توظيف مرتزقة سوريا في ليبيا.. اتهامات كردية تحرج تركيا
الأحد 29/ديسمبر/2019 - 09:13 م
طباعة
سارة رشاد
يبدو أن تركيا لم تترك بابًا لدعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، في طرابلس إلا وطرقته، فبينما حاولت أنقرة إضفاء شرعية على وجود قواتها في ليبيا عبر تلويح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ومعه مسئولون أتراك، على مدار الشهر الأخير، باستعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى طرابلس، انتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمسلحين يتحدثون اللهجة السورية، ويحتفلون بضربات قالوا إنهم نجحوا في تسديدها ضد قوات الجيش الوطني الليبي.
وتزامنت هذه المقاطع مع تصريحات خرجت من الداخل السوري تؤكد إقدام تركيا منذ أكتوبر الماضي، على جلب جزء من المرتزقة الممولين بمعرفتها في سوريا لنقلهم إلى الجبهة الليبية في طرابلس.
في هذا الشأن، نشرت مواقع ونشطاء أكراد أخبارًا تفيد بذلك، فيما كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في وقت سابق نقل تركيا مقاتلين سوريين إلى ليبيا، مبينًا أن أعداد المتقدمين السوريين للقتال في ليبيا بلغ حتى الآن 500 شخص.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن تركيا بدأت عمليات النقل، منذ أكتوبر الماضي، بجلبها للمسلحين إلى تركيا ومن هناك إلى الموانئ الليبية.
ولفت إلى أن الجديد في هذه الخطوة أن تركيا لم تعد تكتفى بالمسلحين غير السوريين الذين يوجدون في سوريا، إذ بدأت في توظيف المسلحين السوريين أنفسهم، مشددًا على أن كل مقاتل سوري يقاتل ضمن العباءة التركية في ليبيا هو مرتزق كونه ذهب إلى هناك للحصول على أموال.
وربط عبدالرحمن بين ممارسات الرئيس التركي في ليبيا وسوريا قائلًا إنه في بداية الأزمة السورية تعاون أردوغان مع القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بالحاج لنقل عناصر متطرفة للأراضي السورية، مشيرًا إلى أن أردوغان قرر تكرار العملية في الاتجاه المعاكس عبر نقل مقاتلين من سوريا إلى ليبيا في إطار، ما سماه «الأحلام الأردوغانية» للسيطرة على ليبيا وسوريا وكامل منطقة الشرق الأوسط.
بدوره وضع الناشط السوري، عمر رحمون، ثلاثة سيناريوهات تنتظر المسلحين الموجودين بمدينة إدلب، موضحًا أنهم إما يقتلون أو يُرحلون إلى ليبيا أو يُنقلون إلى منطقة شرق الفرات.
«الوفاق» تنفي
ونفى المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق، أن تكون للفيديوهات المنتشرة علاقة بليبيا، زاعمًا أنها تعود لمدينة إدلب السورية، على حد قوله، متوعدًا كل من يشارك في نشر ما قال إنها «أكاذيب».
سياسات تركية قديمة
اعتبار هذه الاتهامات الموجهة لتركيا حديثة أمر غير دقيق، خاصة أن الجيش الليبي سبق وقال على لسان العميد خالد المحجوب، مدير المركز الإعلامي لعمليات الكرامة، إن عددًا من الإرهابيين والمرتزقة الأجانب وصلوا إلى مطار مصراتة الليبي عبر طيران الأجنحة للمشاركة في صفوف ميليشيات طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي.
المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، هو الآخر كانت له مشاركات واسعة في هذا الشأن وكشف في أكثر من مرة عن مرتزقة ترسلهم تركيا وقطر إلى ليبيا.
وحول أسباب اعتماد تركيا هذه السياسة أو بمعنى أخر دوافعها في الإصرار على إبقاء ليبيا في يد أعوانها، قالت الإعلامية الليبية، فاطمة غندور، إن تركيا تتعامل مع ليبيا كورقة رابحة في مشروعها التوسعي بالمنطقة، ومن ثم من مصلحتها أن تبقى عليها في أيدي الإسلامويين.
ولفتت إلى أن ليبيا تحتل مكانة مهمة في الخريطة التركية باعتبارها دولة غنية وذات مؤسسات رسمية هشة ومن ثم يمكن نهب أموالها بسهولة.
وبررت بذلك، السبل المختلفة التي تعتمدها تركيا في ليبيا للحيلولة دون فقد العاصمة، موضحة أن أنقرة ترى خسارة ليبيا ستكون فاضحة ومن ثم تستميت في إبقائها في أيدي المسلحين.
وحول ما إذ كان نقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا سيكون له تأثيره على المعارك، أجابت بالإيجاب، متوقعة أن تطول أمد المعارك ويتأخر الحسم حتى تضعف شوكة هذه الجماعات التي تتلقى دعمًا مستمرًا من قبل تركيا وقطر.
يذكر أن حالة رفض تسيطر على الأجواء لما يسمى بـ(التحالف التركي- القطري) ضد ليبيا.
وكان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قد قال خلال جلسة للجمعية العامة الأممية، السبت 28 ديسمبر 2019، إن تركيا وقطر يكرران نفس الدور الذي مارساه ضد سوريا في ليبيا.