لملمة أوراقه المبعثرة.. «داعش» يهدد باستهداف البعثات الهندية في أفغانستان

الخميس 26/ديسمبر/2019 - 08:35 م
طباعة لملمة أوراقه المبعثرة.. معاذ محمد
 
عقب هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، وخسارته الكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها، بدأ البحث عن مواطئ أقدام جديدة في العديد من البلدان، والتي كان منها الهند، خصوصًا أنها تقع في المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي يعتنق سكانها الديانة الإسلامية.

«داعش» في الهند
وبحسب وكالة «رويترز»، أعلن "داعش" في 11 مايو 2019، ما سماها «ولاية جديدة» في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان.
وأعلنت حسابات مرتبطة بالتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، تأسيس «ولاية الهند» بعد مقتل مسلح قيل إنه على صلة بـ«داعش» في اشتباك بين مسلحين وقوات الأمن الهندية، في الشطر الذي تسيطر عليه نيودلهي من كشمير.
وفي 20 أكتوبر 2019، أصدرت مؤسسة "أوبزرفر" الهندية للأبحاث، دراسة جديدة عن كواليس تأسيس خلايا «داعش» في نيودلهي، بعنوان «الدولة الإسلامية في الهند، كيرالا أولًا»، للباحثين كبير تانجيا زميل في برنامج الدراسات الإستراتيجية بالمؤسسة، ومحمد سنان سيش الباحث في المركز الدولي لأبحاث العنف.
وأشارت الدراسة، إلى أن نحو 60: 70% من المقاتلين الذين انضموا لـ«داعش» الهند كانوا من ولاية كيرالا، ووفقًا لوزارة الداخلية المحلية فإن نحو 120: 140 من أصل 200 داعشي، كانوا من نفس الولاية.
وتقع «كيرالا» على الساحل الجنوبي لشبه القارة الهندية، وتطل على المحيط الهندي.

 «داعش» يهدد
وفقًا لصحيفة «وان إنديا»، الأربعاء 25 ديسمبر 2019، أصدر مكتب الاستخبارات الهندي، تقريرًا ذكر فيه أن تنظيم «داعش» الإرهابي يدبر لعمليات انتحارية، لاستهداف وتفجير البعثات الهندية في أفغانستان.
وذكرت الصحيفة أن التنظيم كلف عناصره في أفغانستان وجماعة «عسكر طيبة» الباكستانية بتنفيذ هذه التفجيرات، مشيرًا إلى أنه يتم التنسيق لهذه الهجمات في إسلام آباد ويشرف عليها «سيف الله» وهو من مواليد لاهور.
وبحسب تقرير الاستخبارات، فإن الهجمات ستكون على شكل تفجير انتحاري، وجرى تدريب 5 أشخاص على العملية.

ما «عسكر طيبة»؟
تُعد جماعة «عسكر طيبة» أو «لشكر طيبة» أحد أبرز الجماعات التي تبث الرعب، وتشن حربًا ضد السيطرة الهندية في إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، وينظر إليها على أنها أكبر وأنشط الجماعات الإرهابية في جنوب آسيا.
وبرزت الجماعة خلال مرحلة الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفييتي، والتي كانت بداية تشكيلها عام 1987، علي يد حافظ محمد سعيد؛ أستاذ الهندسة السابق في جامعة بنجاب الباكستانية، في إقليم كونار بأفغانستان.
وبالنسبة للمشرف على الهجمات «سيف الله»، فهو سيف الله خالد، رئيس رابطة ملة المسلمين، والتي تعد واجهة لمنظمة «عسكر طيبة» المتشددة.
ويذكر أن جماعة «جيش محمد» دبرت في عام 2008، بالتعاون مع حركة «طالبان» الأفغانية مؤامرات مماثلة؛ وأسفر تفجير انتحاري خارج السفارة الهندية في أفغانستان عن مقتل 40 شخصًا، وكانت البعثات الهندية هي الأهداف الرئيسية.
ودعت الهند السياح، في أغسطس 2019، إلى مغادرة كشمير «المنطقة الواقعة شمال الهند وذات الغالبية المسلمة»، استنادًا على معلومات لأجهزة الاستخبارات بأن هناك تهديات إرهابية.

من تهديد إلى «واقع»
المتابع للأحداث يرى أنه لا يمكن الاستهانة بمعلومات أجهزة الاستخبارات الهندية، والتي تأكدت صحتها في أبريل الماضي، فعقب سلسلة التفجيرات التي استهدفت ثلاث كنائس وفنادق سياحية في العاصمة السريلانكية كولومبو، والتي أدت إلى مقتل نحو 359 شخصًا، في عيد الفصح، 22 أبريل 2019، ذكر مصدر مطلع لوكالة «فرانس برس»، أن نيودلهي حذرت سريلانكا من احتمال وقوع هجمات انتحارية قبل أسابيع من الاعتداءات، على أساس تهديدات مرتبطة بتنظيم داعش، حصلت عليها من مشتبه بهم قيد التوقيف لديها.
وبحسب المصدر، اعتمدت «نيودلهي» في تحذيراتها على أدلة، ضمنها فيديوهات، ضبطتها أثناء عمليات دهم عام 2018، أوقف خلالها 7 رجال في مدينة كويمباتور بولاية تاميل نادو_جنوب البلاد، وفق وسائل الإعلام الهندية.
واشتبه بأن الرجال الموقوفين على صلة بـ«داعش»، وأظهرت الفيديوهات زعيمًا متطرفًا في سريلانكا يطلق تهديدات تشير إلى أن الهجمات الانتحارية محتملة، وفقًا للمصدر.
وفي هذه الأثناء، كشفت وسائل إعلام هندية أن من يظهر في الفيديوهات هو «زهران هاشم»، زعيم الحركة السريلانكية المتطرفة المسماة «جماعة التوحيد الوطنية»، والتي تدعو إلى نظام إسلامي في سريلانكا وجنوب الهند.

شارك