من أجل ليبيا.. الاصطفاف القبائلي وراء الجيش يفسد مخططات الإرهاب
الإثنين 13/يناير/2020 - 08:19 م
طباعة
أحمد عادل
لعبت قبائل ليبيا دورًا بارزًا ومحوريًّا، في القضية الليبية، بعد اندلاع الأحداث، في فبراير 2011؛ حيث تصدت للميليشيات الإرهابية، ودعمت الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، في مواجهة التنظيمات الإرهابية .
وبينما كان أغلب أطياف القبائل الليبية، منشغلين ببناء دولتهم الجديدة، سعت يد الإرهاب؛ لزعزعة أمن واستقرار بلادهم، وإثارة الانقسامات والفوضى؛ لضرب المكونات الاجتماعية بعضها في بعض، ولكن الجيش الوطني الليبي، لقي دعمًا اجتماعيًّا كبيرًا، تمثل في مساندة معظم القبائل الليبية له، فقد أحست التنظيمات الإرهابية بخطورة ذلك؛ لذلك حاولت ضربها؛ لخلق الفتن وخلط الأوراق.
الإرهاب واستهداف الصف الوطني
وعمدت الجماعات الإرهابية، إلى استهداف فئات مختلفة من الليبيين، «شرطة، جيش، قضاة، سياسيين، إعلاميين، نشطاء، مشايخ، نساء»، وهو مؤشر يؤكد على إفلاسها، وتخبطها، ورغبتها في خلق بيئة، أكثر اضطرابًا، وفوضى عارمة، لا تراعي قيم الإسلام، ولا الأخلاق والإنسانية والسلام؛ ما جعلها تنفذ العديد من الهجمات، التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، وأفراد من قوات الأمن والجيش والقضاة والنشطاء والإعلاميين، ولم يكن هدفها من عمليات الاغتيال، هو استهداف الأشخاص بعينهم، لكن الهدف هو اغتيال التعايش السلمي في ليبيا، وإضعاف التماسك الوطني، وتدمير ما بقي من مقومات الدولة، وفرض نمط حياة اجتماعية معينة على الليبيين.
وقد كان لفطنة القبائل الليبية، دور كبير، في مساندة الجيش الوطني الليبي، في استئصال الإرهاب من جذوره، في عدة مناطق ومدن، وذلك من أجل أن تحظى ليبيا بنعمة الأمن والأمان.
وفي ذات السياق، عقدت شيوخ قبائل «ترهونة والأصابعة» الليبية، لقاءًا مع المشير خليفة حفتر، أكدوا خلاله، رفضهم لأي تدخل عسكري تركي في ليبيا، وجددوا دعمهم وتأييدهم الكامل للقوات المسلحة الليبية، بقيادة المشير حفتر؛ لمواجهة ما وصفوه بـ«الغزو التركي» لبلادهم.
كما استقبل حفتر، مشايخ القبائل، بمنطقة الرجمة في بنغازي، الذين جددوا دعمهم لقواتهم المسلحة، مؤكدين مباركتهم للعمليات العسكرية؛ لتحرير العاصمة من الجماعات الإرهابية، المدعومة من تركيا.
كما عقدت قبائل الطوارق وقبائل ترهونة، لقاءًا وطنيًّا؛ لتعزيز الترابط والتماسك، ووحدة الموقف بين جميع القبائل الليبية، تجاه ما تمر به ليبيا من منعطفات خطيرة؛ حيث استقبل مجلس مشايخ وأعيان قبائل ترهونة المجاهدة، مجلس مشايخ وأعيان قبائل الطوارق «مغاوير الصحراء»، ورجال الموقف الثابت، وقياداته العسكرية والأمنية.
وفي أبريل 2019، أعلن المشير خليفة حفتر، عن إطلاق عملية طوفان الكرامة، وحينها أصدرت قبائل مدينة ترهونة بيانًا، تعلن فيه تأكيد دعمها للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، في حرب تحرير العاصمة طرابلس، من الإرهاب.
وتزامنًا مع انطلاق معركة طوفان الكرامة رسميًّا، انضمت كتائب عسكرية، من المدن الليبية، من الأقاليم الثلاثة «برقة وطرابلس وفزان»؛ لمساندة الجيش الليبي، كان بدايتها إعلان انضمام كتائب من «الزنتان والرجبان».
كما أعلنت كتائب عسكرية، من مدينة «بني وليد»، معقل قبائل «ورفلة»، ذات الثقل الاجتماعي، مساندتها للجيش الليبي، في حربه على الميليشيات، مثل «حماية مطار مدينة بني وليد، وكتيبة 52 مشاة، وقوة الردع بني وليد»، وانصياعها لأوامر القيادة العامة، وامتثالها لعملية تحرير العاصمة من الميليشيات والدواعش المرتهنين لقطر وتركيا».
من أجل ليبيا
وفي سبتمبر 2018، عقد اجتماع «اللقاء الوطني العام للقبائل والمدن الليبية في ترهونة»، تحت شعار «نعم من أجل ليبيا»، خاصةً أن هذا اللقاء، حضره ممثلو كبرى القبائل الليبية، من المنطقة الجنوبية، ووفود كبيرة من المناطق «الشرقية والوسطى والغربية»، وكان في مقدمتهم «بالعيد الشيخي»، المنسق الاجتماعي لدى القيادة العامة للجيش الليبي، وكان أبرز بنود بيان الملتقى الختامي الدعم الكامل للمؤسسة العسكرية النظامية، والدعوة لحل الميليشيات التي تسيطر على العاصمة، وتسليم معداتها وأسلحتها للجهات الرسمية بالدولة.
وفي سبتمبر 2018، طالب وفد من مشايخ وأعيان قبائل وحكماء مناطق غرب ليبيا وجنوبها، المشير خليفة حفتر، بالتدخل لوضع حد لما كان يحدث في طرابلس حينها، من اقتتال بين الميليشيات والكيانات المسلحة، التابعة لما يعرف بحكومة الوفاق المفروضة دوليًّا.