«هجوم عنيف وراية جديدة».. صفوف «داعش» تعود للعراق

الإثنين 30/ديسمبر/2019 - 11:17 م
طباعة «هجوم عنيف وراية معاذ محمد
 
مع أواخر عام 2019، تحدثت الكثير من التقارير الإعلامية عن عودة جديدة لتنظيم داعش في العراق، رغم الإعلان عن دحره نهائيًا في البلاد أواخر 2017، ويبدو أن الأمر أصبح حقيقيًّا، خصوصًا بعد اعتقال وتصفية عدد كبير منهم في اشتباكات مع القوات العراقية.
وتصدت القوات الأمنية لهجوم شنه تنظيم داعش، بقضاء الحضر جنوب مدينة الموصل شمالي العراق، السبت 28 ديمسبر 2019، ما أسفر عن مقتل 21 من عناصر التنظيم.
من جهته، قال آمر اللواء 44 في الحشد الشعبي حميد الياسري، الأحد 29 ديسمبر 2019، إن «داعش» شن هجومًا واسعًا في منطقة المخازن شمالي قضاء الحضر بمحافظة نينوى، مشددًا على أن المحافظة تشهد هجمات شرسة ومخططات جديدة للتنظيم.

عملية مختلفة
وبحسب «الياسري»، امتاز الهجوم عن البقية من حيث الأعداد المشاركة به، بالإضافة إلى التكتيك وطبيعة المنطقة الجغرافية التي انطلق منها العدو، مشيرًا إلى أن أعدادًا كبيرة من عناصر التنظيم الإرهابي تنتشر في جزيرتي نينوى والحضر، ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر.
كما كشف حميد الياسري، عن ورود معلومات تفيد بدخول المئات من عناصر «داعش» من الحدود السورية إلى «الحضر»، مشددًا على أهمية الرصد الجوي المستمر لعناصر التنظيم؛ لتجنب تعرض مناطق عديدة لاعتداءات إرهابية جديدة.

في الوقت ذاته، اعتقلت الداخلية العراقية، السبت 28 ديسمبر 2019، أربعة عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة الموصل، بمناطق وأحياء الإخاء والأربجية وكراج الشمال في الجانب الأيسر للمدينة.
كما حذر مسؤولون أمنيون أكراد من تكثيف «داعش» لأنشطته في شمال العراق، مضيفين أنه قد يستعد لشن هجمات جديدة أوسع نطاقًا.
وبحسب رنج طالباني، المسؤول الأمني الكردي، في تصريح لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، فإن أنشطة التنظيم تخرج عن حدود إعادة صفوفه، مؤكدًا أن داعش عاد إلى مرحلة العمليات، وتخلى عناصره في مناطق جبلية عند حدود إقليم كردستان عن رايته السوداء، واستبدلوها بأخرى بيضاء تحمل صورة نمر.
ووفقًا لتقارير مخابرات البيشمركة، عزز داعش صفوفه في المنطقة مؤخراً بنحو 100 مقاتل، عبروا الحدود من سوريا، بينهم بعض الأجانب الذين يحملون أحزمة ناسفة.

أسباب العودة
من جهته، قال هشام الهاشمي، الباحث العراقي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، إن محافظات «نينوى، وصلاح الدين، وجنوب كركوك، وشمال بغداد، والأنبار، وديالى» تشهد تعثرًا في عملية تمكين الاستقرار وإعادة الإعمار، مؤكدًا أن ذلك من شأنه أن يصبُّ فى مصلحة تعزيز قدرات شبكات التنظيم.
وأوضح «الهاشمي» في تصريح له أن مستقبل داعش مرتبط بصناعة بيئة طاردة للإرهاب، خصوصًا أن انهيار تلك البيئة يصب في مصلحة داعش وإطالـة فـترة وجوده في العراق، مشددًا على أن هزيمة التنظيم عسكريًّا وجغرافيًّا، تعني خروج فكره من هذه المناطق.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن مستقبل داعش في بغداد يتوقف أيضًا على مسألة تبادل المعلومات الاستخبارية الدولية عن تحركات الإرهابيين، سـواء أفرادًا أو جماعات، مشددًا على ضرورة توحيد الجهد الأمني والاستخباري بين أجهزة المعلومات المركزيـة والمحليـة والنوعيـة والمكانيـة في كـل الوزارات العراقية.

شارك