العصا والجزرة.. سياسة أردوغان الملتوية في التعامل مع المعارضة

السبت 18/يناير/2020 - 01:26 م
طباعة العصا والجزرة.. سياسة محمد عبد الغفار
 
رغم مرور ما يقرب من العام، لم ينس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هزيمة حزبه الحاكم العدالة والتنمية القوية في انتخابات المحليات، مارس 2019، التي خسر بموجبها السيطرة على بلديات كبرى مثل أنقرة وإسطنبول وغيرها.



ورغم المحاولات التي اتبعها أردوغان وحكومة حزبه للتخفيف من وطأة هذه الخسارة، مثل الضغط باتجاه إعادة الانتخابات في إسطنبول، والتي خسرها مرة أخرى، ومنع وزارة الداخلية الفائزين من استلام مهام عملهم رغم فوزهم في الانتخابات، بدعوى انتمائهم لتنظيمات إرهابية كردية وغيرها، إلا أنه فشل في كل محاولاته.



طرق ملتوية

لم يفقد أردوغان الأمل في إعادة سيطرة حزبه الحاكم على البلديات التركية التي خسرها بالانتخابات، ولكنه يريد أن يحصل عليها مجددًا بطرق ملتوية وغير مباشرة.

وتعهد الرئيس التركي بضم المزيد من رؤساء البلديات المنتمين إلى أحزاب المعارضة إلى حزبه الحاكم، وذلك بعد انضمام 5 رؤساء بلديات معارضين ينتمون إلى أحزاب الشعب الجمهوري والسعادة والخير إلى العدالة والتنمية، 14 يناير 2020.

وقال رجب طيب أردوغان خلال اجتماع مع رؤساء البلديات التابعين للحزب الحاكم، الخميس 16 يناير 2020: إن «هذا الرقم سوف يزداد تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة»، مشيرًا إلى أنه سوف يبذل قصارى جهده للقيام بذلك.

ويتضح أن الرئيس التركي كلف أجهزة الدولة المختلفة بالعمل من أجل الضغط على رؤساء البلديات المختلفة، والذين ينتمون إلى أحزاب معارضة، وتقديم عروض مغرية إليهم، بهدف الانضمام لحزب العدالة والتنمية الحاكم.


المعارضة ترد

ردت الأحزاب التركية المعارضة تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بصورة سريعة، بهدف الحد من خطورة الطريق الجديد الذي يعتمد عليه العدالة والتنمية في التعامل مع رئاسة البلديات التركية.

وقال رئيس حزب السعادة تامال كارامولا أوغلو، ذو توجه إسلامي، إن رجب طيب أردوغان يجب عليه أن يرد على سؤال حول سبب فتح الباب أمام رؤساء البلديات المعارضين للانضمام إلى حزبه.

وقال تامال كارامولا أوغلوا في مؤتمر صحفي أسبوعي لتقييم الأوضاع الداخلية في تركيا، الخميس 16 يناير 2020: إنه يتعجب من اعتقاد أردوغان أن حزب العدالة والتنمية ناجح في الحياة السياسية؛ معتبرًا أن الإجابة جاءت من الناخبين في الانتخابات المحلية الماضية، وخسر الحزب بلديتي إسطنبول الكبرى وأنقرة.

وأشار كارامولا أوغلو إلى أن الحزب الحاكم بدلًا من أن يحاسب نفسه، ويراجع الأخطاء التي وقع بها خلال الفترة الماضية، بدأ في إلقاء اللوم على الناخبين وبعض من أنصاره، وحملهم مسؤولية خسارة انتخابات مارس 2019.

واعتبر رئيس حزب السعادة الإسلامي أن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى صرف الانتباه عن القضايا الرئيسية داخل البلاد، وذلك عن طريق صنع أزمات ومشاكل وهمية، بهدف عدم إثارة الأزمات الفعلية على الرأي العام التركي.

يوم واحد فقط

يذكر أن وثائق مسربة من وزارة الداخلية التركية، نشرها موقع جريدة زمان التركية، أشارت إلى أن قرار إبعاد رؤساء بلديات فان وماردين وديار بكر صدر يوم 1 أبريل 2019، أي بعد يوم واحد فقط من انتخابات المحليات.

وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالن التسريبات الصحفية، مشيرًا إلى أن قرار الإقالة تم عقب الانتخابات، ولكن تم تأجيل تنفيذ خطوة الإقالة إلى حين صدور القرار من وزارة الداخلية، وهو القرار الذي صدر خلال فترة أربعة شهور ونصف بعد الانتخابات المحلية.

شارك