على وقع التدخل التركي في ليبيا.. «داعش» يبحث عن العودة من جديد
الخميس 09/يناير/2020 - 02:40 م
طباعة
مصطفى كامل
يسعى تنظيم «داعش» الإرهابي إلى استغلال الوضع الحالي في ليبيا، عقب القرار الذي اتخذه البرلمان التركي في الثاني من يناير 2020، بموافقته على مشروع قرار تقدمت به الرئاسة التركية، يقضي بإرسال قوات لدعم حكومة فايز السراج - محسوبة على جماعة الإخوان- في ليبيا، للعودة من جديد إلى الساحة، نظرًا لانشغال الجيش الوطنى الليبي بعملية تحرير طرابلس، وتدخل تركيا.
وجاءت عملية إرسال عناصر سورية من فصائل مدعومة من تركيا إلى ليبيا، لتفتح الباب أمام التنظيم الإرهابي للصعود من خلال الجنوب مستغلًا الوضع الحالي، بحسب ما أكده المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن المخابرات التركية، تنقل عناصر تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» من سوريا إلى ليبيا.
وأوضح المسماري خلال مؤتمر صحفي له نهاية ديسمبر 2019، أن تركيا نقلت مئات من الإرهابيين الأشد خطورة من تنظيمي «داعش» و«القاعدة» من سوريا إلى ليبيا، مؤكدًا: «تم نقل عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي وجبهة النصرة، بواسطة المخابرات التركية، وهذا الموضوع خطير جدًا، لأن هناك استخدامًا لأحد مطارات تونس في هذا الجانب، وهو مطار جربة، إذ يتم إنزال مجموعات إرهابية، ثم يتم نقلهم إلى ليبيا عن طريق الجبل الغربي، واستقبلت مطارات مصراتة وزوارة ومعيتيقة أعدادًا كبيرة من جبهة النصرة وتنظيم داعش".
وأعدّ معهد «جيتستون» الأمريكى للأبحاث، تقريرًا فى نهاية ديسمبر 2019، أكد فيه أن حالة عدم الاستقرار السياسي في ليبيا تفسح المجال أمام تنظيم «داعش» لإعادة تنظيم صفوفه، ولفت التقرير إلى أن إرسال قوات تركية يساهم في تعقيد الوضع هناك.
ولفت التقرير إلى أن الاراضى الليبية تعد الآن واحدة من المحاور الرئيسية لعمليات تنظيم "داعش" المستقبلية، للتعويض عن فقدان الأرض في سوريا، وفي ليبيا، ويمول داعش أنشطته من خلال عمليات السرقة والاختطاف من أجل الحصول على الفدية، بابتزاز الليبيين وتهريب القطع الأثرية وغيرها من السلع عبر الحدود.
وكان جهاز الأمن الوطني في جمهورية النيجر، أعلن في ديسمبر 2019، القبض على مجموعة إرهابية تتكون من ثلاثة أشخاص يحمل اثنان منهما الجنسية التركية ومتعاون محلي، تسللوا إلى العاصمة نيامي قادمين من تركيا، مؤكدًا إرتباطهم بتنظيم «داعش» الإرهابي في الصحراء الكبرى، وتاتى المحاولات التركية للدخول إلى الحوض الجنوبي الليبي بالتزامن مع تطويع قبائل الطوارق النشطة في هذه المنطقة.
اعترف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خلال لقاء تلفزيوني له بإرسال فرق للمحاربة فى ليبيا، ليسوا من قوام الجيش التركي وستعمل مع الفرق المختلفة هناك، لكن تنسيق العملية سيكون من قبل قادة أتراك، في إشارة إلى المرتزقة والمقاتلين من الفصائل السورية، فيما خرج أمر الله ايشلر، مبعوث الرئيس التركي الخاص إلى ليبيا، خلال لقاء له عبر قناة «بي بي سي» نافيًا ما قاله "أردوغان".
وكان لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تصريح آخر، إذ أكد في تصريح له الإثنين 6 يناير 2020، أن بلاده سترسل خبراء عسكريين وفرقا تقنية لدعم حكومة السراج في ليبيا.
وبحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، فإن «أردوغان» صرح بأن قوات تركية في طريقها إلى ليبيا، وأنها ستؤسس مركزًا للعمليات داخل العاصمة طرابلس، موضحًا أنها لن تشارك في القتال مباشرةً وسيقتصر دورها على التدريب والدعم العسكري.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد في بيان له الأحد 5 يناير، أن نحو ألف مقاتل سوري وصلوا بالفعل إلى ليبيا، لمشاركة ميليشيا الوفاق فى العمليات القتالية، موضحًا أن عمليات تجنيد المقاتلين مازالت مُستمرة "بشكل كبير جدًا، سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات، التي تسيطر عليها قوات سورية موالية لتركيا، لافتًا إلى أن أعداد الذين يتلقون التدريب في معسكرات تركية 1700 مجند.