بوركينا فاسو.. «بلاد الطاهرين» تعيش تحت وطأة الإرهاب
الأربعاء 01/يناير/2020 - 05:14 م
طباعة
أحمد عادل
تشهد «بوركينا فاسو» المعروفة ببلاد «أرض الطاهرين»، حاليًا هجمات إرهابية، من قبل تنظيم «داعش»، خاصًة بعد إعلان «أبوبكر البغدادي» زعيم التنظيم المقتول في أواخر أكتوبر 2019 إقامة ما تسمي ولاية «غرب أفريقيا».
تعد «بوركينا فاسو» إحدى أبرز دول منطقة غرب أفريقيا، نظرًا لما تحوزه أراضيها من مناجم الذهب، وما جعلها تحتل المرتبة الثانية على القارة الأفريقية من حيث حجم الاستثمار الاستكشافي للذهب.
وتسبب تزايد عمليات الإرهاب في تراجع مؤشرات استخراج الذهب والمعادن، التي تستغلها الجماعات المسلحة في عمليات التمويل، بحسب إحصائية نشرها موقع «mining» الاقتصادى في أكتوبر 2019.
وقد اضطر آلاف السكان المحليين إلى النزوح والفرار، نتيجة الهجمات المسلحة، إضافةً إلى تصاعد الصراعات العرقية بين الطوائف، التي يغذيها العنف المسلح، ولعل أبرز الهجمات ما نفذه «داعش» الأسبوع المنصرم، على قاعدة أربيندا العسكرية في بوركينا فاسو، ما أدي إلي مقتل العديد من المدنيين والعسكريين.
وتسعى الأجهزة الأمنية في بوركينا فاسو، إلى وقف زحف الجماعات المنتمية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» في منطقة الساحل والصحراء، ونشرت في يونيو 2018، قائمة بأسماء 146 شخصًا على خلفية التورط في أعمال والانتماء إلى جماعات إرهابية، تستمد أفكارها من تنظيم القاعدة.
ويتضمن تحالف مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس، (موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد)، إضافة إلى بوركينا فاسو، والمعروفة بـ«G5»، تحت إشراف القوات الفرنسية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء.
كما وسعت الأجهزة الاستخباراتية في البلاد نطاق عملياتها لوقف زحف المجموعات الصغيرة، وعدم توغلها في غانا وبنين وتوجو، ما أسفر عن اعتقال أكثر من مائتى شخص، يشتبه في قيامهم بأنشطة إرهابية.
وفي هذا الإطار، نشر الصحفي الفرنسي سيريل بان سيمون، مقالًا في صحيفة "لوموند" الفرنسية، يحمل عنوان «بوركينافاسو ..الأرض الجديدة للجهاديين»، أكد فيه أن الهجوم الدموي الذي أودى بحياة العشرات في 24 ديسمبر 2019، أدى لتزايد الانتقادات لإستراتيجية الحكومة في بوركينافاسو في التعامل مع الجهاديين.
وأشار الى أن هناك تنظيمين إرهابيين يوجدان في بوركينا فاسو، أولهما جماعة «نصرة الإسلام» والتي تتمركز على الحدود مع مالي، وثانيهما جماعة «بوكو حرام» التي بايعت تنظيم «داعش» في 2016 والتي تتمركز على الحدود مع النيجر.
وأوضح الكاتب الفرنسي، أن انتقادات من داخل البلاد وخارجها، تشير إلى فقدان السلطة السيطرة على عدة مناطق في البلاد، فالجهاديون يحاولون التسلل إلى بعض القبائل في البلاد تمامًا، كما فعلوا في مالي من قبل، إذ يتوجهون إلى الشباب الذي يعيش ظروفًا اقتصادية واجتماعية صعبة لتجنيدهم في صفوف الجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي لم تتمكن السلطات من التحكم فيه.