في الصحراء الكبرى.. داعش يسعى لإعادة الإحياء قبل التأسيس الثاني للتنظيم

السبت 04/يناير/2020 - 01:33 م
طباعة في الصحراء الكبرى.. أحمد عادل
 
يستميت تنظيم داعش الإرهابي، في محاولة إقامة دولته المزعومة، على أرض الصحراء الكبرى في أفريقيا، وهو المكان البديل لسوريا والعراق، خاصة بعد الضربات التي تلقاها التنظيم في الآونة الأخيرة، لعل أبرزها مقتل زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» في أكتوبر 2019.

وتتعاون تركيا مع داعش، بإرسال ما يقرب من 500 مسلح من عناصر التنظيم من سوريا والعراق، إلى الأراضي الليبية. ومن ثم توزيعهم بسحب احتياجات التنظيم فيما بعد.

من رماد داعش.. الإحياء قبل التأسيس الثاني

وبحسب موقع الصباح المغربية، كشف أن هناك تقارير سرية تكشف ذلك المخطط العلني، لإحياء دولة الخلافة المزعومة من قبل عناصر التنظيم الإرهابي؛ حيث تقوم تركيا بإرسال المتطرفين من سوريا والعراق والهاربين من السجون، إلى منطقة الصحراء الكبرى، بهدف التمدد إلى المناطق الجنوبية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وشمال موريتانيا والسودان، ومالي.

ويحاول داعش دمج الفصائل القادمة من تركيا وسوريا والعراق، وأغلب أفرادها من مسلحي الإيجور، وتركمانستان مع جماعة بوكو حرام التابعة لداعش، ومجموعة من المسلحين في دولة مالي، ومجموعات مرتزقة من السودان، لتشكيل تنظيم تضم مئات الآلاف، ولإعادة إحياء داعش في منطقة شمال إفريقيا.
 
ويحاول تنظيم داعش ضم تلك الفصائل مع الفصائل الموالية له في أفريقيا، ووضعها تحت لواء أبو الوليد الصحراء، الذي يعتقد أنه على دراية كاملة بالمنطقة الرخوة ما بين منطقة المغرب والساحل، كما أنه له العديد من العلاقات مع الدول التي تساعده في إرسال الأموال والعناصر إلى تلك منطقة الصحراء الكبرى.

البداية.. نظرة عابرة على تاريخ أسود

وبداية ظهور داعش في تلك المنطقة، ترجع إلى عام 2015 بعد اندماج عدة جماعات إرهابية سابقة، وقائدها يُعرَف باسم عدنان أبو وليد الصحراوي، الذي وُلد في عام 1973م في لايون، وهو إرهابي جزائري، يسمى -لحبيب عبدي سيدي- بيعة مجموعته الإرهابية المعروفة بـ«المرابطون» لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في عام 2015.

ومع بداية ظهور أبو الوليد الصحراوي للمرة الأولى في عام 2011، أعلن وقتها، تأسيس ما يعرف بجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، التي تبنت خطف 3 مواطنين أوروبيين في منطقة الساحل، لكنه لم يعُلن وقتها تبعيته لأي جهة أو تنظيم، وقبل ذلك، كان واحد من الناشطين في حركة البوليساريو الانفصالية، وكان مسئولًا‮ ‬في‮ ‬منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء، ووادي‮ ‬الذهب‮ ‬المقرب من جبهة البوليساريو الانفصالية(وهي جبهة تحرير صحراوية وطنية تهدف إلى إنهاء الوجود المغربي في منطقة الصحراء الغربية).‬‬‬‬‬‬‬‬

وفي 15 مايو 2015، نشر تنظيم داعش الإرهابي، تسجيلًا صوتيًا لأبي الوليد الصحراوي، قال فيه: «تعلن جماعة «المرابطون» بيعتها للبغدادي

وفي أغسطس 2018، وضع مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية -بشكل منفصل- أبو الوليد على قائمة الشخصيات الإرهابية الأكثر خطورةً، مؤكدةً أن «الصحراوي» مرتبط بتنظيم داعش.

وفي يونيو 2019، كشفت تقارير استخباراتية عن إعلان «البغدادي» تعيين «أبوليد الصحراوي» ليكون مسؤولًا عن فرع التنظيم في أفريقيا، وتحديدًا في كل من بوركينا فاسو وجنوب أفريقيا والكونغو وموزمبيق، بجانب قيادته العمليات المسلحة في النيجر ومالي.

داعش والقاعدة.. بين الصراع والتمدد

تمكن داعش من إحداث اختراقات داخل العديد من المجموعات الإرهابية الموالية لتنظيم "القاعدة"، وعلى رأسها جند الخلافة بالجزائر وعناصر من الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة "المرابطون" بزعامة أبو الوليد الصحراوي، بالإضافة إلى بعض عناصر جماعة بوكو حرام في نيجيريا وعناصر جماعة عقبة بن نافع في تونس، كما استطاع "داعش" التمدد في دول أفريقية جديدة بداية من عام 2018 وحتى الآن، وعلى رأسها الكونغو وبوركينا فاسو ووسط أفريقيا.

وفي الفترة الأخيرة، أصبح داعش لا يتوقف عن استخدام آلته الإعلامية، لبث أفلام دعائية تساعد في زيادة انتشاره في وسط الصحراء الكبرى وحول بحيرة تشاد وفي شمال نيجيريا وبوركينا فاسو وبنين، كما تمثل الصحراء الكبرى مجالًا واسعًا لإرهاب داعش بسبب تضاريسها واتساع رقعتها البالغة 9 ملايين كيلومتر مربع، وحدودها الواسعة التي يطل عليها عدد من بلدان شمال وغرب القارة الأفريقية.

شارك