة
دعاء إمام
لا تزال الحقائق تتكشف عن المشاركين في قمة كوالالمبور التي استضافتها ماليزيا في 19 ديسمبر 2019، وحضرها عدد من قيادات جماعة الإخوان في عدد من الأقطار العربية، بجانب هاربين مصريين في تركيا وقطر، إذ أثارت مشاركة رموز حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية للإخوان في المغرب، انتقادات من المعارضة التي اعتبرت الأمر إحراجًا للملك محمد الخامس.
وطال الهجوم رئيس الحكومة "سعيد الدين العثماني"، الذي يرأس الأمانة العامة للعدالة والتنمية، وقيادات الحزب والحركة المحسوبين على الإخوان، وسط اتهامات باتباعهم «التقية»؛ للوصول إلى حلم التمكين.
وقال خالد أشبيان، القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة «البام» أكبر الأحزاب المعارضة في المغرب، إن حضور قمة ترعاها دولة قطع معها المغرب علاقاته الدبلوماسية يعد خطرًا يهدد الوطن، لافتًا إلى أن قيادات «العدالة والتنمية» المعروف بـ«البيجيدي» يتخذون التقية منهجًا للوصول إلى هدف التمكين والتحكم في دواليب الدولة سعيًا لتحقيق وهم الخلافة.
وأضاف في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الخطر الحقيقي الذي يهدد المغرب هو :أن يعيش بيننا من يخفون داخلهم عكس ما يعلنون؛ في إشارة إلى الإخوان.
ونشر «أشيبان» صورة تظهر عبدالرحيم الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الحركة الأم لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، والتي وصفها بالخزان الانتخابي الحقيقي لـ«البيجيدي» مشيرًا إلى أن -رئيس الحركة- شارك في شبه القمة الإسلامية التي احتضنتها كوالالمبور ويرعاها وحضرها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد، وقاطعتها باقي الدول المسلمة بما فيها المغرب.
وتساءل القيادي المعارض: «هل تعرفون ما معنى أن تشارك الحركة الراعية للحزب الذي يقود الحكومة المغربية في قمة قاطعتها الدولة المغربية رسميًّا؟ أليس هذا إحراجًا للدولة المغربية؟ أم أن مصالح الجماعة أهم من مصلحة الوطن؟!، هل تعرفون ما معنى حضور الحركة التي ترعى الحزب الذي يقود الحكومة المغربية في قمة يتزعمها رئيس إيران التي تدعم مرتزقة البوليسارو، وكان ذلك سببًا في قطع المغرب لعلاقاته الدبلوماسية معها؟ هل تعرفون معنى ذلك كله؟! معناه ببساطة هو أن الولاء للجماعة عندهم فوق أي اعتبار آخر، ولو تعلق الأمر بالوطن وبمصالحه».
ورفض «أشبيان» تبرير موقف الجناح الدعوي لإخوان المغرب، مشددًا على أن القمة التي حضرها «الشيخي» تخدم أجندة تسعى لتمزيق دول المنطقة، ويعلنون ذلك على موقعهم الرسمي متحدين الجميع، مضيفًا: إن التوحيد والإصلاح ستقول لا علاقة لنا بجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي «لكنهم يكذبون ويكذبون ويعرفون جيدًا بأنهم يكذبون».
بدوره، قال ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية، إن التقية والكذب عقيدة ثابتة عند الإخوان منذ عهد مؤسس الجماعة حسن البنا، حتى وقتنا هذا.
وأوضح «الخرباوي» في حوار سابق، أن الإخوان لم يتخلوا عن «تقيتهم» هذه، لاسيما أن «البنا» آمن بـها واعتبرها أصلاً من أصول العمل الحركي للجماعة، وآمن بها كل من جاء بعده.
وبحسب الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية، فإن تقية الإخوان لا تختلف عن تقية الشيعة في شيء، فهم يعتبرونها وسيلة من وسائل التمكين، يسلكون سبيلها ليتقوا «الكفار»_ وفق معتقدهم_ ويتوسعون فيها حتى أصبحت أصلًا، تقية الإخوان والشيعة لا فرق بينهما.