ليبيا ليست وحدها.. خفايا الدعم التركي للإرهاب في القرن الأفريقي

السبت 04/يناير/2020 - 02:29 م
طباعة ليبيا ليست وحدها.. محمد يسري
 
لا يكتفي الحلم العثماني فقط بمحاولات السيطرة على حوض المتوسط سواء بالتدخل المباشر في شؤون دول الشمال الأفريقي، المُطلة على البحر المتوسط، كما هو الحال في ليبيا، التي تعمل على زعزعة الاستقرار فيها، بل يمتد ذلك أيضًا إلى حوض البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ويعد الصومال ملعبًا مفتوحًا، أمام الهيمنة التركية التي تشهد العلاقات بينها وبين الجماعات الإرهابية بها حالات متباينة من المد والجذر، تخفي وراءها مصالح مشتركة قد تصل إلى الصدام أحيانًا في حالة الخلاف حول النفوذ.

أكبر قاعدة عسكرية تركية

وتعمل تركيا على زيادة نفوذها في القرن الأفريقي خاصة الصومال، ومن أجل ذلك افتتحت أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج، ومقرها العاصمة الصومالية مقديشو في أكتوبر 2017، وأكد وقتها رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار إن الضباط الأتراك سيتولون تدريب أكثر من 10 آلاف جندي صومالي في القاعدة.



وتزعم تركيا أن القاعدة تهدف إلى مساعدة الحكومة الصومالية في مواجهة الجماعات الإرهابية، وهو الهدف الظاهري المعلن، إلا أن الواقع يخفي أشياءً أخرى تؤكدها الكثير من الشواهد، التي رصدتها تقارير دولية توضح الدعم التركي للجماعات الإرهابية والمتطرفة لتثبيت حالة عدم الاستقرار في البلاد من أجل استمرار تدخلاتها، شأنها شأن التدخل التركي في ليبيا.

دعم الجماعات الإرهابية

في يناير 2019، كشف موقع «نورديك مونيتور»، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة. أن الحكومة الأمريكية حصلت على معلومات حول أن الاستخبارات التركية على علاقة خفية بالحركات الإرهابية في الصومال، وأكد الموقع أن المعلومات المستقاة من وثائق قضائية تؤكد أن الوكالة أرسلت مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة الشباب الصومالية، عبر عميل كان سجينًا سابقًا في معتقل «جوانتانامو».



وأوضح التقرير أن الحكومة الأمريكية أبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة؛ لكن حكومة أردوغان أوقفت التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشئؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت.



وتحظى غالبية الجماعات الإرهابية في الصومال بدعم مالي من أنقرة، في ظل توافق حكومة أردوغان مع الحكومة القطرية في دعم هذه الجماعات ومن هذه الجماعات جماعة التجمع الإسلامي التي أسسها عالم الدين الشهير محمد معلم حسن (المتوفى عام 2000م) الذي يعتبر مرشدًا للتنظيمات الحركية الحديثة، وتنظيم التجمع يقدم نفسه على أنه الممثل الحقيقي لـ«الإخوان» في الصومال لكن بالصبغة المحلية، وكذلك حركة الإصلاح في القرن الأفريقي التابعة للتنظيم الدولي للإخوان.


علاقة تركيا بحركة الشباب الإرهابية

وتشهد علاقة تركيا بحركة شباب المجاهدين الصومالية الموالية لتنظيم القاعدة، حالة من العلاقات والأدوار الخفية في الصومال، ربما تظهر أحيانًا في شكل نوع من العداء، إلا أن الباطن يخفي أشكالًا من المصالح المشتركة، التي تتم عبر وسطاء جماعة الإخوان الإرهابية، وفي فبراير 2018 كشف خطاب بشير صلاد رئيس ما يسمى «هيئة علماء الصومال» الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، عن وجود علاقات قوية ومصالح مشتركة بين نظام أردوغان وحركة شباب المجاهدين الإرهابية تسمح لأنقرة بأن تكون تركيا هي الوحيدة القادرة على الوساطة بين الحركة والحكومة الصومالية، بحسب تصريحاته لوكالة الأناضول التركية والتي قال فيها: «إن تركيا دولة كبيرة، تستطيع أن تلعب دورًا في كيفية احتواء الأزمة الصومالية وإنهائها من جذورها».

شارك