اللاجئون.. بوابة «أردوغان» لتكرار النموذج السوري في ليبيا
الثلاثاء 07/يناير/2020 - 11:07 م
طباعة
مصطفى كامل - نهلة عبدالمنعم
تستغل الحكومة التركية وسلطانها العثماني المزعوم «أردوغان» العديد من المتغيرات للضغط على دول الاتحاد الأوروبي لتحقيق مكاسب سياسية، كان أبرزها «ملف اللاجئين» الورقة التي يلعب بها، عقب استضافة بلاده العديد من السوريين الفارين من ويل الحرب الداخلية، كورقة ابتزاز للمزيد من الدعم المالي وتقويض لجدية العقوبات المحتملة عليها جراء التنقيب غير القانوني بشرق البحر الأبيض المتوسط.
ليبيا النموذج السوري الجديد
ومع تواتر الأنباء عن بداية زحف عسكري تركي تجاه ليبيا تبرز احتمالية تكرار النموذج السوري من حيث كثرة اللاجئين وتوظيفهم سياسيًّا من قبل أردوغان داخل العمق الليبي، حيث أكد كرم سعيد الباحث في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن السعي لتصدير أزمة لاجئين جديدة في ليبيا عن طريق الإدارة التركية أو بإيعاز منها سيكون أمرًا صعبًا لوجود موقف إقليمي قوي مناهض للتحركات التركية في ليبيا.
وأضاف كرم سعيد، في تصريحات له أن الاتحاد الأوروبي تعلم الدرس جيدًا وسيكون حريصًا هذه المرة لمنع تكرار ذات المشكلة، إما بخصوص اشتداد المعارك على الأرض نتيجة المد العسكري التركي، لافتًا إلى أن تصريحات أردوغان بشأن القوات المتجهة لليبيا تؤكد أن المرسل لا يتعدى مجرد دعم نفسي ومعنوي وسياسي لحكومة السراج وقوات تدريبية.
تهديد بالترحيل
توعّد السلطان العثماني المزعوم «أردوغان» مرات عدة بفتح أبواب بلاده أمام الملايين من اللاجئين للتدفق إلي أوروبا بشكل يشبه الغزو بسبب الانتقادات التي وجهتها الدول الأوروبية لتركيا عقب العدوان الذي قامت به على الشمال السوري، إذ صرح أردوغان في مطلع أكتوبر 2019 خلال خطاب ألقاه في أنقرة قائلًا: "أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 مليون مهاجر.. الآن يقولون إنهم سيجمدون ثلاثة مليارات يورو وعدوا بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة؛ وسنواصل طريقنا لكننا سنفتح الأبواب أمام المهاجرين".
الأموال مقابل التهدئة
استغل السلطان العثماني المزعوم «أردوغان» وجود ملف اللاجئين بين يديه لدفع الدول الأوروبية الأموال لصالح بلاده، مستغلًا الاتفاق الذي وقع بين الاتحاد الأوروبي وبلاده بشأن اللاجئين عام 2016، والذي ينص على إرسال دفعات من الأموال تقدر بنحو 663 مليون يورو في الدفعة الواحدة والتي تستخدم –حسب الإتفاقية- تحت مزاعم توفير معيشة جيدة للاجئين لتقييد محاولاتهم الهجرة إلى أوروبا.
ومن الجدير بالذكر أن ابتزاز أردوغان لأوروبا عبر اللاجئين قد آثار استياء الساسة وتخوفاتهم، ففي ديسمبر 2019 صرح رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس بأن الحكومة التركية لا تلتزم بتعهداتها الدولية تجاه اللاجئين، قائلًا: "إن بلادنا يجتازها يوميًا ما لا يقل عن 400 لاجئ وهو ما يفوق قدرتها الاستعابية والإنمائية".
وفي الوقت الذي تدعي تركيا أنها لم تتلق الدعم المالي المطلوب، تعهد الاتحاد الأوروبي بدفع 6 مليارات يورو إلى أنقرة في إطار اتفاق بين الطرفين، بتقييد حركة الهجرة غير القانونية، وفي مقابل منح الأتراك امتياز دخول أوروبا دون تأشيره، حيث أكدت دول أوروبا أنها تدفع الأموال وفقًا للاتحاد، لكن تركيا لم تفِ بالتزاماتها الأخرى في الاتفاق.