«التهديد السابع».. مخاوف من «كريسماس دامي» في إسبانيا
الأربعاء 25/ديسمبر/2019 - 07:10 م
طباعة
معاذ محمد
على مدار عام 2019، هدد تنظيم «داعش» الإرهابي، إسبانيا ست مرات، بتنفيذ هجمات في البلاد، غير أنه لم ينفذ تهديداته، ثم عاد في مطلع ديسمبر الجارى، متوعدًا عبر الفيديو السابع، الذى بثته إحدى المنصات الإعلامية التابعة له، مدريد بالإرهاب خلال احتفالات أعياد الميلاد «الكريسماس».
ويبقى السؤال، هل يمر تهديد «داعش» لإسبانيا في احتفالات «الكريسماس» مثل سابقيه، أم قد يحدث ما يصعد حدة العنف؟
هدد «داعش» في الفيديو السابع له بعنوان «لسنا ضعفاء»، إسبانيا بشن هجمات إرهابية، خلال احتفالات أعياد الميلاد، ويظهر في مقطع الفيديو بحسب صحيفة «لاراثون» الإسبانية، صورة لإحدى السيارات التابعة للشرطة المحلية، كما يتضمن صورًا لأربعة مسلحين، يحملون بنادق آلية أثناء سيرهم في إحدى الغابات.
وتعد «إسبانيا» الدولة الأوروبية الوحيدة التي هددها التنظيم بشن هجمات في «الكريسماس»، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وبسبب تهديدات «داعش»، ألغي حفل لموسيقيين فنزويليين في العاصمة مدريد، كان من المحدد له 22 ديسمبر 2019، بحسب صحيفة «الناثيونال» الفنزويلية.
وأوضح منظم الحفل سيرجيو كونتريراس، رئيس منظمة «اللاجئون بلا حدود» غير الحكومية، أنه «لسوء الحظ بعد تنظيم الحفل للاجئين الفنزويليين تم تحذرينا من تهديد إرهابي، واضطررنا لإلغائها».
وفى تقريره الصادر فى 11 ديسمبر 2019، اعتبر مرصد الأزهر الشريف أن تلك التهديدات هى مجرد «نغمة متكررة» تعزفها عناصر تلك التنظيمات، لبث الرعب في نفوس المواطنين، مشددًا على أنها لا تعدو أن تكون إستراتيجية موسمية فقدت تأثيرها مع التكرار.
كما حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، فى تقرير له مطلع ديسمبر 2019، من قيام «داعش» بعدد من العمليات الإرهابية في الغرب مع اقتراب أعياد الميلاد.
وأوضح المرصد، أن مقتل زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي»، وتلقي الأخير هزائم عديدة، قد يدفعه لمحاولة إثبات وجوده وعدم تأثره، مضيفًا أن العديد من أجهزة الأمن الأوروبية اعتادت أن تصدر تحذيرات بشأن عمليات إرهابية في أسواق أعياد الميلاد المزدحمة؛ خاصة مع التجمعات البشرية الكبيرة .
بداية الظهور في إسبانيا
كانت بداية ظهور تنظيم «داعش» في إسبانيا، أغسطس عام 2017، عندما قتل 13 شخصًا في اعتداء تبناه التنظيم، وأصيب أكثر من 50 في عملية دهس في منطقة سياحية، تلاه هجومان آخران نتج عنهما مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين، وأعلنت الشرطة وقتها اعتقال شخصين أحدهما مغربي على صلة بالهجوم.
وبعد عام من الحادثة، في أغسطس 2018، كشفت تحقيقات سلطات الأمن الإسبانية أن «داعش» كان يخطط لما هو أكبر من ذلك، بتنفيذ عملية في ملعب «كامب نو» الكتالوني، خلال مباراة لفريقي برشلونة وريال بيتيس.
ولم يسجل التنظيم عمليات قوية في إسبانيا منذ ظهوره في 2014، غير التي وقعت في أغسطس 2017، والتي أعلن حينها مسؤوليته عنها، مؤكدًا أن مقاتليه نفذوها «تنفيذًا لتعليمات قيادات التنظيم باستهداف الدول الأعضاء في التحالف الدولي».
وقال تقرير لصحيفة «إكسبريس»، يوليو 2018، تحت عنوان «عودة الجهاديين»: إن «العشرات من مقاتلي داعش يمكنهم السفر إلى إسبانيا بعد القتال في سوريا».
وأشارت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في تقرير لها، أغسطس 2017، إلى أنه على المستوى الروحي، تحتل إسبانيا مكانًا خاصًّا في أساطير «داعش»، كجزء من الإمبراطورية الإسلامية «الأندلس»، موضحة أنه ينظر إليها من قبل العديد من أيديولوجياتهم باعتبارها جزءًا إقليميًّا طبيعيًّا من «الخلافة»، والتي تخضع حاليًّا للاحتلال المباشر من قِبَل الكفار.