مولدوفا تصد أردوغان.. «المعارف» أداة تركية لاحتلال التعليم الدولي
الإثنين 06/يناير/2020 - 02:20 م
طباعة
محمد عبد الغفار
منذ مسرحية الانقلاب العسكري الفاشل، يوليو 2016، يتتبع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل ما يمت بصلة إلى المعارض فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، متهمًا إياه بالوقوف وراء هذا الانقلاب، وعلى رأسها المدارس التابعة للأخير حول العالم.
«مولدوفا» في الواجهة
رغم أن مدارس حركة الخدمة التابعة للمعارض التركي فتح الله جولن هي استثمارات خاصة حول العالم، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان يسعى إلى السيطرة عليها واستخدامها كأدوات لنشر أفكاره.
وكانت آخر محاولات أردوغان مع رئيس دولة مولدوفا إيجور دودون، تقع بشرق أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، خلال زيارته إلى العاصمة أنقرة في 30 ديسمبر 2019.
وطالب أردوغان من نظيره في مولدوفا نقل تبعية مدارس أورزونت Orizont، التابعة لحركة الخدمة، إلى وقف المعارف الحكومي، والذي يديره نجله بلال رجب طيب أردوغان.
ورغم عدم تعليق رئيس مولدوفا، فإن وزارة التعليم في البلاد أصدرت بيانًا رسميًّا للرد على أردوغان، قائلة «هذه المدارس استثمارات خاصة، لا يمكن بأي شكل نقل تبعيتها».
وأضافت وزارة التعليم «لا يمكننا نقل ملكية هذه المدارس إلى وقف أردوغان، لأن أغلب رأسمالها قادم من الخارج»، وهو ما يقطع الطريق أمام خطط نجل الرئيس التركي.
وقف معارف
أنشأ نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مؤسسة «وقف المعارف» في عام 2016، بعد أن وافق البرلمان على مشروع قانون لإنشاء المؤسسة، وتكمن مهمتها في إقامة المدارس حول العالم، ووضع نجله بلال فوق رأس هرمها الإداري.
ويرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه المؤسسة أداة لنشر أيديولوجية حزبه وأفكاره لدى الطلاب في 70 دولة حول العالم، حيث تنتشر هذه المدارس، بالإضافة إلى مواجهة مدارس حركة الخدمة، التابعة للمعارض التركي فتح الله جولن، والمنتشرة في 170 دولة.
سرقة المدارس
عمل نظام العدالة والتنمية على سرقة مدارس حركة الخدمة حول العالم ونقل ملكيتها إلى وقف معارف، وذلك عن طريق استخدام الطرق الدبلوماسية المختلفة، بالإضافة إلى استغلال الاستثمارات في الضغط على حكومات الدول.
ونجحت الطريقة التركية في إقناع دول عدة مثل الكاميرون وغانا والسنغال وتشاد وباكستان، خلال عام 2018، بالإضافة إلى مالي، والتي توجد بها 21 مدرسة بعد انتقال إداراتها من الخدمة إلى معارف، وذلك في عام 2016، بالإضافة إلى 18 دولة أفريقية.
ولم تكن الدول العربية بعيدة عن ذلك، حيث سلم نظام الرئيس السوداني عمر البشير، مايو 2017، مدارس جولن إلى وقف معارف، وهو ما وصفه السفير التركي لدى الخرطوم جمال الدين أيدين بـ«التأميم».
كما أصدر مساعد الرئيس السوداني إبراهيم السنوسي تعليماته إلى وزارة التعليم السودانية، يناير 2019، بضرورة تذليل العقبات كافة أمام مدارس وقف معارف التركية، كي تمارس دورها في البلاد بصورة آمنة ومناسبة.
وكذلك كان الأمر في تونس، حيث افتتح رئيس الوقف بيرول أقجون مدرسة المعارف الدولية التابعة لهم في العاصمة التونسية، نوفمبر 2017، بحضور ممثل شخصي عن الرئيس أردوغان وهو ياسين أقطاي، والسفير التركي عمر فاروق دوغان.
واحتفت حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في تونس، بتأسيس مدرسة المعارف الدولية، وفسرت الحركة تصرفاتها بالاحتفال بـ«تأسيس مدرسة تركية إسلامية».
القبض على المدرسين
لم تتوقف حكومة «العدالة والتنمية» عند حد الضغط على حكومات الدول من أجل تحويل ملكية مدارس حركة الخدمة إلى وقف معارف، ولكنها اتجهت إلى ما هو أكثر ممثلًا في إلقاء القبض على المدرسين العاملين بها والطواقم الإدارية.
ووفقًا لتقرير BBC العربية، فإن العاملين الأتراك في مدارس جولن بالصومال تم ترحيلهم إلى بلادهم سبتمبر 2017، وذلك بعد إغلاق المدارس لفترة وجيزة، قبل إعادة افتتاحها بتمويل من السفارة التركية هناك.
وهو ما تكرر في باكستان، حيث تم فصل 23 معلمًا في مدارس جولن، وترحيلهم إلى بلادهم، ديسمبر 2017، وحل محلهم موالون لحكومة العدالة والتنمية.
ويتضح من تصريحات رئيس الوقف بيرول أقجون، ديسمبر 2017، أن مدارس الحركة تضم 10 آلاف طالب، في دول عدة مثل: أستراليا والنمسا ومدغشقر وتشاد والجابون والبوسنة والكونغو وغيرها.