«تفجيرات مقديشو».. الإرهاب يقتل طلاب المدارس والجامعات

الأحد 29/ديسمبر/2019 - 12:28 م
طباعة «تفجيرات مقديشو».. أحمد عادل
 
تسعى السلطات الصومالية إلى إجراء انتخابات عامة في عام 2020، تعد الأول من نوعها منذ نصف قرن تقريبًا، فمنذ مارس عام 1969 من القرن الماضي، لم يشهد الصومال انتخابات حرّة، ذلك نظرًا للأحداث المتسارعة، والتي جاء على رأسها الانقلاب الذي أطاح بالحكومة الصومالية في أكتوبر 1969، وجاء بالجنرال محمد سياد برّي.

ومع حلول عام 1991، دخل الصومال مرحلة الفوضى العارمة؛ نظرًا لغياب الاستقرار بسبب غياب القانون، وانقسام المجتمع الصومالي إلى قبائل متناحرة وميليشيات متصارعة؛ ما جعل عملية إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد إشكالية صعبة لمتخذي القرار.
تفجيرات دامية

واستيقظ الصوماليون صباح السبت 28 ديسمبر 2019 على انفجار هز العاصمة الصومالية مقديشو، لسيارة مفخخة، نتج عنه سقوط أكثر من 60 قتيلًا، بجانب عدد كبير من المصابين.

ومن بين القتلى والمصابين طلاب جامعات ومدارس، إذ وقع الانفجار تزامنًا مع خروجهم في أول أيام الأسبوع.

وقالت الشرطة الصومالية إن السيارة المفخخة انفجرت عند نقطة تفتيش أمنية في مقديشيو، ونجحت قوات الأمن في قتل جميع العناصر المسؤولة عن الهجوم، بعد أن استهدف الانفجار مركزًا لتحصيل الضرائب خلال ساعة الذروة الصباحية.

ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الثاني الذي وقع بعد أيام قليلة من انفجار وقع بالقرب من المقر الرئاسي في العاصمة الصومالية، لقي فيه 10 أشخاص حتفهم، فيما أصيب 11 آخرون بجروح من جراء حادث اعتداء شنته حركة «الشباب» الإرهابية.

وتزامنت تفجيرات 28 ديسمبر الدامية مع المناقشات الساخنة التي تتم حاليًّا في البرلمان حول قانون الانتخابات، لتحديد النموذج الذي سيطبق في البلاد، وهو ما ظهر جليًّا في خلاف الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو مع مبعوث الأمم المتحدة جيمس سوان.

ويضغط المجتمع الدولي على الحكومة الفيدرالية لإزالة المعوقات التي تضعها لعرقلة قيام الانتخابات المقررة العام المقبل، ومنها إقرار قانون الانتخابات الجديد، وعقد مصالحة سياسية مع الأطراف كافة.

وتعتبر حركة الشباب الإرهابية هي التنظيم المسلح الأكبر والأقوى في الصومال، وكان أول ظهور علني لها بذلك المسمى عام 2006، عقب سيطرة ما يعرف باتحاد المحاكم الإسلامية على «مقديشو»، والعديد من مناطق وسط وجنوب البلاد، وإعلانها أنها «لم تعد تحارب كمقاومة، وأنها تخوض ما أسمته بالجهاد المسلح.

وقد تمكنت الحركة من تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، حتى خضع لسيطرتها ثلثا مساحة أحياء مقديشو منذ عام 2009 وحتى أواخر عام 2011، وتقدر بعض التقارير أن القوة العسكرية للحركة الإرهابية، بناء على تقديرات مجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة، بنحو 5 آلاف مسلح.

رجل قطر في دائرة التخريب

يعد فهد ياسين، الذي عُين في أغسطس 2019، مديرًا لوكالة الاستخبارات والأمن القومي في الصومال، أحد أبرز رجال الدوحة في مقديشو؛ نظرًا لأنه بدأ عمله مراسلًا لقناة «الجزيرة» القطرية، سلفيًّا، ثم انضم لجماعة الإصلاح في القرن الأفريقي (إخوان الصومال)، ثم أصبح عضوًا في جماعة الاتحاد الإسلامي المنحلة، وشارك في معارك أراري وجيدو وبساسو في تسعينيات القرن الماضي.

ويعتبر «ياسين» همزة الوصل بين قطر وبين الجماعات المسلحة الإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب، بل بات عين النظام القطري على الجماعات والقوى والعشائر في الصومال، وتستخدمه الدوحة في دائرة صناع القرار، لزيادة نفوذها داخل هذا البلد المهم في منطقة القرن الأفريقي.

شارك