نظام خائف وشعب غاضب.. مسببات الثورة تتزايد تحت عرش الملالي
السبت 28/ديسمبر/2019 - 12:54 م
طباعة
اسلام محمد
تشهد الساحة السياسية في طهران توترات متصاعدة؛ بسبب مخاوف حكومية من عودة اشتعال التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام الذي يتحكم فيه الملالي، والجاثم على أنفاس الشعب منذ 40 عامًا.
وانتشرت خلال الأيام الماضية، دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لإقامة تجمعات احتجاجية في كافة أنحاء البلاد يوم 26 ديسمبر 2019، على غرار ما حدث منتصف نوفمبر الماضي الذي شهد احتجاجات دامية؛ بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار البنزين والسخط الواسع على الوضع الاقتصادي، ورفع المواطنون شعارات لإزاحة المرشد الأعلى، علي خامنئي، وأحرقوا صورًا له وللخميني، المرشد السابق ومؤسس الجمهورية.
وبحسب تقرير، صدر الثلاثاء 24 ديسمبر 2019، عن وكالة «رويترز» فقد أصدر المرشد الإيراني، علي خامنئي، أوامر مباشرة لقمع احتجاجات نوفمبر السلمية، والتي أودت بحياة حوالي 1500 محتج، طبقًا للتقرير الذي أثار فزع السلطات، كونه يأتي في توقيت حرج للغاية في ظل تصاعد الدعوات لإعادة التظاهر في جميع انحاء البلاد
ونفى رضا ظريفيان، مسؤول العلاقات العامة في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، صحة ما روته رويترز.
ونقل التلفزيون الحكومي، الإثنين 23 ديسمبر 2019، عنه وصفه لما ورد في التقرير بأنه «أخبار مزيفة» وأنه يأتي في إطار «الحرب النفسية» ضد بلاده، لكنه لم يقدم أي معلومات مختلفة عن عدد الضحايا.
هذا بينما أكدت مصادر المعارضة، مثل منظمة «مجاهدي خلق»، أن عدد الضحايا يفوق الرقم الذي نشرته رويترز.
أيقونة جديدة للثورة
وسعت السلطات لاتخاذ تدابير عديدة؛ لمنع عودة الاحتجاجات، منها عدم الاعلان عن عدد القتلى، ولا أسمائهم وإجبار ذويهم على دفنهم بدون الطقوس المعتادة؛ منعًا لتجدد الغضب الشعبي على جرائم السلطات.
لكن والدي الشاب بويا بختياري، الذي قتل في احتجاجات نوفمبر 2019، لم يستجيبا لتعليمات السلطات وقررا تنظيم مراسم التشييع لابنهما الفقيد، ودعوا الناس للحضور وإحياء الذكرى الأربعينية لمقتله، والمقرر لها غدًا الخميس.
وخشيت السلطات، أن تتحول هذه المراسم إلى مظاهرات واعتبار الشاب القتيل أيقونة للاحتجاج ضدها وتشجيع إقامة مراسم مشابهة في مختلف المحافظات من جانب ذوي الضحايا، فقد اعتقلت السلطات والد ووالدة بويا بختياري؛ لرفضهما أوامر الجهات الأمنية بإلغاء دعوة مراسم تأبينه وفقا لوكالة «مهر» شبه الرسمية.
وقالت الوكالة الرسمية: إن القضاء أصدر حكما بالقبض على والديّ بختياري؛ بهدف «حفظ الأمن والنظام العام» وكذلك «عدم تجدد الأعمال المسلحة ضد الشعب وتصوير قتلى التجمعات على أنهم ضحايا سقطوا بأيدي قوات الأمن».
نظام خائف وشعب غاضب..
وأدان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اعتقال والدي بويا بختياري، ودعا إلى إطلاق سراحهما على الفور ومحاسبة النظام على جرائمه ضد الشعب.
وقال على حسابه في تويتر: «تدين الولايات المتحدة بشدة اعتقال والدي بويا بختياري، وتدعو إلى إطلاق سراحهما فورًا، آن الأوان للمجتمع الدولي، أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني ومحاسبة النظام».
وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية في طهران، قد استدعت والد الشاب السبت الماضي، وأبلغته بأنه لا يحق للأسرة أن تقيم مراسم أربعين ابنهم في مكان عام، لكن الأب أصر على موقفه.
وبعد اعتقال الأب والأم، انتشرت الدعوات بين المواطنين للتضامن مع أسرة بختياري والذهاب للمراسم على قبر الفقيد في مقبرة مدينة كرج؛ لإحياء الذكرى.