«شهيد رفيع المستوى».. هكذا نعى «أردوغان» صديقه «سليماني»
السبت 11/يناير/2020 - 12:50 م
طباعة
محمد عبد الغفار
يسعى رجال السياسة إلى الرقص على كل الأحبال تحقيقًا لمصالحهم، وهذا طبيعي في السياسة، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يثبت فشله مرارًا وتكرارًا في تنفيذ هذه اللعبة، ولعل موت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني خير دليل على ذلك الفشل.
تعازي حارة ونفي سريع
سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاتصال بنظيره الإيراني حسن روحاني، 4 يناير 2020، مقدمًا واجب العزاء في من أسماه «الشهيد» قاسم سليماني.
ووفقًا لما نشرته السفارة الإيرانية في أنقرة عبر حسابها في موقع التغريدات القصيرة تويتر، فإن الرئيس التركي قال في اتصاله الهاتفي «فقدان الشهيد سليماني يحزننا للغاية، نحن ندرك مدى غضب الرئيس والشعب الإيراني، إضافة إلى إدراكنا التام لحزن المرشد الأعلى الإيراني».
وأضاف أردوغان في اتصاله وفقًا لما نشرته وكالة أنباء فارس الإيرانية الرسمية «شاهدت مراسم تشييع قاسم سليماني في العراق، إنها تدل على شعبية الشهيد لدى الشعب العراقي»؛ مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت خطأ جسيمًا باغتيال قاسم سليماني.
وفي اليوم التالي، 5 يناير 2020، علق أردوغان على مقتل سليماني خلال مقابلة تلفزيونية قائلًا: «أعتقد أن مقتل قائد رفيع المستوى لدولة لن يبق دون رد، واختيار الولايات المتحدة الأمريكية لسليماني تحديدًا سوف يصعد التوترات في المنطقة».
ولكن سرعان ما نفت تركيا أن رئيسها رجب طيب أردوغان وصف قائد فيلق القدس الإيراني بـ«الشهيد»، خلال تقديمه العزاء إلى نظيره الإيراني حسن روحاني.
ووفقًا لما نقلته شبكة TRT التركية، 5 يناير 2020، عن مسؤول تركي، فإن أردوغان لم يذكر لفظ الشهيد، بينما حث إيران على تجنب التصعيد، مشيرًا إلى أن تقديمه العزاء في سليماني كان سبب حمل الأخير صفة رسمية فقط، لذا تم استخدام «المصطلحات الدبلوماسية» المعتادة في هذه الحالات.
- أين الحقيقة؟
ما بين تأكيد إيراني ونفي تركي، تكاد الحقيقة أن تضيع، إلا أن رئيس تحرير قناة Küdüs TV التركية نور الدين شيرين، أوضح جزءًا كبيرًا من الحقيقة خلال لقائه على قناة TV5 التركية المقربة من حزب السعادة الإسلامي.
وأوضح المسؤول المقرب من إيران خلال اللقاء أن «سليماني كان شخصية بارزة خلال ما يعرف بانقلاب 15 يوليو 2016، لقد قدم دعمًا كبيرًا إلى إسطنبول، وهذا الأمر يعرفه الرئيس أردوغان بصورة جيدة جدًا».
وأشار نور الدين إلى أن سليماني سعى لإفشال «المحاولات الانقلابية» في تركيا، وكان يرى قائد فيلق القدس أن هذه المحاولات تأتي لتحقيق أهداف أمريكا وإسرائيل في تركيا.
وأضاف نور الدين «من ينبغي عليه الدفاع عن تركيا؟ هل هم أهل أنقرة أم أهل كرمان؟ -في إشارة لمحل ميلاد قاسم سليماني- لكن سليماني قال إن أمريكا وإسرائيل لن تحققا أهدافهما في الأراضي التركية طالما كان على قيد الحياة».
واعتبر شيرين أن قاسم سليماني كان يحب تركيا أكثر مما يفعل الأتراك أنفسهم، واتضح ذلك في حماية للبلاد من الهجمات الخارجية، مشيرًا إلى أن «أردوغان يعرف قيمة قاسم سليماني بالنسبة لتركيا، وما فعله من أجلها، هو يعرفه عن كثب».
ويتضح من تصريحات نور الدين شيرين، الصحفي المقرب من إيران، أن قاسم سليماني جمعته علاقة قوية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن سليماني لعب دورًا مهمًا خلال ما عرف باسم «انقلاب يوليو 2016»، بغض النظر عن مدى حقيقة الأحداث خلال هذه الفترة.