بعد واقعة مسيحيي نيجيريا.. لهذه الأسباب يلجأ «داعش» للذبح؟

الأحد 29/ديسمبر/2019 - 12:31 م
طباعة بعد واقعة مسيحيي أحمد عادل
 
يستخدم تنظيم داعش الإرهابي، عمليات الذبح للترهيب ضد منتقدي إستراتيجيته في الدول التي يوجد فيها، ويعتقد قادة التنظيم، أن ذبح الأبرياء سيمكنهم من ترويع المواطنين وبسط نفوذ سيطرتهم ورفع معنويات عناصرهم.

 

وأصدر تنظيم داعش الإرهابي شريط فيديو مدته 56 ثانية يزعم فيه التنظيم ذبح 11 رهينة مسيحية جميعهم من الرجال في نيجيريا.

 

وقال التنظيم إن هذا الإجراء جزء من حملة للانتقام لمقتل زعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي» في غارة أمريكية بسوريا أكتوبر الماضي.

 

وكان أصدر داعش من قبل سلسلة فيديوهات بث خلالها عمليات إعدام علنية وجماعية، واحتوت بعضها على سجناء أجبروا على حفر قبورهم بأيديهم قبل إعدامهم، وسبق أن ذبح التنظيم رهينة يابانيًّا، وسوريين، وعراقيين، ولبنانيين، بالإضافة إلى صحفيين أمريكيين في العديد من الدول التي كان التنظيم موجودًا فيها سابقًا.

بعد واقعة مسيحيي
ويمارس تنظيم داعش الإرهابي، عملية الاضطهاد ضد المسيحيين، في المناطق التي خضعت له في العراق وسوريا وليبيا، حيث بلغ اضطهاد المسيحيين ذروته عقب سيطرة التنظيم على أجزاء من شمال العراق في يونيو عام 2014، وتضع التقديرات عدد الضحايا المسيحيين من قبل «داعش» بنحو ألف شخص.

 

يستمد التنظيم الإرهابي رؤيته للمسيحيين من خلال التأًويل المشوه للإسلام الذي يبيح الدماء المعصومة، ويرى إهدار دم من يخالفه حتى لو كان مسلمًا، كما يرى أنه ليس من حق المسيحيين تولي الوظائف العامة، وبالفعل استخدم التنظيم الإرهابي أساليبه في فرض الجزية على المسيحيين في مناطق سيطرته بسوريا.

 

وأصدر التنظيم الإرهابي العديد من التسجيلات المرئية والمنشورات والبيانات عبر منابره الإعلامية، ومنها البوستر الدعائي للتنظيم الإرهابي الذي نشر في أبريل 2019،  باسم "أيام الدم"، والذي هدد فيه التنظيم بتنفيذ عدد من الهجمات المنظمة ضد الكنائس.

بعد واقعة مسيحيي
ومن خلال عمليات الذبح التي أقامها التنظيم في سوريا والعراق وليبيا، استمد التنظيم وحشيته لتصل إلي نيجيريا، التي يوجد الآن فيها أقوى فروع التنظيم على الإطلاق لاسيما في ظل وجود الفرع التابع له المتفرع من جماعة بوكو حرام بقيادة «أبومُصعب البرناوي» والذي أعلن في مارس 2015 مبايعته لـ«أبوبكر البغدادي» ( زعيم التنظيم المقتول في أكتوبر2019، والذي أعلن في أبريل 2019 إقامة ومباركة ولاية غرب أفريقيا).

 

وتواصل فرع تنظيم «داعش» الإرهابي، التابع لجماعة بوكو حرام نشر حالة من التعصب الكبير بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا بضخ فتاوى الكراهية ضدهم واثارة الفتنة للاستيلاء علي ممتلكاتهم ووفقًا لمركز بيو الأمريكي للأبحاث، نيجيريا لديها أكبر عدد من السكان المسيحيين في أفريقيا، حيث يبلغ عددهم  أكثر من 85 مليون شخص ينتمون إلى مختلف الطوائف المسيحية.

وخلال الفترة من يناير وحتى يوليو 2018 قُتل أكثر من 1300 شخص في موجات العنف التي اجتاحت هذا الحزام، واضطر ما يقرب من 30 ألف نيجيري للفرار من ديارهم في الولايات المتضررة.


ونتيجة للعنف المتزايد من قبل الجماعة الإرهابية، شرد ونزح آلاف من سكان منطقة شمال شرق نيجيريا إلى الكاميرون، التي تعاني هي الأخرى من الهجمات المسلحة التي تنفذها الجماعة الإرهابية، ولكن حالها أقل ضررًا من جارتها نيجيريا، والتي تئن من الهجمات المتتالية في الفترة الأخيرة التي تحدثها جماعة بوكو حرام.

شارك