«قمة أبوجا».. «إيكواس» تقود قاطرة التنمية في مواجهة الإرهاب
الأربعاء 25/ديسمبر/2019 - 10:36 م
طباعة
أحمد عادل
تظل الأزمات الأمنية والتهديدات الإرهابية خطرًا كبيرًا في إيقاف عجلة التنمية بدول غرب أفريقيا، وتُمني مجموعة دول الساحل والصحراء نفسها بعودة الاستثمارات، ودوران عجلة التنمية التي توقفت مؤخرًا؛ بسبب العمليات الإرهابية.
وأخذت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» على عاتقها، خلال ختام اجتماعاتها في العاصمة النيجيرية أبوجا السبت 21 ديسمبر2019، متطلبات التنمية ومكافحة الإرهاب، وقدمت خطة عمل بقيمة مليار دولار؛ لمكافحة الإرهاب، يمتد تطبيقها إلى 5 سنوات.
وأكد رئيس مفوضية إيكواس، جان كلود كاسي برو، في ختام قمة أبوجا، أن المؤتمر اعتمد خطة العمل 2020-2024؛ للقضاء على الإرهاب في المنطقة، واعتمد كذلك جدولها الزمني وميزانيتها، مضيفًا أنه سيتم تمويل تلك الميزانية من الموارد الداخلية بقيمة مليار دولار، مشيرًا إلى أن إجمالي قيمة الخطة يبلغ 2.3 مليار دولار، وبالتالي لابد من تضامن الشركاء الدوليين.
وأوضح رئيس المفوضية أن هذه الخطة تهدف إلى ضرورة تعزيز التعاون العسكري، والتبادل الفعال في مجال الاستخبارات، واستحداث آلية شاملة وشفافة لإدارة الموارد المخصصة لتنفيذ خطة العمل.
وقد طالبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بضرورة وضع القوة المشتركة لدول منطقة الساحل الخمس (تضم كلًّا من: مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا وتشاد)، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يمهد الطريق أمام حصولها على تمويل أممي كافٍ، كما دعت إلى أن تتمتع قوة الأمم المتحدة في مالي «مينوسما» بتفويض ضد الجماعات الإرهابية.
وتضم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، في عضويتها كلًّا من (النيجر، مالي، موريتانيا، بوركينافاسو، تشاد، بنين، الرأس الأخضر، ساحل العاج، زامبيا، غانا، غينيا بيساو، ليبيريا، نيجيريا، السنغال، سيراليون، وتوجو)، وتعاني الحدود بينهما من هجمات الجماعات المسلحة منذ عدة سنوات.
وتشكل التهديدات الإرهابية تحديًا كبيرًا، وعلى رأس تلك التهديدات وأبرزها جماعة بوكو حرام، فضلًا عن ظهور ولاية جديدة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وتعرف بولاية غرب أفريقيا، وأعُلن عنها في أبريل 2019، حينما وجه أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم السابق المقتول في أكتوبر 2019.
ومنذ ذلك التوقيت، كثفت عناصر تنظيم داعش الإرهابي وجودها من خلال شن عمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين في تلك المنطقة، ولعل آخرها استهداف معسكر في «إيناتيس» قُرب جمهورية مالي في الغرب الأفريقي؛ في 12 ديسمبر الجاري؛ ما أسفر عن مقتل 71 عسكريًّا من
كما يتوسع تنظيم القاعدة الإرهابي أيضًا من خلال فرعه المسمى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، علاوةً على جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، والتي تنتشر في مالي منذ عام 2011.
وترى أميرة عبد الحليم، خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح له أن نمو الإرهاب في العالم ارتبط بعدد من المحددات، أخطرها الفقر والجهل، لذلك كانت القارة الأفريقية التي تعاني من معدلات عالية من الفقر والجهل والمرض المستشري في ربوعها مناخًا خصبًا لتنامي تلك الظاهرة على مدار عقود مضت.
وأضافت، أنه رغم كل ما تعانيه أفريقيا من أوبئة أشرسها الإرهاب، فإنها لا تزال محط أنظار القوى الاقتصادية العالمية، كونها قارة غنية بالموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز والذهب واليورانيوم، وبيئة خصبة للاستثمار.
وتابعت خبيرة الشؤون الأفريقية، أن هذه الوفرة في الموارد تعتبر العامل الرئيسي في وجود وتمدد التنظيمات الإرهابية في غرب أفريقيا تحديدًا، مشيرةً إلى أن المجموعة الاقتصادية «إيكواس» تسعى بشتى الطرق إلى إيجاد طريقة مناسبة لوقف هذا التمدد عن طريق دعم القوات المحلية، وتسريع عجلة التنمية في بلدان الساحل والصحراء.