لا معقولية «أردوغان».. تحريض للمجتمع الدولي ضد الجيش الوطني الليبي
الخميس 09/يناير/2020 - 02:26 م
طباعة
دعاء إمام
لعل الخطوات غير المحسوبة التي اتخذتها أنقرة _المنهكة داخليًّا_ بعزمها دخول الأراضي الليبية؛ تحقيقًا لأطماع استعمارية بمساعدة حكومة الوفاق التي يتزعمها فايز السراج، والمحسوبة على جماعة الإخوان، تُعجل بنهاية نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لا سيما في ظل رفض دولي لتأجيج الأوضاع في ليبيا.
وشهدت الأيام الماضية رفع حالة التأهب لدى الجيش الوطني الليبي؛ لمواجهة عمليات نقل مرتزقة أردوغان إلى الأراضي الليبية؛ ما دعا وزارة الخارجية التركية لإصدار بيان يطالب المجتمع الدولي بالتخلي عن دعم الجيش الليبي؛ لتسهيل مهام قوات تركيا في حال دخولها.
نفير ليبي
أعلن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، النفير العام والتعبئة الشاملة لصد أي هجوم عسكري تركي على ليبيا، داعيًا إلى السيطرة على العاصمة طرابلس الخاضعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا.
وقال «حفتر» في خطاب بثه تلفزيون قناة «ليبيا الحدث»، الجمعة 3 يناير 2020، إن بلاده مستعدة للمواجهة، وتقبل التحدي ورص الصفوف ونبذ الخلافات، مضيفًا: «نعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة، وعلى كل ليبي حر حمل السلاح، رجالًا ونساءً، عسكريين ومدنيين، لندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا».
وأضاف: «العدو يحشد قواته اليوم لغزو ليبيا واستعباد شعبنا من جديد، وقد وجد من الخونة من يوقع معه اتفاقية الخنوع والذل والعار بلا سند شعبي أو دستوري أو أخلاقي لاستباحة أرضنا وسمائنا».
ولمّح «حفتر» إلى خيانة حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، قائلًا: «لقد هرول الخونة لأسيادهم ليقبلوا أيديهم ويستجدونهم الإغاثة والنجدة، من هول ما أحاط بهم من كل جانب، بعد مشاهدتهم طلائع القوات المسلحة تتقدم لتدك أوكارهم في قلب العاصمة، والمعركة اليوم لم تعد من أجل تحرير العاصمة، بل يشتد سعيرها حربًا ضروسًا في مواجهة مستعمر غاشم يرى في ليبيا إرثهم التاريخي ويحلم باستعادة إمبراطورية بناها أجداده بطوب الفقر والجهل والتخلف والغطرسة وقهر أمة العرب ونهب ثرواتها».
ووجه "حفتر" رسالة إلى الأتراك داعيًا إياهم للانتفاض ضد «أردوغان»، واصفًا إياه بـ« المغامر المعتوه» الذي يدفع جيشه إلى الهلاك ويشعل الفتنة بين المسلمين وشعوب المنطقة بأسرها إرضاء لنزواته.
لامعقولية «أردوغان»
بدورها، قالت الكاتبة التركية نسرين باس، إن السلطة التركية التي وقفت لسنوات طويلة على حدود اللامعقولية، والتي تنظر إلى السياسة الخارجية، باعتبارها امتدادًا لسياستها الداخلية، ستستمر في عام 2020 كذلك في اتباع نفس السياسة، بل إنها ستزيد من مناخ الخوف والقمع في الداخل.
وأشارت إلى السياسة الخاطئة التي اتبعها «أردوغان» في سوريا، وتورطه في الحرب هناك، ومحاولاته المستمرة لخلق واقع جديد على الأراضي السورية، بالاستعانة بالجماعات الارهابية، التي يطلقون عليها اسم الجيش الوطني السوري، معتبرة أنه أضاف إليها خطوة خاطئة أخرى، عندما قرر التدخل عسكريًّا في ليبيا.
وأضافت «باس» في مقال منشور بصحيفة «أحوال» التركية المعارضة: «لا نبالغ إذا قلنا إن أردوغان، بتدخله في الشأن الليبي، يقترب هذه المرة من الصدام مع روسيا أيضًا، بعد أن قطع كافة علاقاته بالغرب، ومن ناحية أخرى، لا تلوح في الأفق أية بادرة للوصول إلى حل للأزمة الحالية مع الولايات المتحدة".
ولفتت الكاتبة التركية إلى أن السياسة الخارجية اللاعقلانية، التي يتبعها «أردوغان»، تسببت في تكبد الاقتصاد التركي فاتورة ثقيلة، مشددة على أن السلطة التي فقدت المرونة والقدرة على حل أبسط المشكلات، لن تستطيع فعل أي شيء في مواجهة المشكلات الخطيرة، التي تواجه تركيا اليوم، وإنّ كل ما ستفعله أنها ستواصل القيام بالشيء، الذي تجيد فعله، وهو اتباع سياسة اللامعقول في الداخل والخارج. وبمعنى آخر، ستقوم بإثارة قضية تُحدث استقطابًا جديدًا في المجتمع، وستفرض حصارًا آخر على المعارضة؛ كي تُبقي المشكلات الراهنة بعيدة عن الأنظار.