مدنيو «إدلب».. الهروب من نار الميليشيات الإرهابية إلى جنة المدن المُحررة

الإثنين 13/يناير/2020 - 01:43 م
طباعة مدنيو «إدلب».. الهروب سارة رشاد
 
تعتبر مدينة إدلب في الشمال السوري آخر المدن الخاضعة لسيطرة المسلحين، إذ نجح النظام في استعادة السيطرة على كامل الجغرافيا السورية باستثنائها.


وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت 11 يناير عن فتح ثلاثة معابر إنسانية بمدينة إدلب لنقل المدنيين الراغبين في مغادرتها لمناطق سكنهم في المدن المحررة من قبل قوات الجيش العربي السوري.


وقال مدير مركز حميميم، التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف، في بيان أصدره مساء السبت 11 يناير، إن القرار جاء على خلفية بلاغات متعددة من قبل المواطنين السوريين، من أراضي سيطرة التشكيلات المسلحة في إدلب لخفض التصعيد بطلب إعادتهم إلى بيوتهم الواقعة في الأراضي التي تم تحريرها .



ووفقًا لما أعلنه «بورينكوف» تبدأ عمليات نقل المدنيين اعتبارًا من الإثنين 13 يناير2020، على أن تختار كل أسرة الوجهة التي ستذهب إليها.



وفي مشاركة له على حسابه على "فيس بوك"، كتب الناشط السوري، عمر رحمون، قائلًا: إن المعابر هي الحاضر الجنوبي بريف حلب، ومعبر أبوالظهور الشرقي، بريف إدلب، وأخيرًا معبر الهبيط بريف إدلب الجنوبي.



واعتبر أن ذلك يدلل على اهتمام الجيش العربي السوري بحياة المدنيين، عكس ما تروج الفصائل المسلحة المختبئة بإدلب، خاصة أنها تستخدم ورقة المدنيين في كل مرة تستشعر قرب خروج المدينة من تحت سيطرتها.

الفرار من قبضة الميليشيات 



يتسق السبب الذي أعلنه مدير مركز حميميم وراء إقامة المعابر- وهو طلب المدنيين أنفسهم الخروج من مناطق سيطرة الميليشيات إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري- مع الأنباء الواردة من «إدلب» وتفيد بتنظيم الأهالي مظاهرات اعتراضًا على ما يعتبر تعسفًا من قبل الميليشيات المتولية إدارة المدينة.



وبينما تعكس التظاهرات حالة تململ الأهالى تجاه أسلوب الإدارة، تلقى ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، وهي أبرز الفصائل المسيطرة في إدلب، نصيب الأسد من الانتقادات، إذ خرجت ضدها عدد من التظاهرات باعتبارها الحاكم الأول بالمدينة.



ورفعت التظاهرات التي شهدتها «إدلب» خلال العام الأخير، العديد من التحفظات على طريقة إدارة تحرير الشام للمدينة، وتعد أبرز هذه التحفظات ما يخص السياسة الاقتصادية للهيئة.



ويعد معبر باب الهوى، في أقصى الشمال، أحد أبرز بوابات ضخ الأموال للهيئة، إذ تحرص على فرض سيطرتها عليه للإبقاء على العوائد المادية التي يجلبها في خزانتها.



وإلى جانب ذلك يحل ملف الكهرباء والمرافق الذي تتولاه «حكومة الإنقاذ» ــ الذراع المدنية للهيئة ــ ، وتتولى فيه مهمة جلب الأموال، لاسيما ما يعرف بمكتب الدور، الذي عينت فيه «تحرير الشام» أحد كوادرها للإشراف عليه، وهو معني بتنظيم حركة دخول وخروج الشاحنات، التي تنقل البضائع من الجانب التركي إلى الداخل السوري.



وحددت وسائل إعلام سورية المبلغ الذي يتقاضاه المكتب من الشاحنة الواحدة بـ6000 ليرة سورية (11 دولارًا أمريكيًّا تقريبًا) من أصل 200 شاحنة تعبر يوميًّا.



وفي ضوء هذه السياسات، قال الناشط السوري، عمر رحمون، فى تصريح لـه إن المشهد في إدلب يتجه إلى قرب دخول الجيش العربي السوري وتحرير المدينة، معتبرًا أن الأهالى سيكونون ورقة تدفع باتجاه تطهير المدينة من الميليشيات.



ولفت إلى أن المدنيين لن يصمتوا على تجاوزات الميليشيات، مشددًا على إن مظاهراتهم تعتبر دافعًا لتعجيل الحل العسكري.



وتلوح الدولة السورية منذ أكثر من عام بقرب تنفيذ عملية عسكرية تنهي الوجود الفصائلي في سوريا تمامًا بتطهير مدينة إدلب، أخر مدن الميليشيات.



ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة فتحوي «إدلب» ثلاثة ملايين مدني يعيشون تحت حكم الفصائل المسلحة.

شارك