رغبات «أردوغان» أوامر لـ«السراج».. أسباب تعنت «الوفاق» في التفاوض مع الجيش الليبي
الأربعاء 15/يناير/2020 - 10:23 م
طباعة
أحمد عادل
في إطار التبعية، التي فرضها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على عملائه في ليبيا، والممثلة لهم، حكومة الوفاق الإخوانية، زار وزير الخارجية في تلك الحكومة الخاضعة لأنقرة، محمد الطاهر سيالة؛ لمناقشة الوضع الليبي، في ظل المستجدات على الساحة، خاصةً بعد عدم التوصل لاتفاق بين فايز السراج، رئيس الوفاق، والمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، في موسكو، بخصوص التسوية السلمية، للأزمة الليبية.
رغبة أردوغان أوامر للسراج
وبدلًا من العودة إلى ليبيا، قدم سيالة دليلًا دامغًا، على أن موقف حكومة الوفاق المتعنت والرافض للحل السلمي، لم يأت بـ«دافع وطني»، بقدر ارتباطه بمصالح أردوغان في المنطقة، ونزولًا على رغبات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يحلم ببسط نفوذه على منطقة البحر المتوسط، واقتسام ثرواتها، عبر التدخل في ليبيا، وهو ما أكدته تصريحات أردوغان، حول ليبيا قائلًا: إن ليبيا ليست دولة أجنبية بالنسبة لأنقرة، وإنما جزء من الدولة العثمانية.
وترجم سيالة، التبعية لتركيا، بعد أن سافر إلى إسطنبول، بمجرد توقف المفاوضات الجارية في روسيا، مع قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، واحتضنت موسكو جولة مباحثات، بين قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، في محاولة للتوصل لاتفاق؛ لوقف إطلاق النار في ليبيا، اعتبارًا من يوم 12 يناير الجاري؛ بناءً على مبادرة من روسيا وتركيا، خلال لقاء جمع الرئيسين، فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان، الأربعاء 8 يناير 2020، في إسطنبول.
ويأتي سفر «سيالة» إلى تركيا، بعد زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، و راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة «ذراع الإخوان في تونس» إلى تركيا، ولقاء رجب طيب أردوغان، وذلك بهدف تنسيق جهود تقديم الدعم للإخوان في ليبيا.
وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية، أكد وزير الخارجية في حكومة الوفاق، محمد الطاهر السيالة، أن روسيا أبلغتهم نيتها، مواصلة المساعي والمحاولات؛ لعقد جولة ثانية من المفاوضات، بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، بعد توقيعهم، برعاية روسيا وتركيا، على اتفاق لوقف إطلاق النار مع الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، مشيرًا إلى أن حفتر طلب مهلة للغد؛ لدراسة مسودة الاتفاق.
وكانت ثمة تقارير، تحدثت عن أسباب مغادرة حفتر لروسيا، متوجهًا إلى بنغازي، دون التوقيع على مسودة الاتفاق، من تلك الأسباب، عدم إدراج بند ينص على تفكيك الميليشيات، وعدم وضع جدول زمني لحلها، ووصف ذلك، بأنه نقطة الخلاف، وسبب عدم توقيعه، وكذلك رغبة السراج «أوامر أردوغان» في إقامة برلمان يدعي «برلمان طرابلس»، وذلك لضرب مجلس النواب الليبي المنتخب.
الوفاق مع أنقرة.. سنوات الانحناء
يشار إلى أنه في عام 2016، ووفقًا لما يسمى «اتفاقية الصخيرات»، تم تشكيل حكومة الوفاق، المدعومة من تركيا، ومنذ ذلك التاريخ، وهناك علاقة مشبوهة، بين السراج وأردوغان؛ بهدف إشعال الموقف في ليبيا، وهو ما تجلى في الفترة الأخيرة، حينما اتخذت تركيا قرارًا رسميًّا، بالتدخل في ليبيا؛ حيث أرسل أردوغان مرتزقة إلى ليبيا، وزودت المسلحين المحليين بالأسلحة والمعدات العسكرية، ولكن الآن، يتم إرسال القوات التركية، وتشكيلات العصابات، المدعومة من قبلها من سوريا؛ لمساعدة السراج، وكذلك عندما وقع السراج وأردوغان، في نوفمبر 2019، مذكرتي تفاهم، حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري.
وفي تصريح له، قال عبد الستار حتيتة، الكاتب المتخصص في الشأن الليبي: إن السراج ومن تبقي معه في المجلس الرئاسي الليبي، أصبحوا رهينة لدى الحكم التركي، يتلاعب بهم ويحقق بهم أطماعه، ويستخدمهم كورقة؛ لممارسة الضغوط على دول منطقة الشرق الأوسط، والدول الأوروبية، مضيفًا، أن ليس هناك أي بروتوكول رسمي يقضي بزيارة أعضاء حكومة الوفاق، سواء السراج أو السيالة إلى تركيا، ولكنهم فعلوا ذلك؛ من أجل اتباع سياسة السمع والطاعة، التي يفرضها عليهم أردوغان، مشيرًا إلى أن النظام التركي أصبح هو المتحكم الرئيسي في المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق.