بين الرصاص والانفجارات.. طموحات «طالبان» على طاولة المفاوضات الأفغانية الجديدة
الإثنين 20/يناير/2020 - 07:10 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
في جولة ثانية من المفاوضات الأفغانية العائدة بعد توقف، تتطلع حركة «طالبان» لتوقيع اتفاق رسمي مع واشنطن بنهاية يناير 2020.
وبحسب تغريدة للمتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحركة في قطر، سهيل شاهين، أعرب عن تفاؤله بالمفاوضات الجديدة التي بدأت مع الفريق الأمريكي، برئاسة مبعوث السلام في أفغانستان زلماي خليل زاده.
وأكد «شاهين» أن فريق طالبان بقيادة الملا عبد الغني برادار يواصل جلساته التفاوضية مع فريق واشنطن منذ 16 يناير 2020؛ من أجل التوصل لحل يرضي جميع الأطراف، لافتًا في تصريحات صحفية لموقع «داون» بأن الحركة ستقلل من عملياتها العسكرية دون وقف إطلاق نار كامل بالمنطقة، مرجعًا ذلك للقرار الداخلي لقيادات طالبان.
وفي حوار صحفي لموقع «فرونت لاين» في 17 يناير 2020، أشار الملا عبد الغني برادار إلى أن الاتفاق مع الولايات المتحدة سينتهي بمجرد انسحابها من الأراضي الأفغانية؛ ما يعني أن هذا الأمر هو الشرط الأساسي لنجاح المفاوضات، مستطردًا بأن واشنطن ارتكبت خطأ كبير لقدومها إلى أفغانستان، وممارسة نشاطها العسكري بداخلها.
استمرار الهجمات
على الرغم من تداول تقارير صحفية حول تقليص العمليات العسكرية، فإن الحساب الرسمي لسهيل شاهين لم يشر إلى ذلك بشكل واضح، كما أن الموقع الإعلامي للحركة لا يزال ينشر بيانات الاستهداف المختلفة.
في 18 يناير 2020 أعلنت الحركة استهداف عناصرها مدرعة تابعة للقوات الأمريكية بعبوة ناسفة في ولاية روزجان؛ ما أسفر عن تدمير المدرعة، ومقتل 6 من الجنود، علاوة على استهداف القاعدة العسكرية الأمريكية «باجراد» بالصواريخ، دون ذكر أي إحصائيات عن الضحايا.
وبناء على ذلك، يبدو أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة، فبحسب الباحث في شؤون الحركات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية علي بكر فإن حوادث الاستهداف تعتبر ورقة ضغط تستخدمها الحركة ضد المعسكر الأمريكي، وتربك بها حسابات الحكومة الأفغانية التي رفضت بدورها تخفيض العمليات العسكرية، مطالبة عناصر الحركة بوقف كامل لإطلاق النار.
كما شدد بكر في تصريحه على أن «طالبان» لديها نفوذ قوي على الأرض، وتسيطر على الكثير من المساحات الجغرافية بالبلاد، وبناء عليه تناور إلى أقصى حد؛ لتمكين متطلباتها الكثيرة من الجانب الأمريكي، وعلى رأسها سحب القوات، والإفراج عن معتقليها في السجون الأمريكية، وتحرير الكثير من عناصرها من قوائم الإرهاب الأمريكية والدولية.
ومن جهتها، ترى أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة نورهان الشيخ، أن الوضع في أفغانستان معقد جدًّا، ويعود بشكل أولي إلى القرار السياسي الأمريكي، فمن وجهة نظرها لا تتوافر إرادة حقيقية لدى إدارة واشنطن لتصفية «طالبان» بسبب المعاملات التجارية للأسلحة، وصفقات المعدات العسكرية بهذه المنطقة.
وقالت نورهان: إن «طالبان» تربطها علاقات وثيقة ومصالح مع تنظيم القاعدة، ومن غير الراجح أن يقطع التنظيمان علاقاتهما سريعًا بمجرد توقيع الاتفاق بين «طالبان» وواشنطن، مؤكدة وجود تضارب في المواقف داخل الطبقة السياسية في الولايات المتحدة بشأن التوافق مع طالبان، فهناك من يرى المصلحة في بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان، وهناك من يرجح عكس ذلك، لافتة إلى كونها قضية داخلية أكثر منها خارجية.