«الغنوشي» في أنقرة.. المعارضة التونسية تتحد ضد استقواء الإخوان بتركيا
الخميس 16/يناير/2020 - 10:37 م
طباعة
محمود محمدي
في بيان لها –نُشر السبت 12 يناير 2020، قالت حركة النهضة –ذراع جماعة الإخوان في تونس-: إن زيارة راشد الغنوشي رئيس الحركة والذي يترأس البرلمان التونسي إلى تركيا ومقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تأتي في إطار تشجيع رجال الأعمال لزيارة تونس والاستثمار فيها، وأن الحوار دار بينهما حول التطورات الجديدة في المنطقة والتحديّات الجديدة التي تواجهها.
الزيارة التي جاءت مفاجئة ولم تُعلن الحركة عنها إلا بعد انقضائها، أثارت حالة جدل كبيرة في الأوساط التونسية، كما عبّر قطاع كبير من التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لتلك التحركات الإخوانية، وفقًا لما نقله موقع «تركيا الآن» التابع للمعارضة.
وأوضح الموقع المعارض أن الزيارة شكلت هواجس لدى الأوساط التونسية السياسية والشعبية أيضًا، خاصة أنها جاءت بعد سقوط الحكومة التي شكلتها حركة النهضة وعدم منحها الثقة في البرلمان، إضافة إلى مدى ارتباطها بالوضع الداخلي في البلاد والتطورات الأخيرة في ليبيا.
«مشروع تونس» تدعو لإقالة «الغنوشي»
بدوره، أكد الأمين العام لحزب حركة مشروع تونس، محسن مرزوق، أن ذهاب «الغنوشي» إلى إسطنبول ومقابلة أردوغان في قصر «دولمة بهتشة» بعد سقوط الحكومة، يكشف أن قرار حركة النهضة مرتبط بتوجيهات تركيا؛ مضيفًا أن راشد الغنوشي يمكن أن يذهب للقاء زعيمه التركي في أي وقت يشاء، ولكن بصفته الشخصية، أما صفة رئيس البرلمان التونسي المؤتمن على سيادة الشعب، فهذا غير مقبول ولا يجب أن يتواصل.
ودعا «مرزوق» على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أعضاء البرلمان إلى سحب الثقة من «الغنوشي»، مردفًا: «على أعضاء مجلس البرلمان الأحرار أن يسألوا أنفسهم كيف يمكن أن تتحول مؤسسة رئاسة مجلسهم في شخص رئيس المجلس إلى حالة تبعية لدولة أجنبية؟ هذا سبب إضافي لإحداث تغيير في رئاسة المجلس».
الاستقواء بأنقرة
في السياق ذاته، انتقد «رياض جراد» المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام لطلبة تونس، تحركات راشد الغنوشي الأخيرة، واصفًا زيارته الأخيرة إلى أردوغان بـ«المريبة والمشبوهة».
وأوضح «جراد»، في تصريح خاص له، أن زيارة «الغنوشي» إلى تركيا ومقابلة أردوغان تعدّ استقواء بهذا الأخير مباشرة، خاصة بعد فشل الإخوان في تمرير الحكومة بالبرلمان، مضيفًا: «حركة النهضة تعيش على واقع من الخلافات والانشقاقات الداخلية، خاصة بعد أن تعالت الأصوات المطالبة بسحب الثقة من رئاسة الغنوشي للبرلمان، وتنامي الاتهامات الموجهة له بالفساد واستغلال النفوذ وتعيين عدد من أقربائه في مواقع حساسة على رأس الدولة».
وأكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام لطلبة تونس، أن الغنوشي يقود دبلوماسية موازية للدولة التونسية، مرجحًا أن زيارته الأخيرة لـ«أردوغان» مرتبطة أساسًا بالوضع التونسي الداخلي وتطورات الأوضاع في ليبيا؛ حيث يسعى أردوغان لتوفير قاعدة إمداد لقواته في ليبيا بتواطؤ من الإخوان في تونس.
وأشار «جراد» إلى أن اتحاد طلبة تونس الذي يعدّ أكبر منظمة طلابية في تونس، سيسعى إلى تنسيق الجهود مع بقية المنظمات الوطنية والأحزاب والجمعيات المدنية في تونس؛ لتنظيم تحرك وطني كبير ضد استهتار الغنوشي بسيادتنا الوطنية، ولردعه عن الزج ببلادنا في اصطفافات إقليمية ودولية ضد مصلحة تونس وأمنها واستقرارها.