أبرزها «المعادن والنفط».. أسباب تصاعد العمليات الإرهابية في «كابو ديلجادو» بموزمبيق

الثلاثاء 31/ديسمبر/2019 - 01:38 م
طباعة أبرزها «المعادن والنفط».. معاذ محمد
 
تنامت العمليات الإرهابية، في مقاطعة «كابو ديلجادو» بجمهورية موزمبيق، جنوب شرق أفريقيا، خلال الفترة الماضية من قبل متمردين من أصول إسلامية وعناصر تابعة لتنظيم «داعش».


وتقع «كابو ديلجادو» في شمال شرقي البلاد على الحدود مع تنزانيا، ذات أغلبية مسلمة، وتعد الأقل نموًا في البلاد، وتعتبر الظروف الاجتماعية والاقتصادية فيها عاملًا في تأجيج التمرد؛ خصوصًا مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وعدم فعالية الخدمات الحكومية.

قتل وتدمير

وذكرت صحفية «كارتا دي موزمبيق»، أن المناطق الشمالية في مقاطعة «كابو ديلجادو»، شهدت عمليات إرهابية من قبل متمردين قتلوا، ودمروا المرافق الخاصة والعامة، بالإضافة إلى دخول مسلحين بالبنادق إلى القرى واختطاف النساء.

وبحسب الصحيفة، أعلن «داعش» مسؤوليته عن هجوم سابق أسفر عن مقتل 16 عسكريًّا، كما تقول تقارير أخرى إن التنظيم تبنى 26 هجومًا، تركت وراءها مجموعة من الجثث المشوهة من الرجال والنساء والأطفال، بجانب القرى المحروقة والمهجورة.

وفي السياق ذاته، ذكر تقرير لموقع «News 24»، أن «كابو ديلجادو» شهدت مؤخرًا هجمات مستمرة من قبل منظمة إرهابية لها صلات محتملة مع تنظيم «داعش»، خلفت وراءها دمارًا بلا نهاية.

ووفقًا للموقع، في تقريره الصادر 18 ديسمبر، فإن عام 2019 شهد مقتل 600 شخص فى موزمبيق، بينما حدث في شهر ديسمبر 2019 وحده، 17 هجومًا.


عناصر الفاجنر

وعلى الرغم من وجود عناصر «الفاجنر» الروسية، في شمال موزمبيق لمحاربة المتمردين المحليين، منذ أواخر سبتمبر 2019، فإنها لم تستطع التعامل مع المتمردين الإسلاميين في مقاطعة كابو ديلجادو الغنية بالنفط.

وبحسب تقرير لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، صدر أواخر نوفمبر 2019، فيبدو أن تلك العناصر الذين أرسلوا إلى موزمبيق تعرضوا لخسائر بشرية، وقتل متعاقدين اثنين في معارك مع المتمردين، مشيرة إلى تقارير غير مؤكدة بشأن سقوط مزيد من القتلى.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الشبكة نقلًا عن مصادرها، أن عناصر «الفاجنر الروسية» ليسوا مجهزين جيدًا للقتال في الأدغال الكثيفة، كما أن علاقتهم متوترة بجيش البلاد.

ووفقًا لوكالة «فرانس برس»، قتل 4 أشخاص في هجوم شمال موزمبيق، نسبه سكان إلى إسلاميين يزرعون الرعب في المنطقة منذ عامين، عبر نصب كمين لشاحنة قرب قرية «مومو» في منطقة «كابو ديلجادو»، وقتل سائق الشاحنة، و3 ركاب وأصيب آخرون.

قبلها بعدة أيام، قُتل 10 أشخاص في المنطقة نفسها، ولم يتبن المتطرفون أيًا من الهجمات، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي بعضًا منها.

يشار إلى أن التمرد الإسلاموي في موزمبيق ناجم عن صراع مستمر، بين جماعة أنصار السنة، المسلحة التى تحاول إنشاء دولة إسلامية في البلاد، وقوات الأمن الموزمبيقية.

الجماعات المتطرفة

في أكتوبر 2019، صدر تقرير عن مجلة «فورين بولسي» الأمريكية، تحدثت فيه عن نشوء علاقة وثيقة بين تنظيم «داعش» الإرهابي وما تُعرف بـ«جماعة أهل السنة».

ووفقًا للمجلة، فإن موزمبيق بها العديد من الجماعات المتطرفة مجهولة الزعيم والاسم ولا يُعرف انتماؤها «قاعدي» أم «داعشي»؛ خصوصًا أن وسائل الإعلام المحلية والدولية تستخدم أسماء عدة للإشارة إلى التنظيم ذاته في البلاد، ويتم تعريفهم بـ«السنة والجماعة، وأنصار السنة، وسنة السواحلي».

وفي 18 سبتمبر 2019، ذكرت مؤسسة «راند» للأبحاث السياسية الأمريكية، في ورقة بحثية الأسباب التي من المحتمل أن تجعل «موزمبيق» تحتضن الفرع الثاني لجماعة «بوكو حرام» الإرهابية النيجيرية، مشيرة إلى وجود آبار للمعادن النفطية والغاز بشمال البلاد، والذي يجعل المنطقة أيقونة للصراع الداخلي والاقتتال.

وتعد مقاطعة كابو ديلجادو المركز الاقتصادي الأضخم في موزمبيق؛ لاحتوائها على حقول النفط والغاز الكبيرة، والتي تديرها شركتا «أناداركو» الأمريكية و« إيني» الإيطالية، وهو ما يراه الإرهابيون تدخلًا أجنبيًّا في حق بلادهم؛ لذلك يتم استهداف معدات وعمال الشركتين بعمليات إرهابية من حين إلى آخر.

وعلى الرغم من امتياز «كابو ديلجادو» بالنفط، ولكن أغلب السكان المحليين لا يعملون به، وتنتشر فيها أزمة بطالة كبيرة، ساعدت على تجنيد عناصر جديدة لصالح تنظيم داعش الإرهابي، بالتعاون مع جماعة «أنصار السنة والجماعة».

تهديد قبل أعياد الميلاد

وبحسب مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، في تقرير له 24 ديسمبر 2019، تم رصد 38 عملية إرهابية، استهدفت 11 دولة حول العالم نفذتها 9 جماعات إرهابية، بالإضافة إلى العمليات التي سجلت ضد مجهول، سقط فيها 218 شخصًا ما بين ضحية ومصاب، مشيرًا إلى التصاعد الملحوظ للعمليات قبل أعياد الميلاد.

وذكر المرصد، أن موزمبيق شهدت عملية إرهابية واحدة، مؤكدًا أن غرب ووسط أفريقيا يشهد تصاعدًا في وتيرة العمليات الإرهابية، الأمر الذي ينذر بتصاعد حدة العنف، ما قد يدعم تعرضها لهجمات في أعياد الميلاد.

شارك