بعد انسحاب «إميصوم» 2020.. التنظيمات الإرهابية تُهدد منطقة القرن الأفريقي

الأربعاء 25/ديسمبر/2019 - 07:14 م
طباعة بعد انسحاب «إميصوم» أحمد عادل
 
تنتظر الصومال، مستقبلًا يمثل تهديدًا وتحديًا كبيرًا، من قبل التنظيمات الإرهابية الموجودة في منطقة القرن الأفريقي والتي تتمثل في حركة شباب المجاهدين، وتنظيم داعش الإرهابي، وذلك على خلفية انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي "إميصوم" مطلع عام 2020.
يعود وجود القوات الأفريقية في الصومال لعام 2007، وذلك بعد أن شكلت معضلة الأمن بالصومال الهاجس الرئيسي لدول الاتحاد الأفريقي؛ ما دفعها في عام 2007، إلى تشكيل بعثة أفريقية عسكرية «أميصوم» هدفها إعادة الأمن وتدريب القوات المحلية على حفظ الأمن والاستقرار.
وتكونت وحدة أميصوم من 5 آلاف جندي أفريقي، ومع مطلع عام 2018، ارتأت الحكومة ضرورة تولي مهام الأمن، وتم الاتفاق على تسليم المهام الأمنية للقوات الصومالية بشكل تدريجي حتى عام 2021.
ويسعى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، إلى تسليم مسؤولية الأمن في البلاد للحكومة الفيدرالية الصومالية بحلول 2020، ولكن ذلك الاقتراح أصبح محض شك للقوات الأفريقية؛ حيث تؤكد بعض التقارير الصادرة من الصومال عدم استطاعة القوات الصومالية السيطرة الكاملة على الأوضاع الأمنية في البلاد، وأن القوات لم تصل لدرجة الكفاءة المطلوبة لإيقاف الهجمات الانتحارية التي يشنها الإرهابيون.
وفي يونيو 2016، قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، التخفيض التدريجي لقوات الأميصوم، والانسحاب الكامل في نهاية عام 2020، ومع بداية ذلك التاريخ، تبدأ القوات الصومالية في السيطرة على الأوضاع داخل البلاد.
وأعلنت أميصوم في يناير 2018، سحب 1000 جندي من القوات البورندية التابعة لها في ولاية هيرشبيلي الوسطى «شمالي العاصمة الصومالية مقديشو».

الحركات الإرهابية في الصومال:
داعش
في 31 أكتوبر 2019، نشرت مؤسسة الفرقان الإعلامية (إحدى أذرع تنظيم داعش الإرهابي الدعائية)، في كلمة صوتية، لأبي حمزة القرشي، المتحدث باسم التنظيم، والذي قال إن مجلس شورى التنظيم، عقد اجتماعًا فور التأكد من مقتل «أبوبكر البغدادي»، واتفقوا فيما بينهم على تولي «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي» مهام التنظيم الإرهابي، داعيًا أفرع التنظيم الخارجية وغيرها إلى مبايعته.
وفي سبتمبر 2019، ظهرت عناصر تنظيم داعش الإرهابي، في أحد مقرات التدريب التابعة لها، والتي يستخدمها التنظيم الإرهابي، وتشير التقارير إلي أنه معسكر داوود بالصومال.
وفي يوليو 2019، ظهر عبدالقادر مؤمن، زعيم تنظيم داعش الإرهابي في الصومال، من خلال فيديو بموقع التواصل الاجتماعي "تليجرام"، ودعا أنصاره إلى ضرورة تنفيذ عمليات مسلحة ضد عناصر حركة الشباب الإرهابية.
كما نشر تنظيم داعش الإرهابي في الشهر ذاته- فيديو ضمن حملة إعلامية داعشية شارك فيها جميع أفرع التنظيم، ولتجديد البيعة لأبي بكر البغدادي والتعهد بمواصلة العمليات الإرهابية، حتى بعد انهيار الخلافة المكانية، وظهر عبدالقادر مؤمن، في الفيديو الذي خرج بتوقيع المكتب الإعلامي الداعشي في الصومال، وهو يؤدي البيعة للبغدادي قبل مقتله بأشهر مع عدد آخر من عناصر التنظيم الإرهابي.
وفي أكتوبر 2015، وخلال مقطع فيديو مصور أعلن عبدالقادر مؤمن، بيعته لتنظيم داعش وزعيمه، في ذلك الوقت، «أبوبكر البغدادي»، وذلك بعد انشقاقه عن حركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، ومنذ ذلك التاريخ أصبح زعيمًا لما تُعرف بولاية الصومال، وهي إحدى الولايات التابعة للتنظيم في شمال الصومال، وفي أغسطس 2016 أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية مؤمن على قائمة الإرهاب، ووصفته بأنه زعيم تنظيم داعش الإرهابي في شرق أفريقيا، وبأنه إرهابي عالمي.
ويسعي عناصر التنظيم الإرهابي، إلي التوجه للداخل الصومالي، حيث انتقال العناصر من المناطق الشمالية الشرقية إلى الأجزاء الجنوبية في الصومال، مع تنفيذ المزيد من الهجمات في العاصمة مقديشو، فمن بين الهجمات الـ39 التي حدثت عام2018، تنفيذ 23 عملية منها في مقديشو، تحديدًا في منطقة سوق باكارا، والذي يقع في قلب العاصمة، ويعد واحدًا من أكبر الأسواق التجارية وأكثرها ازدحامًا في الصومال.

شباب المجاهدين:
تعتبر حركة شباب المجاهدين هي التنظيم الأكبر والأقوى في الصومال، وقد كان أول ظهور علني لها بذلك المسمى عام 2006، عقب سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية على العاصمة مقديشو والعديد من مناطق وسط وجنوب الصومال، وإعلانها بأنها «لم تعد تحارب كمقاومة، وأنها تخوض جهادًا مسلحًا»، وقد تمكنت الحركة على الصعيد الميداني من تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، حتى خضع لسيطرتها ثلثا مساحة أحياء العاصمة مقديشو منذ عام 2009 وحتى أواخر عام 2011، وتقدر بعض التقارير أن القوة العسكرية لحركة الشباب المجاهدين، بناء على تقديرات مجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة، بنحو 5 آلاف مسلح.
وتسعي الحركة الموالية لتنظيم القاعدة؛ لشن أكبر عدد من العمليات الإرهابية ضد القوات الأفريقية المعروفة بـ«إميصوم» من وقت لآخر؛ إذ إنها في سبتمبر الجاري، شنت حركة الشباب المسلحة في الصومال، هجومًا على قاعدة للقوات الجيبوتية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في ضواحي مدينة بولوبردي في إقليم هيران وسط الصومال، وفي أغسطس الماضي، شن مسلحو الشباب هجومًا على قافلة للقوت الأفريقية في الطريق الذي يربط بين مدينتي بولوبردي وجللقسي في إقليم هيران وسط الصومال، وفي يوليو أعلنت الحركة المسلحة مقتل 10 من القوات البوروندية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، وأحرقت ثلاث عربات عسكرية، وتمكنت من الاستيلاء على أسلحة.

تداعيات الانسحاب:
في حالة انسحاب قوات الإميصوم في الموعود المُعلن من قبل الاتحاد الأفريقي عام 2020، ستواجه الصومال معضلة أمنية كبيرة للغاية وسيترتب عليها ثلاث نتائج مهمة:
- 1زيادة حالة الانقسام السياسي بين الحكومة الفيدرالية الصومالية والمعارضة المتمركزة في الولايات المطالبة بالحكم الذاتي والانفصال عن حكومة محمد عبدالله فرماجو.
-2تأزم الوضع الأمني بالنسبة للصومال، حيث تعاني مقديشو في الأساس من هشاشة في الأجهزة الأمنية سواء الشرطية أو العسكرية.
- 3زيادة نفوذ الجماعات الإرهابية، حيث يتيح انسحاب قوات الإميصوم من البلاد، فرصة هائلة لحركة شباب المجاهدين، للتمدد والانتشار والسيطرة على أكبر عدد من المدن الصومالية، أما عن تنظيم داعش الإرهابي، فسيحاول التنظيم إبراز وجوده من خلال تنفيذ عمليات نوعية لعناصره.

شارك