إعلام الإرهاب من الظهور المبهر إلى الهزيمة الساحقة.. «منصات داعش نموذجًا»
الخميس 26/ديسمبر/2019 - 11:04 م
طباعة
مصطفى محمد
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي الدور الأقوى في يد تنظيم داعش الإرهابي؛ لنشر أفكاره الدموية وأيدلوجيته التكفيرية المتشددة، إلا أن الصعود الكبير الذي حققه التنظيم الإرهابي، عبر استخدامه الآلة الإعلامية، بشكل يبهر المتعاطفين معه للانضمام إلى صفوفه، لم يحل دون انهياره وهزيمته شر هزيمة.
الهزيمة والتحول الكبير
شكل مقتل أبي بكر البغدادي في نهاية أكتوبر 2019، بعميلة أمنية شنتها القوات الأمريكية في سوريا، والمتحدث الإعلامي الثاني للتنظيم المدعو «أبو الحسن المهاجر»، وهزيمة التنظيم مطلع العام الجاري «2019»، في آخر جيوبه «الباغوز» شرق سوريا، تحولًا كبيرًا داخل التنظيم الإرهابي، لا سيما في الآلة الإعلامية التي تباطأت وتراجعت بشكل كبير، باعتبارها كانت تمثل إمبراطورية داعش الأساسية التي اعتمد عليها؛ لجذب عناصر من شتى البلاد للانضمام إليه في سوريا والعراق.
صعود مبهر وانهيار ساحق
كان تويتر هو العامل الأساسي في الظهور المبهر الذي بدا عليه التنظيم؛ حيث أنشأ عبره المئات من الحسابات أتبعها بتطبيق «فيسبوك»، ثم المعرف الروسي الأشهر «تيليجرام»، الذي كان بمثابة أداة التحول في الإعلام الداعشي؛ نظرًا لصعوبة اختراقه وتدمير الحسابات والمجموعات الداعشية.
«شبكة شموخ الإسلام، مركز الحياة الإعلامي، إصدار دابق، منبر التوحيد والجهاد، إذاعة البيان، وكالة أعماق»، مراكز ومواقع كانت تمثل الركيزة الأساسية للتنظيم الإرهابي، فالحرب على داعش، لم تتمثل في الضربات الجوية التي كانت توجهها قوات التحالف الدولي، وإنما كانت تتمثل أيضًا في اتفاق تلك الدول على خوض الحرب ضد الآلة الإعلامية وإحجامها قدر المستطاع لعدم نشرها على أوسع نطاق لنشر أفكاره الإرهابية واستقطاب المتعاطفين لصفوفه، عن طريق استهداف النقاط الإعلامية الهامة للتنظيم.
«مجاهد أنت أيها الإعلامي» كان الهشتاج الأكبر رواجًا عبر «التيليجرام»؛ إذ ظهر كمادة خصبة اتبعها التنظيم الإرهابي لحث عناصره ومناصريه على نشر العديد من مواده الإعلامية، والأخبار المتعلقة بداعش؛ حيث قام بتأليف كتاب يحمل العنوان نفسه، يحث الدواعش على نقل الأفكار الداشعية ونشرها لجذب عناصر جدد.
دعوات عمل
أعلن التنظيم الإرهابي في فبراير 2018، عن فتح باب الانضمام في صفوفه ضمن ما يسمى بـ«ديوان الإعلام»»؛ نظرًا لقلة العديد من عناصره وخسارته الكثير من قياداته آنذاك؛ حيث دشن سرية إعلامية أطلق عليها مسمى «سرية أجناد»، ضمن كتيبة تعمل تحت مسمى «كتيبة غزو مواقع التواصل الاجتماعي»، تهدف إلى فتح العديد من الحسابات الداعشية لنشر الواد الإعلامية الخاصة بالتنظيم الإرهابي.
وطالب داعش ذلك الوقت باعتماد عناصره بالتركيز على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك، تويتر»؛ لنشر أفكاره الإرهابية، واستقطاب عناصر جدد، إضافةً إلى نشر الإصدارات والبيانات الخاصة به.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يلجأ إليها التنظيم الإرهابي، بفتح باب الانتساب للعمل في مجال الدعاية والإعلام الداعشي؛ إذ دعا- بنهاية 2017، عقب إعلان خسارته الموصل - مناصريه للالتحاق بصفوفه في مجالات الدعاية والإعلام، مؤكدًا أنه يجب على المتقدم أن تكون لديه خبرة في كل من «التصميم، والمونتاج، وكتّابة المقالات، والسيناريو، وناشرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومدققين لغويين، وتقنيين، ومنشئي حسابات في مواقع التواصل»، وذلك وفق ما أطلق عليه أنه من باب طاعة لله ولولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين ونبذ التفرقة والتشتت.
دعايات فاشلة
نجح التنظيم في وقت سابق بتصميم غرف دردشة آمنة، وتوفير السرية المطلقة للمحادثات بين القيادات والمقاتلين، بما في ذلك نقل التكليفات الإرهابية من قيادة التنظيم لفروعه، كما نجح أيضًا في استخدام موقع البحرية الأمريكية «TOR» في المحادثات التنظيمية، وفى تشفير برامج مثل «الجهاديين وشبكة الفداء، شبكة شموخ».
وكانت تمثل وكالة «أعماق» الذراع الرسمي للتنظيم الإرهابي، التي أسست في أكتوبر 2014، وتعد النافذة الأساسية لإطلاق بياناته الإعلامية وتبني العمليات الإرهابية هي الأشهر ولا زالت مستمرة على هيئة حسابات ويتم إغلاقها فورًا، ومجلة النبأ الأسبوعية المستمرة، إضافةً إلى امتلاكه أيضًا عددًا من المجلات التي اندثرت مع مرور الوقت وتعرضه لخسائر جمة؛ بسبب الحروب من بينها مجلة «رومية» الإلكترونية، ومجلة «دار الإسلام» الناطقة باللغة الفرنسية، و«دابق» الشهيرة الناطقة باللغتين العربية والإنجليزية وكانت تصدر بشكل شهري، إضافةً إلى مجلة «دار الإسلام» و«القسطنطينية» الناطقة بالتركية، ومجلة «مصدر» الناطقة بالروسية، ومجلة «الأنفال» التي صدرت في نوفمبر 2017، ولم تصدر سوى أعداد قيلة.
ومن أشهر القنوات الرسمية التابعة للتنظيم الإرهابي التي انتشرت كانت تمثل سلسلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «ناشر نيوز»، وتوقف عملها في 24 نوفمبر الماضي، عبر موقع التواصل الاجتماعي «التيليجرام»، وكانت تعني بنقل كافة الأخبار الصادرة عن داعش.
وفي الأخير، كان تطبيق المحادثات الروسي «Tam Tam» النصيب الأكبر للهجرة الدواعش عليه عقب حالة الركود التي ظهرت جلية في «التيليجرام»، إلا أن الحذف والطرد كان مصير التنظيم الإرهابي بعد إنشائه العديد من القنوات عليه باعتباره النافذة الجديدة التي نشر عبرها قنواته الجديدة، والتي حذفت بعد أيام من ظهور عناصر التنظيم وتداول عناصره بينات التنظيم وقنواته.