مؤتمر برلين.. بين حلحلة الأزمة الليبية والتخوفات من عودة «داعش»

الإثنين 20/يناير/2020 - 01:26 م
طباعة مؤتمر برلين.. بين معاذ محمد
 
استضافت العاصمة الألمانية برلين مؤتمرًا بشأن الأزمة الليبية، بمشاركة مصر والإمارات والجزائر والكونغو وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تركيا وإيطاليا وبريطانيا والصين وألمانيا؛ حيث كان يهدف المؤتمر لوضع حلّ للقتال المستمر في ليبيا منذ أشهر، والوصول إلى اتفاق سلام يمنع تحول طرابلس إلى ساحة حرب، ولكن ماذا لو لم يخرج المؤتمر بحل للأزمة، وتوابع ذلك على الأراضي ومخاطره بالنسبة للتنظيمات الإرهابية؟

في حال تعنت حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، وإصرارها على عدم تسليم الميليشيات أسلحتهم، فإن ذلك يعرقل الاتفاق مع قائد الجيش الليبي الوطني المشير خليفة حفتر، وستظل الأوضاع في البلاد متأزمة، ما يسمح بتدخلات خارجية من شأنها أن تحول طرابلس لـ«سوريا جديدة».

 

كما أن عدم اتفاق حكومة السراج والمشير خليفة حفتر، يمكّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الوجود على الأراضي الليبية وتنفيذ سياساته وأغراضه، خصوصًا أنه حاول ابتزاز الاتحاد الأوروبي في مقال له نشرته مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، بظهور منظمات إرهابية على غرار «داعش والقاعدة» في القارة العجوز، حال سقطت «الوفاق».

 

الرئيس التركي أعلنها صريحة أنه في حال سقطت الوفاق، ستجد «داعش والقاعدة» أرضًا خصبة للوقوف مجددًا على أقدامهما بعد الهزائم العسكرية التي لحقت بهما في سوريا والعراق، ما يؤكد نية «أردوغان» في حال عدم موافقة الاتحاد الأوروبي على وجوده في ليبيا، لتحويل طرابلس إلى مقر جديد للتنظيمات الإرهابية.

 

وبحسب تقارير استخباراتية يمتلك «أردوغان» علاقات جيدة مع تنظيم داعش، إذ وفرّ له 3 معسكرات للتدريب على الأراضي التركية، وسهل لهم الرئيس التركي العبور إلى سوريا والعراق عبر حدوده، بالإضافة إلى صلاته بـ«جبهة النصرة» في إدلب السورية، والتي كانت فرعًا لـ«القاعدة» هناك.

تلك الخطوة ستكون بمثابة ضخ دماء جديدة في عروق تنظيم داعش، الذي يبحث عن موطئ قدم جديد له، خاصة بعد خسارة معاقله في سوريا والعراق، وبحثه المتواصل عن مقر لقيادة جديدة في أرض خصبة، تمكنه من رفع رايته مرة أخرى.

قلق أوروبي



من جهته، قال إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، إنه يشعر بقلق كبير من وصول قوات سورية وأجنبية إلى طرابلس في ليبيا، مطالبًا بإنهاء ذلك فورًا، مشيرًا في كلمته بمؤتمر برلين، إلى أنه «على الأمم المتحدة التفاوض على بنود هدنة في ليبيا دون أن يفرض أي من الجانبين شروطًا مسبقة».

 

تصريحات الرئيس الفرنسي، تشير إلى «المرتزقة السوريين» الذين نقلتهم تركيا إلى الأراضي الليبية لمساندة حكومة الوفاق، وفقًا لتقارير وفيديوهات عدة، كما أن القوات الأجنبية تشير إلى عناصر «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى الموجودة في طرابلس والمدعومة من تركيا وتتلقى تمويلات من قطر.

 

بدوره كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 26 ديسمبر 2019، عن افتتاح 4 مراكز لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع المجموعات المسلحة التي تدعمها أنقرة في سوريا، لتشجع الشباب على الالتحاق بالحرب في طرابلس بتقديم مغريات مالية لهم، كما أنه بحسب تقارير صحفية، فإن ألفي مقاتل سوري سافروا من تركيا وسيصلون قريبًا للقتال في ليبيا.

 

وفي الوقت الحالي تشكل طرابلس خطرًا على أوروبا، نظرًا لقربها الجغرافي من القارة العجوز، ويحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد حل للأزمة الليبية، ومنع التدخلات الخارجية في البلاد، حتى لا يتكرر سيناريو «سوريا»، والذي إن حدث في ليبيا سيهدد أمنها القومي، خاصة أنه يمثل قبلة حياة جديدة للتنظيمات الإرهابية.

شارك