بعد الخرق التركي لقوانين الحلف.. الـ«ناتو» يُحذر «أردوغان» من الاستمرار في سياسته الاستفزازيَّة
الخميس 02/يناير/2020 - 08:10 م
طباعة
شيماء يحيى
شهدت العلاقات بين حلف شمال الأطلسي «حلف الناتو» وبين تركيا توترًا في الآونة الأخيرة، وإثارة حفيظة بعض أعضاء الحلف، بسبب محاولات تركيا الكثيرة بتجاوز قوانين الحلف، منها العملية العسكريَّة التركيَّة في شمال سوريا، واقتناء أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية «اس-400»، التي قد تعيد النظر في وضع أنقرة كعضو في الحلف، ونشاط تركيا السياسي والعسكري المستجد في ليبيا.
مستقبل تركيا في الحلف
تتزايد الاحتمالات تجاه لجوء حلف الناتو نحو إقصاء تركيا من داخل الحلف، خاصةً وأنها بدأت تنتهج سياسات أحادية الجانب من شأنها إلحاق الضرر بالخطط الأمنية الجماعية للدول المنضمة إليه، ومن ثم يبقى هناك احتمالان يتمثلان في استغناء تركيا عن بعض السياسات المتعلقة بالتقارب مع الجانب الروسي، أو فيما يتعلق باستهداف حلفاء الحلف والضغط عليهم، أو المسار الآخر المتمثل في فرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية من شأنها بلورة بيئة ضاغطة على أنقرة للحيلولة دون وقوع الافتراض المتعلق بخروج تركيا بشكل نهائي من الحلف.
بعد الخرق التركي
كما أن من المحتمل أن تلجأ الدول الأوروبية بصورة خاصة منفردة وجماعية بفرض عقوبات على تركيا كامتداد للتوترات والتهديدات التركية المتعلقة باستفزاز الجانب الأوروبي ومساومته؛ خاصةً وأن العلاقات بينهما تشهد حالة من التوترات المتصاعدة في نمط العلاقات الثنائية بينهم، ومن ثم فمن المرجح أن تنعكس تلك العلاقة على مستقبل ومصير استمرار التواجد التركي داخل الحلف.
خلافات متباينة
لجأت تركيا لممارسة نشاط تدخل في إطار محاولات إحياء الإمبراطورية العثمانية بعد أن بات دخولها الاتحاد الأوروبي مستحيلًا، وبحثت عن عمق إستراتيجي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن بين تلك النشاطات، التدخل التركي في شمال سوريا ضد الأكراد، الذين كانوا حليفًا قويًّا على الأرض بالنسبة للحلفاء الغربيين، وخصوصًا الولايات المتحدة، في الكفاح ضد تنظيم «داعش» في سوريا، وتوقفت العمليات العسكرية التي أطلقتها في الشمال السوري بعد أيام من انطلاقها، إثر الاتفاق التركي الروسي بشأن تسيير دوريات عسكرية مشتركة على الحدود السورية التركية، وهددت العملية العسكرية الأمن القومي لدول الاتحاد الأوروبي؛ نظرًا لوجود أعداد كبيرة من الدواعش داخل مخيمات شمال شرق سوريا، وكذلك داخل السجون التي تسيطر عليها وحدات الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية.
واتسمت العلاقات التركية مع حلف الناتو بالبرود، ولوح أردوغان بإلغاء صفقة اللاجئين مرارًا التي أبرمت مع تركيا لإعادة توطين العديد من المهاجرين على الأراضي التركية.
وتزايدت التوترات بين أنقرة وحلف الناتو، بشأن منظومة «اس-400» التي تسببت في خلافات بين الحكومة التركية وشركائها في الحلف، لامتناع تركيا عن حماية مجالها الدولي بنظام دفاع صاروخي، واقتنائها لصواريخ روسية الصنع من الخصم، وكانت هناك تحفظات من قبل الغرب على هذه المنظومة.
وجاء رد الولايات المتحدة على هذه الخطوة، فأقرت معاقبة تركيا بحرمانها من سلاح الجو التركي، ما يسمى ببرنامج طائرات «إف-35»، رغم مشاركتها في صنعها.