فتح «بوابات الجحيم».. أردوغان يبتز أوروبا بورقة ترحيل الدواعش
السبت 04/يناير/2020 - 01:40 م
طباعة
مصطفى كامل
استغلت تركيا فرار العديد من الدواعش الأجانب عقب هزيمة التنظيم ومقتل زعيمه بعد إلقاء القبض على عدد منهم، بوقوعها على الشريط الحدودي مع سوريا والعراق، كورقة ضغط ضد الدول الأوروبية؛ لتحقيق مكاسب سياسية؛ حيث تحدث أردوغان عن «فتح البوابات» باعتبارها بوابات الجحيم للعائدين نحو أوروبا.
تهديدات بالترحيل.. الابتزاز التركي لأوروبا
فمنذ نوفمبر 2019 رحلت الدولة التركية 110 من عناصر داعش الأجانب، بينهم 46 أوروبيًّا، في محاولة من «أردوغان» بشتى الطرق بنفي علاقة نظامه مع داعش، وابتزاز الدول الأوروبية لوضع قدم له داخل الاتحاد الأوروبي بشتى الطرق، إذ كان العدوان التركي على الشمال السوري الذي وقع في 9 أكتوبر 2019 بابًا خفيًّا للسياسة التركية لاستغلال الدواعش الفارين من السجون الكردية شمال شرق سوريا واللعب بهم لمصالح شخصية.
«سنواصل إرسالهم سواء أخذوهم أم لا، فهذا لا يهمنا» و«تركيا ليست فندقًا» تصريحين للرئيس التركي ووزير خارجيته سليمان صويلو مطلع نوفمبر 2019، يؤكدان عزم تركيا باستخدام تلك الورقة بتهديد أوروبا بإرسال العناصر الإرهابية حاملي الجنسيات الأوروبية إلى بلدانهم كخطوة لابتزازها في هذا المجال، بعد أن كانت قد فتحت حدودها على مدى السنوات السابقة لعشرات الآلاف من الإرهابيين للتوجّه نحو سوريا والعراق.
وينفذ «أردوغان» تهديداته استرضاء لأبناء مجتمعه بقيام داخليته بترحيل الدواعش الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، ويفترض أن عددهم بالسجون يبلغ 120 شخصًا؛ إضافة إلى 287 متشددًا محتجزًا من قبل فصائل الجيش الحر الموالية له في سوريا، غير عابئ بالآثار السلبية التي حتما ستلقي بظلالها على علاقاته بالقارة العجوز، إذ كشفت الداخلية التركية في تصريح لها مطلع ديسمبر 2019 عن إعادة نحو 1200 أجنبي من «داعش» محتجزين في تركيا لبلدانهم.
وواصل الرئيس التركي تهديداته بالضغط على الدول الغربية؛ لاسيما الأوروبية وبشكل خاص فرنسا التي عزمت –في وقت سابق- عدم استقبالها المقاتلين الدواعش الذين ترحلهم تركيا؛ حيث أعلنت الداخلية التركية في 9 ديسمبر 2019 ترحيل 11 فرنسيا بسبب صلاتهم بتنظيم داعش الإرهابي.
وبحسب إحصائية رسمية أخيرة أعدتها وكالة أنباء «الأناضول» التركية في 20 ديسمبر 2019، كشفت ترحيل 21 مواطنًا ألمانيًّا، و13 فرنسيًّا، و5 بريطانيين، وبلجيكيين اثنين وهولنديين اثنين، واثنين من كوسوفو، ودنماركي ويوناني وأيرلندي وأسترالي وأمريكي، إلى جانب آخرين يحملون جنسيات دول مختلفة، إضافة إلى وجود 849 آخرين محتجزين في مراكز الترحيل، وأن عملية الترحيل في استمرار.
نفي التعاون
كثفت تركيا بأوامر من رئيسها «أردوغان»، تكثيف الحملات الأمنية بشكل كبير في الولايات التركية، وتحديدًا عقب مقتل البغدادي أواخر أكتوبر 2019، للقبض على عناصر التنظيم الإرهابي والفارين من معسكرات شمال شرق سوريا، بعد العدوان التركي، في محاولة منها لنفي العلاقة الوثيقة مع التنظيم الإرهابي.
وبحسب البيانات التركية، فإنها تحتجز المئات من أفراد التنظيم وأسرهم، من بينهم العديد من أقرباء البغدادي وعائلته -زوجته الأولى وإحدى بناتها وشقيقة البغدادي وصهره-، إذ قال أردوغان «سنرحلهم إلى دولهم حتى ولو ألغيت جنسياتهم، هم وعائلة البغدادي»، وذلك دون توضيح إلى أي مكان.