بعد مقتل «سليماني».. الحرب تدق طبولها على أبواب الشرق الأوسط
الأحد 05/يناير/2020 - 02:05 م
طباعة
معاذ محمد
يبدو أن مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، لن يمر بسلام، خصوصًا في ظل توعد طهران بـ«الرد القاسي»، ما ينذر بـ«حرب وشيكة» في منطقة الشرق الأوسط.
موازين القوى
يُعد «سليماني» -الذي قتل خلال غارة أمريكية، الجمعة 3 يناير 2020- الرجل الثاني في إيران والمسؤول عن العمليات الخارجية، ما يجعل «طهران» تتمسك بالانتقام من قاتليه، في ظل تأكيد أمريكا أن تصفية قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني «مجرد البداية»، وأن إرهابيين إيرانيين آخرين «سيلقون نفس مصيره»، ما يؤكد تمسك الطرفين بمواصلة الحرب.
وبالنظر إلى المعادلة، فإن إيران مدعومة من جماعات تابعة لها في العراق، فدعا قيس الخزعلي، القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي العراقية، «كل المجاهدين» في إشارة إلى عناصر الحشد، إلى الجاهزية للرد على الضربة الأمريكية.
كما أن حزب الله العراقي، المعدوم من إيران، عانى مؤخرًا من سلسلة غارات أمريكية، ما يجعله مؤهلًا للوقوف إلى جانب طهران ضد الولايات المتحدة.
إضافة إلى ذلك فإن المنشآت العسكرية والدبلوماسية الأمريكية في العراق، ستتعرض بشكل شبه مؤكد لهجوم وترهيب، من قبل ميليشيات الحشد الشعبي، والكيانات الداعمة لطهران.
بعد مقتل «سليماني»..
وبالانتقال إلى سوريا، فإن الوجود العسكري الأمريكي بها أصبح ضعيفًا للغاية بعد تقليص حجمه هناك، إضافة إلى قلة ثقة الشركاء «وحدات حماية الشعب الكردية» في واشنطن، خصوصًا بعد أن تركتهم بمفردهم في مواجهة التوغل التركي في الشمال السوري، أكتوبر 2019، الأمر الذي من شأنه أن يجعل نيويورك على أهبة الانسحاب من دمشق، حالة وقوع أي هجمات.
وتمتلك إيران «حزب الله» في لبنان، والذي يعد الذراع السياسية الأبرز لها، ما جعل الأمين العام للحزب حسن نصر الله، يدعو إلى «القصاص من قتلة» الجنرال قاسم سليماني؛ مشددًا على أن «القصاص العادل من المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسئولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم».
كلمات «نصر الله» تحمل في مضمونها دعوة صريحة لجميع التابعين لإيران في جميع الدول، وعلى رأسها العراق والمغرب والكويت والبحرين، إلى الاستعداد للقصاص من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المقابل، أرسلت الولايات المتحدة قرابة 3 آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط من الفرقة 82 المحمولة جوًّا، كإجراء احترازى وسط تصاعد التهديدات في المنطقة.
في أمريكا.. ردود متباينة
لم يكن الداخل الأمريكي متماسكًا، كما هو الحال في إيران، التي وقفت صفًا واحدًا متوعدة بالقصاص لـ«سليماني»، فشجع حزب الجمهوريين الذي يتبعه «ترامب» الخطوة التي اتخذها الأخير؛ مؤكدين أنه عمل شجاع ضد عدوان طهران.
بينما الحزب الديمقراطي، أدان القصف، وقال جو بايدن، المرشح للانتخابات التمهيدية للديموقراطيين، إن «ترامب ألقى للتو أصبع ديناميت في برميل بارود»، مؤكدًا أنه «تصعيد هائل في منطقة خطيرة أساسًا».
واعتبر بيرني ساندرز، المرشح الآخر للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، أن «التصعيد الخطير لترامب يقربنا أكثر من حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط»، موضحًا أن «ترامب وعد بإنهاء الحروب التي لا تنتهي لكن عمله هذا يضعنا على طريق حرب أخرى».
إضافة إلى ذلك، عبر إليوت إنجل، الرئيس الديمقراطي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الضربة الجوية لـ«سليماني»، عن أسفه بعد الضربة الجوية التي قتلت «سليماني»، خصوصًا أن «ترامب» لم يبلغ الكونجرس.
في الوقت ذاته، صرح مسؤولون أمريكيون لـ«رويترز»، الجمعة 3 يناير، أنه قد يتم إرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى المنطقة، وإن القوات أبلغت بالاستعداد للانتشار.
وتمثل دعوة الولايات المتحدة رعاياها إلى مغادرة العراق، خطوة تأكيدية على أن واشنطن لن تتراجع وسترد على أي هجمات ضدها قادمة من طهران، خصوصًا أن ذلك سيمكنها من استخدام كافة الأسلحة الثقيلة والطائرات وتخريب البواخر وناقلات النفط.
وبحسب خبراء في تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية فتحت على نفسها «باب الجحيم»، معتبرين أن هذه الخطوة تدفع الشعب العراقي لمهاجمة أي قوات أمريكية على أراضيه، والإصرار على إجلائها بشكل كامل.
كما توقع الخبراء أن يكون الرد من قبل طهران، أعنف بكثير مما يتخيله «ترامب» وإدارته، خصوصًا أن هذه الخطوة تعد عداء لمحور المقاومة في المنطقة بشكل مباشر، بعد أن كانت تفعله الولايات المتحدة من خلال الوكلاء.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت الجمعة 3 يناير، مقتل قتل قائد لواء القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة جوية، بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب «كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج».