رسائل استفزازية.. لهذه الأسباب تشارك إيران «روسيا والصين» في المناورات البحرية

الأحد 29/ديسمبر/2019 - 12:36 م
طباعة رسائل استفزازية.. اسلام محمد
 
تعيش منطقة الخليج هذه الأيام أجواء تتسم بالسخونة والتوتر على وقع المناورات «الروسية الإيرانية الصينية» في شمال المحيط الهندي وبحر عمان، والتي انطلقت الجمعة 27 ديسمبر وتستمر حتى الإثنين 30 ديسمبر 2019، وأطلق عليها تلفزيون طهران الرسمي اسم «المرحلة العملية».

واعتبر قائد الأسطول الروسي، ألكسندر ماشينفسكي، خلال مشارکته في المناورات المشترکة أن الهدف منها «إرساء الأمن في المنطقة»، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان: إن التدريبات ليست مُرتبطة بالضرورة بالوضع الإقليمي، ولا تخالف القانون الدولي.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، عن الأدميرال غلام رضا طحاني، مساعد قائد القوات البحرية لشؤون العمليات الإيرانية، أن القوات المشاركة تتدرب على عمليات إنقاذ السفن وتحريرها والتصويب على أهداف محددة، كاشفًا عن أن مساحة منطقة المناورات تبلغ 17 ألف كيلومتر في المحيط الهندي، وتتضمن مضيقي باب المندب وهرمز.

وأكد أن أهم مكسب لتلك المناورات أنها بينت عدم إمكانية فرض العزلة على بلاده، وأن التدريبات «ستستمر خلال السنوات المقبلة».

ويرتبط خليج عُمان بمضيق هرمز الذي يمر به نحو ثلث النفط الخام المنقول بحرًا حول العالم.

ويُنظر إلى هذه التدريبات على أنها تحمل رسائل استفزازية للولايات المتحدة، التي بدأت منذ بضعة أشهر في حشد القوى الدولية للوجود في المنطقة للعمل تحت قيادتها ضمن مهمة بحرية لحماية الملاحة من تهديدات ايران التي تورطت في عدد من العمليات ضد السفن والناقلات المارة بالخليج.

من جانب آخر أفاد كاظم جلالي، سفير إيران الجديد لدى موسكو، بأن بلاده قد تشارك روسيا في مناورات عسكرية برية مشتركة، وليس في البحر فقط كما هو الحال الآن.

من جانبه أكد الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، المتخصص في الشأن الإيراني، أنه ليس خافيًا أن هناك مغزى سياسيًّا واضحًا للمناورات البحرية المشتركة، فإيران وعلى الرغم من انتهائها منذ أيام قلائل فقط من المشاركة في قمة كوالالمبور الماليزية، والتي روج المشاركون فيها أنها جاءت لبحث هموم ومشكلات المسلمين، وفي مقدمتها ما يعانيه المسلمون من أقلية الإيغور في الصين، حرصت على أن تؤكد أنها لا تعيش في عزلة سياسية جراء الإجراءات السياسية والاقتصادية الأمريكية بحقها، فها هي تشارك في قمم ومؤتمرات دولية بالإضافة لمناورات عسكرية مشتركة الأمر الذي يعني أن الإجراءات الأمريكية لم تحقق هدفها وفرغت من مضمونها.

وأضاف في تصريحات لـه، أن هناك مغزى عسكريًّا أيضًا إذ تريد إيران التأكيد من خلال مشاركتها في مناورات مع قوتين من أكبر القوى البحرية والعسكرية في العالم "روسيا والصين" بأنها المعنية الأولى بتأمين الملاحة في منطقة الخليج العربي، وأنها قادرة على فعل ذلك، وليست في حاجة إلى قوى خارجية، كما أن مشاركتها تعني استعدادها التام لمواجهة أية أخطار بحرية في المنطقة أو أي هجمات محتملة يمكن أن تتعرض لها فضلًا عن أن الجهة الإيرانية التي شاركت في هذه المناورات هي فيلق البحرية التابع للحرس الثوري، وليس القوات المسلحة الإيرانية، ما يعني أن إيران أرادت أن تقول لأمريكا أن تصنيفك للحرس الثوري باعتباره جهة إرهابية لم يحجم من دوره ولم يمنع قوتين كبيريين بحجم روسيا والصين من أن تعترفا بشرعيته وهو بالطبع ما سيثير استياء وامتعاض الولايات المتحدة.

وتابع الهتيمي؛ أنه فيما يخص الرد الأمريكي فإن الخيارات التي تبقت أمام واشنطن محدودة للغاية بعد أن اتخذت إجراءات عديدة تتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على الكثير من الشخصيات والمؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية في إيران، وهي الإجراءات التي بدا واضحًا أنها غير ذات جدوى فيما يتعلق بتحركات هذه الشخصيات وهذه المؤسسات، خاصة أن الدولة كلها تقع تحت طائلة هذه العقوبات ومن ثم فليس من المتوقع أن تتخذ أمريكا إجراءات تصعيدية تجاه هذه المناورات، وستنظر إليها باعتبارها تدريبات عسكرية مشتركة يمكن أن تتم بين الحين والآخر بين العديد من الدول.

شارك