«المصلحة تحكم».. أمريكا والاتحاد الأوروبي يسمحان لـ«تركيا» بالتنقيب في «المتوسط»
الثلاثاء 07/يناير/2020 - 09:18 م
طباعة
معاذ محمد
يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على التدخل في ليبيا ودعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، والتي فقدت شرعيتها، ضد قوات المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، ليضمن وقوفها إلى جانبه في التنقيب عن الغاز والنفط شرقي البحر المتوسط، وعلى الرغم من كثرة الانتقادات التي توجه إلى أنقرة في هذا الشأن، لكنها عازمة على الاستمرار فيه.
لغة المصالح
لم يكن التنقيب عن الغاز والنفط جديدًا بالنسبة لأنقرة، ففي 5 أكتوبر 2019، أعلن فاتح دونميز، وزير الطاقة التركي، أن إحدى سفن التنقيب في شرق البحر المتوسط ستبدأ عملها قريبًا جنوب غربي قبرص، إلا أنه في هذه الأثناء اكتفت أمريكا بتحذير دولة «أردوغان» من هذه الأنشطة غير القانونية.
وبالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، فبعد أن عزم وزراء خارجيتهم، في 11 نوفمبر 2019، على فرض عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب أعمال حفر تقوم بها أنقرة قبالة الساحل القبرصي؛ نظرًا لانتهاكها المنطقة الاقتصادية البحرية القبرصية، عقبها بيوم واحد، أكد «أردوغان» أن بلاده ستواصل إعادة مسلحي «داعش» الموقوفين لديها إلى بلدانهم، داعيًا «الأوروبي» إلى إعادة النظر في مواقفه من بلاده، الأمر الذي جعل الأخير يتراجع عن تلك العقوبات، خصوصًا أن مسألة عودة المقاتلين تؤرق دول القارة العجوز.
من جهته، قال أيكان ألديمير، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية، إن أمريكا تعاملت مع قضية تنقيب تركيا في البحر المتوسط بالدبلوماسية والخطابات، دون أن تكون هناك عقوبات ملموسة، مؤكدًا في تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية»، أن أنقرة تدرك بأن واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي ليس لديها من النفوذ فيما يخص الأزمة في «المتوسط».
وأرجع «ألديمير» ذلك، إلى أن أمريكا تعتمد على تركيا في قاعدة «إنجرليك» التي توجد في أنقرة، والتي هددت الأخيرة كثيرًا بغلقها، حال فرض واشنطن أيه عقوبات عليها.
كما أن الاتحاد الأوروبي بحسب الباحث، يعتمد على أنقرة في أزمة اللاجئين السوريين، والتي طالما هدد «أردوغان» بفتح الحدود أمامهم باتجاه أوروبا، إذا لم يحضل على الدعم من دول القارة في بعض القضايا التي تخص بلاده، وعلى رأسها الوجود في الشمال السوري، مشددًا على أن ذلك يعطي الرئيس التركي «ورقة رابحة»، معتقدًا بمزيد من التصعيد في أزمة التنقيب بـ«المتوسط».
وفي الوقت ذاته، بدأت روسيا في شحن الغاز إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الجديد «ترك ستريم»، الممتد إلى تركيا، في الوقت الذي تتطلع فيه موسكو إلى خفض الشحنات عبر طريق كان يمر بأوكرانيا ورومانيا.
ويرى ديفيد شين، سفير أمريكي سابق، في مقابلة مع الإذاعة العامة الدولية، أن تركيا لا تفكر في إعادة تأسيس الإمبراطوية العثمانية، وإنما ترغب في ترسيخ نفوذها في جميع أنحاء المنطقة التي تقع شمال أفريقيا وتمتد إلى جنوب الصحراء، مشيرًا إلى أن أنقرة لديها الآن سفارات في 42 من 54 دولة أفريقية، معتبرًا أنه رقم مذهل لاقتصاد بحجم الدولة المذكورة.