بعد القبض عليه في الموصل... الكشف عن جذور مُفتي «داعش» الإخوانية
الأحد 19/يناير/2020 - 01:48 م
طباعة
مصطفى حمزة
ينفرد الموقع بنشر بيانات خاصة عن المدعو «شفاء النعمة»، مُفتي تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد القبض عليه من قِبَل القوات العراقية، بواسطة «فوج سوات» التابع لقيادة شرطة نينوى؛ حيث نقلته في شاحنة نظرًا لبدانته وزيادة وزنه، 16 يناير 2020.
اسمه بالكامل، «شفاء بن علي بشير بن محمد جرجيس بن محمد بن خلف بن حمزة بن محمد بن نعمة الله»، الذي يرجع إليه لقب العائلة، وكنيته أبو عبدالباري، تولى الإفتاء في تنظيم «داعش» بالموصل بعد مقتل كلٍّ من، أسامة عبدالوهاب الطائي، إمام جامع الرسول في حي القادسية، ومفتي «داعش» في الموصل، الذي قتل يوم 3 نوفمبر 2014، على يد حركة «الضباط الأحرار» (إحدى الحركات التي تشكلت عام 2014 في نينوى لمحاربة داعش، وتضم ضباطًا من الجيش السابق)، وعبدالله يونس البدراني المكنى بـ«أبو أيوب العطار» الذي قُتل عام 2017، كما كان «شفاء» أحد مسؤولي ما يسمى «المحاكم الشرعية» لتنظيم «داعش».
وقبل انضمامه للتنظيم كان عضوًا بما يسمى «هيئة علماء المسلمين» (المحسوبة على جماعة الإخوان تأسيسًا وتكوينًا بالمشاركة مع التيار السلفي وبعض الصوفية)، وكان مسؤول فرع مدينة الموصل، وإمام وخطيب جامع الشهيد مازن، إلى جانب كونه مدير مركز «إمام المتقين لتحفيظ القرآن الكريم»، التابع للهيئة.
يُعدُّ مفتي «داعش» من مشاهير شيوخ الموصل، وينتمي لعائلة «النعمة» المعروفة بنزعتها الدينية، وميولها الإخوانية؛ حيث تضم عددًا من علماء الدين، وعلى الرغم من تخصصهم في العلوم الشرعية، فإن ذلك لم يعصمهم من الانتماء والانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، وأبرزهم عبد الله النعمة (1900م - 1950م)، رئيس جمعية الشبان المسلمين (إحدى مؤسسات جماعة الإخوان في العراق) -منذ تأسيسها عام 1927م - حتى وفاته- وعمر النعمة (1906م – 1983م) -عم شفاء- الذي انتخب عام 1952م عضوًا في الهيئة الإدارية لفرع الجمعية بالموصل، ونعمة الله النعمة (1892م – 1965م) -شقيق عبد الله النعمة وتلميذه- كان شاعرًا وأديبًا، وإبراهيم النعمة (المولود عام 1942م)، وشغل منصب رئيس جمعية الشبان المسلمين في الموصل، وأحد أعضاء الحزب الإسلامي العراقي (الذراع السياسية للإخوان هناك)، وعضو رابطة علماء المسلمين، ونائب رئيس هيئة علماء المسلمين فرع الموصل، وكلهم ولدوا في محافظة نينوى شمالي العراق.
ومفتي «داعش» له ولد يُدعى عبد الله (عضو بالتنظيم ويتم تجهيزه لخلافة والده)، إذ كان معاونًا لوالده في إصدار الفتاوى، وكان يفتى بدلًا منه في حال عدم وجوده، رغم صغر سنه، وولده الآخر يدعى «عبد الباري» كان يعمل فيما يعرف بالهيئة الشرعية للتنظيم قبل تحرير الموصل، و«شفاء» زوَّج ابنته للداعشي همام عبدالكريم النعيمي، الموظف في مستشفى الجمهوري.
كما أن «شفاء النعمة» له شقيق يدعى «نزار» يعمل بالجهاز الأمني لتنظيم «داعش» بالموصل، وكان يحرض ضد القوات العراقية في منطقة العكيدات –غربي الموصل- وألقي القبض عليه الجمعة 17 يناير 2020م.
تخرج مفتي «داعش» من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وعمل إمامًا وخطيبًا لجامع الشهيد مازن في منطقة المصارف بالجانب الأيسر من الموصل، وكان ينشر الفكر التكفيري في جامع المفتي بحي الرفاعي، في الجانب الأيمن من الموصل؛ حيث كان مقر إفتاء الدواعش، قبل أن ينتقل إلى حي المنصور في الجانب الأيمن أيضًا.
وكان «النعمة» أول من صعد المنبر وخطب خطبة رنانة أشاد فيها بقيام الخلافة المزعومة في الموصل، واصفًا الدواعش بـ«المحررين»، ووصل الأمر إلى أنه كان يبلغ التنظيم عن أي شيخ أو إمام مسجد يعارض فكر «داعش».
لم يكن يرفض التعامل مع القنوات العراقية –المدعومة أمريكيًّا- وله تسجيل في قناة الموصلية، يرجع لعام 2013 خلال نشاطات حملة «اقرأ الأولى» التي نظمتها جمعية «أهل الموصل لنشر الخير والثقافة»، التي توقف نشاطها منذ عام 2014.
تعرض «النعمة» للاعتقال على يد قوات الاحتلال الأمريكي، وقوات الحرس الوطني العراقي، عام 2006، حينما كان عضوًا في هيئة علماء المسلمين، ما دفع الهيئة لإصدار بيان استنكار عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، يوم 22 يناير 2006.
يلقب «شفاء النعمة» بـ«الدكتور»، إلا أن الموقع لم يستطع توثيق حصوله على درجة الدكتوراه، وتتلمذ على يديه أوس عادل، وهو معلم يسكن في حي الزهور في الجانب الأيسر من الموصل، وكان من المجموعة الأمنية الخاصة للبغدادي، وظهر في صورة معه أثناء خطبة البغدادي الشهيرة في مسجد النوري بالموصل.