«لن ننسى لابن عواد».. سلسلة تفضح «داعش» وكيف استغل التنظيم العلماء والمشايخ

الإثنين 30/ديسمبر/2019 - 07:16 م
طباعة «لن ننسى لابن عواد».. مصطفى كامل
 
برغم الهزيمة التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي، وقتل زعيمه «أبوبكر البغدادي» نهاية أكتوبر 2019، فإن ما فعله التنظيم الإرهابي بعناصره وشيوخه كان له الأثر الأكبر الذي كشفته مؤسسة الوفاء الإعلامية –المنشقة عن التنظيم- حيث قامت بسرد سلسلة عُنون لها بـ«لن ننسى لابن عواد» كشفت خلالها الوجه الحقيقي للتنظيم، مؤكدةً أنه كان يستعمل كبار العلماء والمشايخ الذين انضموا لـ«داعش» للجذب الإعلامي وإعطاء دولته البائدة التي أعلن عن ظهورها في «الموصل» عقب تقديم نفسه كدولة تتحكم في مناحي الحياة بشكل عام، إلى صبغها بصبغة شُيدت على الكذب والدجل بغطاء الشريعة.

التلميع وتحريف المنهج
ارتكز «داعش» قبل سقوطه على العديد من مشايخه وعلمائه الكبار لتلميعه بشكل مستمر، واستخدمهم كمفرقعات إعلامية للجذب الإعلامي، إذ لفتت مؤسسة الوفاء الإعلامية إلى أن التنظيم كان يتودد ويتذلل لطالبي العلم والمشايخ بالجلسات والوعود الفقاعية التي جعلتهم ينخدعون له ويحسنون الظن به.
لم يكتفِ التنظيم الإرهابي بذلك، بل قام أيضًا بتحريف منهجه الذي ادعى أنه قام دولته عليها، بإسناد «أبوبكر البغدادي» العديد من الأمور المهمة داخل التنظيم إلى المبتدعة والغلاة، وقيامه بتهميش علمائه مقدمًا عليهم السفهاء والجهلة للإفتاء في شؤون العامة وإصدار فتاوى القتل بحق العامة وسفك الدماء تحت مسمى «دعوى الخروج من دار الإسلام إلى دار الكفر التي فرّ إليها وأمّن أهله وحاشيته».

القتل وكره الناصحين
كان سفك الدماء أداة «داعش» التي كشفت عنها مؤسسة الوفاء الإعلامية التي فضحت الوجه الحقيقي للتنظيم، حيث كان القتل بطرق غير مباشرة لكثير من العلماء الأداة التي استخدمها «داعش» لتكميم أفواههم قدر المستطاع لعدم انشقاق العديد من عناصره وخروجهم من تحت يده، إذ بات هو الوسيلة الأبرز تبعتها تكفير عامة المسلمين وتنفير الناس عنهم بتهم ملفقة ومآلات مبتدعة.
أكدت مؤسسة الوفاء أن التنظيم الإرهابي كان من أشد الكارهين للناصحين له بعدم فتح العديد من جبهات القتال، بقيامه بتشريدهم والسعي الحثيث للتخلص منهم بشتى الطرق والحط من منزلتهم، لافتةً إلى أن توليته لأمراء لا يعبأون همًا بدماء وأعراض وأموال المسلمين، موضحة أن التنظيم الإرهابي كان يتشبث بحاشيته والآراء التي يعود أثرها للجاهلية ونبذه لمن يخرج عن دائرته وتجريده من منصبه بأسرع وقت.

السطو على الأموال واللعب بورقة الدواوين
منع التنظيم الإرهابي إعطاء العامة حقوقهم حيث قام بالسطو على الأموال كافة ومنع من توزيعها على العامة، وخصص المقدرات والمكتسبات لبطانته دون غيرها حيث تفشى الجوع والفقر، قبيل دعوته للمواطنين بشكل عام للسفر إلى سوريا والعراق للانضمام للتنظيم الإرهابي، حيث أكدت مؤسسة الوفاء أن داعش دعا عبر منصاته الإعلامية لهجرة المسلمين نساءً ورجالًا إلى خلافته الوهمية ثم خذلانه لهم وتنكيله بهم وردهم عن الاحتياط المشروع الواجب عليهم للحفاظ على أنفسهم وأهلهم من السقوط وإلقاء القبض عليهم بعد سقوط داعش.
ولفتت المؤسسة إلى أن التنظيم الإرهابي قام بتقليص دور ما يسمى بـ«ديوان البحوث والإفتاء»، وتحويله لمكتب مهمش وإلغائه نهائيًّا بعد ذلك، حيث أكدت أنهم أداروا الدفة نحو ما يعرف بـ«المجلس العلمي» وإغلاقه بعد فترة وجيزة لأسباب تصب في مصلحتهم فقط، موضحةً أنهم جعلوا ديواني «الأمن والإعلام» فوق المساءلة نظرًا لأهميتهم للتنظيم في إظهاره بصورة القوي المنتصر.

شارك