بعد زيارته تونس من أجل ليبيا.. عام آخر من الفشل يودع أردوغان
الخميس 02/يناير/2020 - 02:40 م
طباعة
شريف عبد الظاهر
في خضم المعركة الدائرة في العاصمة الليبية «طرابلس»، بين قوات الجيش الوطني الليبي وميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا، يواصل حزب العدالة والتنمية بتركيا الضغط على البرلمان؛ لتسريع موعد انعقاده لمناقشة تفويض إرسال جنود إلى ليبيا؛ ما أشعل موجة غضب سياسي داخل أحزاب المعارضة التركية، التي أعربت عن رفضها التام لهذا التدخل العسكري.
البرلمان التركي ومشروع غزو ليبياوفي غضون ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نواب البرلمان في أنقرة إلى الموافقة على مذكرة تسمح له بتنفيذ مخططه في غزو ليبيا، بعد فشله في إقناع المجتمع الدولي بذلك، ووسط معارضة من الأحزاب التركية التي ترى فيها خطورة على الأمن القومي ببلادها وعلاقات أنقرة مع مختلف الدول.
ومؤخرًا، أحالت الرئاسة التركية إلى البرلمان مذكرة تسمح لأنقرة نشر عسكريين في ليبيا؛ لدعم ومساندة الميليشيات المسلحة وحكومة الوفاق فائز السراج، التي انتهت بالكامل شرعيتها، وتعرضت صفوفها لخسائر فادحة، وانهزمت أمام قوات الجيش الوطني الليبي، التي حققت تقدمًا كبيرًا في العمليات العسكرية لمطاردة الميليشيات المسلحة.
لم توافق أي دولة حتى الآن على خطوة أردوغان نحو التدخل العسكري فى ليبيا؛ إذ رفضت العديد من الدول الأوروبية، ومنها ألمانيا وكذلك إيطاليا واليونان وقبرص.
وسط استمرار التوتر مع تركيا، أطلقت مصر واليونان وقبرص المناورات العسكرية البحرية الجوية المشتركة «ميدوزا – 9»؛ لمواجهة «تهديدات محتملة» في البحر المتوسط.
وبالفعل بدأت مصر واليونان وقبرص هذه المناورات في وقت تشهد العلاقات بين الدول الثلاث التي بدأت في ديسمبر 2019 التنقيب عن الغاز في مياه بالبحر الأبيض المتوسط التي تعتبر جزءًا من المنطقة الخالصة لجمهورية قبرص، وسط انتقادات واسعة من القاهرة وأثينا ونيقوسيا.
مذكرة التفاهم التي أثارت الجدل والرفض الدولى التي تم توقيعها بين تركيا وليبيا، دخلت حيز التنفيذ، لافتةً إلى أن مذكرة التفاهم هذه حول التعاون الأمني والعسكري، الموقعة مع حكومة الإخوان غير الشرعية، تعتبر مهمة أيضًا على صعيد دعم حكومة فائز السراج، بحسب اتفاق الصخيرات غير المفعل في تشكيل جيش منضبط ومؤسسي يتمتع بمستوى عالٍ من التدريب والقدرات العملياتية اللازمة؛ لمكافحة التهديدات التي تواجه البلاد.
بالمناورات السياسية مؤخرًا بشكل مفاجئ التي أجراها الرئيس التركي أروغان، المتمثلة في زيارته الأخيرة لتوتس، في مشهد أساء للعديد من الأحزاب السياسية ولجهات المجتمع المدني؛ لذلك أجبرت التصريحات المضاعفة، الرئاسة التونسية على تقديم توضيحات كبيرة.
الزيارة المفاجئة لتونس أحدثت غضبًا كبيرًا لدى الرئاسة التونسية، واعتُبر بأن تونس لن تكون عضوًا في أي تحالف ضد ليبيا، ولن نقبل أبدًا بألا يكون شبر من ترابها إلا تحت السيادة التونسية وحدها.
وذلك بعد يوم واحد من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أروغان لتونس، والتي أعلن فيها دعم حكومة الوفاق الليبية، وطلب حكومة السراج إرسال قوات تركية إلى ليبيا؛ ما أثار التكهنات حول مشاركة تونس في تحالف عسكري مع تركيا فيما يخص ليبيا.
.
ويسمح هذا الاتفاق للطرفين «التركي والإخواني» بأن يتبادلا إرسال عسكريين أو عناصر من الشرطة؛ من أجل مهمات تدريب وتأهيل، لكن وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، كان صرح سابقًا بأن اتفاق أردوغان والسراج لا يتضمن نشر جنود عسكريين في ليبيا، وإنما يقتصر على الدعم والتدريب.
وتجدر الإشارة إلى أن التدخل العسكري التركي في ليبيا يرتبط برغبة أنقرة في فرض نفسها بقوة السلاح في شرق المتوسط؛ من أجل الاستيلاء على الغاز القبرصي.
وترغب تركيا في الحصول على حليف في شرق المتوسط؛ من أجل توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية؛ ما يمنحها وضع قانوني لتنفيذ سيطرتها على البحر المتوسط .