انهيار متوقع لحركة هشة.. الاستقالات تضرب «النهضة» التونسية بعد الفشل في تشكيل الحكومة
الجمعة 17/يناير/2020 - 11:35 ص
طباعة
يتعرض الإخوان في تونس- عبر ذراعهم السياسية حركة النهضة - إلى هزائم متتالية في الفترة الأخيرة؛ خاصة بعد رفض البرلمان منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي المكلف من قبل الجماعة.
تصدع داخلي
وأعلنت منسقة النهضة في مدينة نيس بفرنسا، هاجر بركوس، عن استقالتها من حركة النهضة؛ لمواقف الحركة في الفترة الأخيرة.
وشهد يوم الثلاثاء الموافق 14 يناير 2020، استقالة هشام العريض من الحركة وهو نجل القيادي الأبرز في الحزب ووزير الداخلية علي العريض، تبعته استقالة زياد بومخلة عضو مجلس الشورى بعد سنوات من الانخراط في صفوف الجماعة، دون الكشف عن الأسباب التي دفعتهما إلى الاستقالة.
وفي هذا الشأن خرج عددٌ من قادة الحركة لتوجيه سهام النقد لرئيس الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، بعد اتهامه بالسيطرة على دواليب النهضة وتسييرها وفق نظرته متجاهلًا الأصوات المختلفة.
وبحسب الصحف التونسية فإن الاستقالات باتت علامة تتميز بها الحركة في الفترة الأخيرة؛ ما يدل على التصدعات الداخلية والصراع داخل صفوفها.
الغنوشي.. سقوط متوقع
ويتعرض راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، لانتقادات واسعة من قبل قيادات بارزة تصاعدت مع سقوط حكومة الجملي في البرلمان، وزيارته إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الأيام الماضية، دون العودة الى مؤسسات الدولة واعتماد البروتوكول الرسمي.
بدوره قال القيادي البارز ونائب رئيس النهضة عبد الحميد الجلاصي: إنه لا مجال للحديث عن التمديد للغنوشي رئيسًا للحركة، خاصة أنه يتولى من شهرين رئاسة البرلمان ومن المستحيل الجمع بين الإثنين.
وأشار الجلاصي في مداخلة على قناة التاسعة إلى أنه شعر بالقلق؛ لتصريح قياديين، للمطالبة بتغيير النظام الأساسي للنهضة وذلك للتمديد للغنوشي رئيسًا للنهضة آخرَ دعا الى تأجيل عقد مؤتمر الحركة.
وتابع الجلاصي في إشارة الى النهضة الأحزاب التي تسقط في الدكتاتورية وتدير ظهرها للديمقراطية تصبح خطرًا على البلاد.
وفي نوفمبر 2019 استقال زياد العذاري القيادي البارز النهضة التونسية، والتي تعتبر ليست الأولى من نوعها منذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة التي عقدت في سبتمبر وأكتوبر 2019؛ إذ قدّم القيادي البارز في الحركة ومدير مكتب «الغنوشي»، زبير الشهودي، استقالته من الحزب.
بداية الصراع
وطلب الشهودي من الغنوشي تقديم استقالته وملازمة بيته وإبعاد صهره وزير الخارجية الأسبق رفيق عبدالسلام وكل القيادات الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين داخل الحركة في إقصاء مباشر لكل المخالفين في الرأي من نساء وشباب وقيادات تاريخية.
يشار إلى أن الصراع داخل حركة النهضة انطلق عندما قرر الغنوشي الإطاحة بنتائج الانتخابات الداخلية المتعلقة بانتخاب رؤساء القوائم والتي وضعت قيادات مغضوب عليها من الغنوشي في صدارة بعض القائمات الانتخابية لخوض الاستحقاق التشريعي.
في تصريح له قال المحلل السياسي بسام حمدي: إن الاستقالات الحاصلة في النهضة، ما هي إلا طريقة احتجاجية على الأخطاء التي يفعلها الغنوشي وبعض المقربين منه وأصهاره؛ ما يثبت أن الخلافات في النهضة عميقة وليست مجرد اختلافات.
وتابع حمدي أن أغلب الخلافات ناتجة عن فشل المحاولات في المشاركة في القرار مقابل انفراد الغنوشي باتخاذ القرارات الحاسمة.