عقب مقتل «قاسم سليماني» قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيرانى، في استهداف أمريكي لسيارته ببغداد في 3 يناير 2020؛ علت تصريحات قادة نظام الملالي متوعدة بالثأر لـمقتله؛ إلا أن صوتًا واحدًا لفت الانتباه بإطلاقه التهديدات واحدة تلو الأخرى، وهو لزينب ابنة «سليماني» التي ظهرت في عدة فيديوهات بثتها المواقع الإيرانية؛ متوعدة بالانتقام من الولايات المتحدة، ومطالبة المرشد الأعلى «على خامنئي» بالثأر.

حضرت «زينب سليماني» بقوه على المسرح الإيراني لمخاطبة الشعب الذي كان متلهفًا لمعرفة كيفية الرد على الولايات المتحدة، واختار النظام إبراز صوت يمكن أن يؤثر في فئات الشعب المختلفة، ووقع الاختيار على «زينب» البالغة من العمر 28 عامًا، الأمر الذي جعل بعض وسائل الإعلام الغربية تصف الخطاب الذي ألقته ابنة سليماني عقب مقتل والدها بالمتماسك والقوي، معلقين على ذلك، بأن صدور هذا من امرأة لم تسلط الأضواء عليها هو حدث غير معهود في إيران.

ولأن نظام الملالي يعي أن الغرب سيصب اهتمامه بهذه اللقطة؛ اختار «زينب» دون شقيقها «محمدرزا سليماني»؛ ما يعني أن اختيارها لم يكن حدثًا عابرًا بل مقصودًا من أجل مصالحه.

خطاب التهديد

وفي الخطاب الذي ألقته «زينب سليماني» وبثه التلفزيون الإيراني في 6 يناير 2020، بمناسبة مراسم تكريم والدها، بحضور المرشد «خامئني»، اتهمت واشنطن بـممارسة «إرهاب دولة»، ووعدتها بيوم مظلم.

وحينما اعتلت «زينب» منبر صلاة الجمعة في مدينة كرمان مسقط رأس والدها، في 10 يناير 2020، ظهرت وبيدها سلاح ناري وألقت خطابًا باللغتين الفارسية والعربية، بعثت من خلاله برسالة للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، فحواها أن قادة محور المقاومة، جاهزون للرد على العملية الأمريكية، مطالبة كلًا من أمين حزب الله اللبناني «حسن نصر الله»، والرئيس السوري «بشار الأسد»، ورئيس حركة حماس «إسماعيل هنية»، وزعيم ميليشيا الحوثيين «عبد الملك الحوثي»، بالقضاء على «ترامب».

انتقادات المعارضة 

دفع هذا معارضين إيرانيين لتوجيه الانتقادات لابنة سليماني؛ وكان من بينهم الفنانة «مهناز أفشار» التي وجهت رسالة قاسية لها، قائلة لها: «اتركي السلاح الذي بيدك، شعبنا يقتل بسبب والدك». 

كما أشار الكاتب السوري «محيي الدين اللاذقاني» إلى أن ابنة سليماني منذ مقتل والدها، توزع تصريحات كالجنرالات المحترفين وتوزع مهام الانتقام.

وأثار الحضور اللافت والتصريحات المدوية التي أطلقتها «زينب» عدة تساؤلات؛ الأمر الذي دفع محللين إيرانيين؛ للقول في تغريدات لهم على موقع «تويتر» إن حضور «زينب» دون أخيها، يشير إلى أن النظام الإيراني تعمد اختيارها، لوقع تأثير كلمات ابنة فقدت أباها على مشاعر العالم.