"وول ستريت جورنال" :اطفال داعش في سوريا ينتمون ل40 دولة
الخميس 02/يناير/2020 - 11:59 ص
طباعة
روبير الفارس
مشكلة اطفال تنظيم داعش بسوريا من اكثر المشاكل العالقة والتى تتهرب الدول المختلفة من مواجهتها حيث اكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن قرابة 9.5 ألف طفل لمسلحي تنظيم "داعش" من نحو 40 دولة، لا يزالون عالقين في معسكرات شمال شرقي سوريا وسط ظروف إنسانية متدهورة
وأشارت الصحيفة، استنادا إلى بيانات منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية، إلى أن معظم هؤلاء الأطفال الذين لا تتجاوز أعمار نحو 50% منهم خمس سنوات، ينزلون حاليا في مخيم الهول بمحافظة الحسكة، محذرة من أن الظروف القاسية في المخيم تهيئ المناخ الملائم لدفع هؤلاء الأطفال إلى طريق التطرف.
ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز العقبات القانونية التي تمنع هؤلاء الأطفال من العودة إلى دولهم تكمن في أن فصل الأطفال عن أمهاتهم المتواجدات في نفس المخيم يتناقض مع القانون الإنساني الدولي، فيما رفضت كثير من الدول قطعيا استعادة "الدواعش" المحتجزين.
وذكرت الصحيفة أن بعض "الداعشيات" تنازلن عن حقوقهن بهدف السماح لأطفالهن بالعودة إلى الحياة الطبيعية، غير أن الأخريات اللواتي يحتفظن بولائهن للتنظيم الإرهابي وينتظرن انتعاش "داعش" يعتبرن أطفالهن جيلا جديدا من كوادر "داعش"، ولا يرغبن في عودتهم إلى دولهم.
وفي سياق متصل كانت وزيرة الخارجية السويدية" آن ليند" قد اعلنت إن هناك صعوبات تعترض محاولة استعادة أطفال عناصر تنظيم "داعش"، السويديين من سوريا، وخصوصاً الأيتام منهم، وذلك في تصريحات أدلت بها الوزيرة لراديو السويد.
وأكدت "ليند"، أن هناك جهوداً تبذلها الحكومة السويدية لاستعادة الأطفال "لكن من الصعب معرفة من هؤلاء الأطفال فقدَ فعلاً والديه"، لافتة إلى أن بلدها منشغلة الآن بكيفية إعادة خمسة من هؤلاء الأطفال ممن فقدوا فعلاً والديهم.
وكشفت أن هناك نحو 50 طفلاً ينتمون إلى عائلات من "داعش" لها صلة بالسويد، يعيشون الآن في مخيم الهول، شمال شرقي سوريا، الذي يحتوي على عائلات عناصر التنظيم، مشيرة إلى صعوبات أخرى تتمثل في كيفية إثبات نسب هؤلاء الأطفال، والتأكد من أنهم ينتمون لوالدين يحملون الجنسية السويدية.
وقالت "ليند"، في هذا الصدد، إن أغلب الأطفال ولدوا في مناطق سيطرة "داعش"، ولا يملكون أية أوراق رسمية تثبت نسبهم، وأن بعض أقارب الأطفال في مخيم الهول يرفضون التخلي عنهم، فضلاً عن الأوضاع الأمنية الصعبة في المخيم، ما يزيد من مصاعب إعادة الأطفال السويديين.
وبحسب الوزيرة، تمكن أشخاص من إعادة عدد من الأطفال ذووهم من سوريا إلى السويد، إلا أنها أكدت أن الحكومة السويدية لا تملك حتى الآن آلية مناسبة تمكنها من التعامل مع مواطنيها المنتمين إلى "داعش" أو مع عائلاتهم.
وكانت استعادت كل من فرنسا وألمانيا والنرويج والدنمارك عددا قليلا من أطفال مواطنيها المنضمين إلى "داعش"، في وقت تواصل واشنطن الضغط على الدول الغربية لاستعادة مواطنيها المحتجزين في سوريا. ,والهول هي بلدة شرقي محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا. تعتبر المركز الإداري لناحية الهول المكونة من 22 بلدية.بلغ عدد سكان البلدة 3،409 نسمة في تعداد 2004.
تم الاستيلاء على الهول ووقعت تحت احتلال قوات داعش أثناء الحرب الأهلية السورية. نظراً لأهميتها الاستراتيجية وتجانس سكانها العرب إلى حد كبير، أصبحت واحدة من المعاقل الرئيسية لداعش في شمال شرقي سوريا. جرى تحرير الهول من قبل قوات سوريا الديمقراطيةفي ما اعتبر أول نجاح استراتيجي تحققه قسد منذ تأسيسها من قبل وحدات حماية الشعب والقوى المتحالفة.