غضب تركي من بيع الأراضي.. أردوغان منح الدوحة نصف حصة مصنع أسلحة حكومي

الأحد 29/ديسمبر/2019 - 09:16 م
طباعة غضب تركي من بيع الأراضي.. أسماء البتاكوشي
 
حالة من الغضب تسيطر على مواطني تركيا، بسبب سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، وكان آخرها منح الشيخة موزة والدة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أرضًا زراعية مطلة على مشروع «قناة إسطنبول» الجديدة.
وتساءلت البرلمانبة عن حزب الشعب الجمهوري، «غمزة طاشجيار»، هل تلك الأراضي مقابل القصر الطائر؟ فى إشارة منها إلى الطائرة المهداة من أمير قطر لأردوغان منذ عام تقريبًا، بحسب ما ذكره موقع «تركيا الآن»، التابع للمعارضة التركية.
وأشارت «طاشجيار» في كلمتها بالبرلمان التركى، إلى أن الأراضى تم شراؤها بعد شهرين ونصف الشهر من إهداء أمير قطر طائرة للرئيس التركى؛ حيث قالت: إنه من المثير التفكير في أن تلك الأراضي بيعت، بعد نحو شهرين ونصف من التاريخ الذي ظهر فيه إهداء أمير قطر القصر الطائر والبالغ قيمته 500 مليون دولار.
ودافع القصر الحاكم عن هذه الطائرة بأنها هدية، والآن ظهر موضوع هذه الأراضي، يعنى أن والدة أمير قطر أنشأت شركة واشترت هذه الأراضي بعد الطائرة".

بيع الأراضي التركية لقطر
كشفت صحيفة «سوزجو» التركية المعارضة، أن الشيخة موزة اشترت قطعة أرض تقدر مساحتها بـ 4.4 هكتار في ديسمبر 2018.
وتمت عملية الشراء عبر شركة عقارات تدعى «تريبل أم» للسياحة والتجارة، وهي شركة تملك الشيخة موزة أكثر من 45% من أسهمها، فيما تعود ملكية نحو 31 % منها لمنيرة بنت ناصر زوجة نائب رئيس الوزراء القطري السابق عبدالله بن حمد العطية، وفق صحيفة أحوال تركية.
وأضافت «أحوال» أن عملية شراء قطعة الأرض، المسجلة في بلدية إسطنبول كأرض زراعية، تمت بعد نحو 50 يومًا من تأسيس الشركة العقارية.
وفي رد استفزازي من أردوغان يرى أنه لا مانع من شراء القطريين أراضي في تركيا؛ حيث قال إن هذا أمر طبيعي.
وفي أكتوبر 2019، كشف «إلهامي أوزجان أيغون» البرلماني بحزب الشعب الجمهوري عن مدينة تكرداغ، أنه تم بيع قطعة أرض تفوق مساحتها 817 ألف متر مربع ببلدات مرمرة أريليسي، وشورلو، وكاباكلي، بمدينة تكرداغ، غرب تركيا، إلى قطر، بحسب صحيفة زمان التركية.
وأفاد أيغون بطرح مساحات زراعية من أكثر الأراضي إستراتيجية وخصوبة في تركيا للبيع، في مدينة تراقيا، مشيرًا إلى طرح أرض حكومية بمساحة 817 ألفًا و144 مترًا مربعًا تتضمن ساحة عسكرية، وميناء، ومنطقة زراعية، خصبة جداً للبيع بمدينة تكرداغ، وأن شركة قطرية ستقيم منشأة بتروكيماوية عليها.
ومنذ سيطرة حكومة «العدالة والتنمية» ازداد حجم الاستثمارات القطرية وبيع الأراضي التركية لصالح الدوحة؛ حيث بلغ ما اشتراه القطريون في فترة حكم «العدالة والتنمية» ما تقدر مجموع مساحتها بـ795 ألف متر مربع، وتلك المساحة تقترب من مساحة مدينة يالوفا التركية، البالغ مساحتها 798 ألف متر مربع، بحسب موقع "تركيا الآن" المعارض.
وقال «مراد كوروم» وزير البيئة والعمران: إنه حتى عام 2003 لم يتم بيع أي أراضٍ للقطريين، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن اشتروا 795 ألفًا و552 مترًا مربعًا، موضحًا أن القطريين اشتروا 198 عقارًا، بلغت مساحتها 489 ألفًا و901 متر مربع، واشتروا ألفًا و884 عقارًا في المنطقة الجاهزة للتسكين بلغت مساحتها 305 آلاف و651 مترًا مربعًا، وذلك من قبل ألف و592 شخصًا مختلفين.
وتابع «كوروم» إن أكثر المناطق التي اشترى العرب منها، كانت من نصيب إسطنبول؛ إذ اشتروا 2 مليون و504 آلاف متر مربع فيها، وبعدها مدينة أنقرة بمساحة 393 ألف متر مربع، ومدينة إزمير 32 ألف متر مربع، وفى مدينة إسكي شهير 423 ألف متر مربع، ومدينة بورصة مليون و174 ألف متر مربع، ومدينة سقاريا مليون و93 ألف متر مربع، ومدينة كوجالي 940 ألف متر مربع، وأخيرًا مدينة مانيسيا 607 آلاف متر مربع.

حصة قطرية في مصنع حربي تركي
ولم يكتفِ الرئيس التركي ببيع أراضي بلاده بل امتد الأمر إلى ضم مصنع للدبابات إلى خطة الخصخصة، وتم بيعه لشركة تملك فيها القوات المسلحة القطرية حصة تتعدى 50%، ما أدى لتظاهر أحزاب المعارضة التركية بـ«بلدة أدا بازاري» التابعة لمدينة سكاريا في شمال البلاد على ساحل البحر الأسود؛ احتجاجًا على بيع الحكومة مصنعًا للدبابات تابعًا لوزارة الدفاع.
وتساءل «كليتشدار»، في تصريحات للصحفيين: أي دولة تبيع مصنع أسلحتها لجيش دولة أجنبية؟ لم تفعلها أي دولة في العالم سوى تركيا، فيما كشف تقرير لشبكة «المونتيور» السويدية أن قيمة الصفقة تبلغ 20 مليار دولار.
بدوره قال أسامة عبدالعزيز، الكاتب المختص في الشؤون التركية على ذلك قائلًا: إن العلاقات تنامت في الفترة الأخيرة بين كل من تركيا وقطر؛ إذ إن الرئيس التركي ينظر إلى الدوحة أنها كانت من أول الدول الداعمة، حين فشل الانقلاب المزعوم عليه في 2016، مضيفًا أن قطر وعدت باستثمار نحو 15 مليار دولار في البلاد، خلال انهيار الليرة العام الحالى.

حياة 82 مليون على المحك
ويعود غضب الشعب التركي أيضًا إلى إعلان الرئيس التركي عن مشروعه الجديد «قناة إسطنبول»، والذي يهدد حياة 82 مليون نسمة، بحسب المعارضة التركية.
وعلى خلفية هذا القرار عارض رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو «قناة إسطنبول»، ودعا أهالي البلدية لتوقيع عريضة شعبية ترفض المشروع.
وشن الرئيس التركي هجومًا على أوغلو، كما انتقد تحذيرات كمال كليتشدار زعيم المعارضة للمقاولين العاملين بمشروع القناة.
وقال أردوغان خلال كلمته في اجتماع رؤساء المحافظات الموسع، بمقر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا: لا أعلم كيف فازوا برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
وفيما يتعلق بتحذيرات كليتشيدار أوغلو، التي قال فيها «أقولها لكم من اليوم، عندما نصبح نحن في السلطة، لن نعطيكم أموالكم»، فرد أردوغان على رئيس حزب الشعب الجمهورى قائلًا: «الشخص الذي يرأس المعارضة يهدد المقاولين، ويقول عندما نأتي نحن إلى السلطة، سنوقف المشروع، أساسًا أنت لن تأتي للسلطة، ولا تستطيع أن تأتي أساسًا».
يشار إلى أن تركيا تعتزم إنشاء ممر مائي اصطناعي على مستوى سطح البحر بالجانب الأوروبي منها؛ ليصل البحر الأسود ببحر مرمرة، ويربطه بذلك بحري إيجه والمتوسط، ويعرف الممر بـ«قناة إسطنبول».

شارك