خيارات حلف شمال الأطلسي في مواجهة تهديدات النظام التركي الإقليمية
الأحد 05/يناير/2020 - 02:06 م
طباعة
محمد يسري
حالة من الجدل يثيرها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن ابتزاز دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بورقتي اللاجئين والعناصر الإرهابية لتنظيم داعش الإرهابي، والتدخل العسكري في ليبيا، فهل يتخذ (الناتو) الذي يضم أنقرة، موقفًا حازمًا تجاه هذه التصرفات التي تهدد الجميع في ظل وجود احتمال اعتداء على دولة أخرى عضو في حلف الأطلسي مثل اليونان؟.
وقال العضو الديمقراطي في الكونجرس الأمريكي، رو خانا، في تقرير نشره موقع انترناشيونال بوليسي دايجست الأمريكي: «إن تركيا في عهد أردوغان من بين أهم الصعوبات التي تواجه الحلف».
وعلل ذلك بالتحركات العسكرية الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤكدًا أنها "تستلزم إعادة النظر في وضع أنقرة كعضو في حلف شمال الأطلنطي".
أخطاء أردوغان مع حلف الناتو
يأتي على رأس أخطاء النظام التركي، تهديد مصالح حلف شمال الأطلسي عن طريق التقارب الكبير مع روسيا، في إطار تدخلاته العسكرية في الشمال السوري، حيث استعان «أردوغان» بمنظومة الصواريخ الروسية S400، الأمر الذي أثار غضب أعضاء الحلف، والذي ظهر بوضوح في احتفال الذكرى السبعين لإنشاء الحلف مطلع ديسمبر 2019، إذ يخشى الغربيون أن تحصل موسكو على منفد عن طريق تقنية رادار صواريخ S400 على معلومات سرية لحلف الناتو، الذي أعد خططًا دفاعية لحماية دول البلطيق وبولندا لمواجهة تطلعات التوسع الروسية.
والأمر الخطير في هذه المسألة هو استغلال أنقرة هذا الرؤية معتمدة على موقعها الجغرافي وقربها من روسيا، وتحكمها في معابر أوروبا، خاصة خطوط الغاز الروسية، واشترطت أنقرة خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لندن، الرضا بتدخلها العسكري في سوريا، في عملية «نبع السلام»، التي صنفها بعض أعضاء حلف الناتو بأنها «مخالفة للقانون».
كما اشترطت أنقرة أيضًا تصنيف وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية، مهددة بإعادة عناصر داعش إلى أوروبا، الأمر الذي يكشف بجلاء أن أردوغان يتحكم في خريطة توزيع هذه العناصر الإرهابية، وأن أوروبا في مرمى «الذئاب المنفردة» لتنظيم داعش برعاية تركية .
ويؤكد ذلك إعلان إسماعيل جاتاكلي المتحدث باسم وزارة الداخلية التركية في بداية يناير 2020 أن سلطات بلاده بالفعل رحلت 150 مقاتلًا إلى بلدانهم كانوا محتجزين لديها بتهمة صلتهم بجماعات متشددة.
ورقة اللاجئين السوريين
الأمر الآخر الذي يستغله الرئيس التركي أردوغان في ابتزاز أوروبا هو التلويح بورقة اللاجئين، وآخرها تهديده في 13 سبتمبر2019 بفتح الأبواب أمامهم إلى أوروبا ما لم يتم تقديم مساعدات ومزيد من الدعم بشأن "المنطقة الآمنة"، وقال في مقابلة مع وكالة رويترز "إذا لم يكن بمقدوركم قبول هذا الأمر سنفتح الأبواب.
ردود أفعال أوروبية
يتسغل النظام التركي بنود معاهدة تأسيس حلف الناتو، التي تخلو من عقوبات حاسمة بطرد أي من الدول الأعضاء أو تجميد عضويتها، وهو ما عبر عنه عضو الكونجرس الأمريكي في التقرير الذي نشره موقع انترناشيونال بوليسي دايجست الأمريكي، والذي أوضح فيه أنه: «لكي نكون منصفين، لا يوجد حكم في المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو ينظم تعليق حقوق العضوية، ناهيك عن الطرد، ما يجعل هذه الخطوة تاريخية حقًا (ملمحا إلى إمكانية اتخاذ هذه الخطوة)».
ورغم صعوبة تخلي حلف الناتو عن تركيا فإن هناك عددًا من القرارات التي اتخذها عدد من الدول الأعضاء ضد الشريك المزعج في الحلف (تركيا)، شملت تعليق المساعدات ووقف مبيعات الأسلحة، أبرزها:
في 12 أكتوبر 2019 أعلنت فرنسا تعليق كل مبيعات السلاح إلى تركيا، وحذرت أنقرة من أن هجومها على شمال سوريا يهدد الأمن الأوروبي، وانضمت إسبانيا والنمسا وبلجيكا إلى ألمانيا وفرنسا، بعدها بيومين، وكانت كل من سويسرا والنرويج وفنلندا، أعلنت من قبل تعليق تصدير أي شحنات أسلحة جديدة إلى تركيا، ووقف العمل بجميع اتفاقيات السلاح مع أنقرة.
وفي 31 أكتوبر2019 انضمت الدنمارك إلى قائمة الدول الأوروبية التي حظرت تصدير السلاح إلى تركيا، لمنع أي مخططات مستقبلية لصفقات سلاح مع أنقرة؛ على خلفية عمليتها العسكرية الأخيرة في شرق الفرات شمال سوريا.