استهداف الأتراك في أفريقيا.. ثمار «التوغل الأردوغاني» في القارة السمراء

الإثنين 20/يناير/2020 - 07:12 م
طباعة استهداف الأتراك في أحمد عادل
 
تؤثر سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأطماعه التوسعية في أفريقيا، ومد يد العون للتنظيمات الإرهابية، على الأتراك العاملين في القارة السمراء، ما وضعهم في صفوف المستهدفين بالقتل، إذ استهدف انفجار وقع السبت 18 يناير 2020، مجموعة من المهندسين الأتراك بمدينة أفجوى الصومالية.
وفي يوليو من العام 2019 أيضا، اختطف 4 اتراك على أيدي مجهولين في ولاية «إلورين» النيجيرية، وفي ديسمبر من العام نفسه، رحلت سلطات جمهورية النيجر اثنين يحملان الجنسية التركية، للاشتباه في دعمهما تنظيم «داعش» الإرهابي.
وتعمل تركيا على زيادة نفوذها في القرن الأفريقي خاصًة الصومال، ومن أجل ذلك افتتحت أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج، ومقرها العاصمة الصومالية مقديشو في أكتوبر 2017. 
وتزعم تركيا أن القاعدة تهدف إلى مساعدة الحكومة الصومالية في مواجهة الجماعات الإرهابية، وهو الهدف الظاهر، إلا أن الواقع يخفي أشياءً أخرى تؤكدها الكثير من الشواهد، إذ تحظى الجماعات الإرهابية في الصومال بدعم مالي من أنقرة والدوحة، في ظل توافق حكومة  «أردوغان» مع الحكومة القطرية في دعم هذه الجماعات.
وتشهد علاقة تركيا بحركة الشباب الصومالية الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة، حالة من الأدوار الخفية، تظهر أحيانًا في شكل عداء، إلا أن الباطن يخفي أشكالًا من المصالح المشتركة، تتم عبر وسطاء جماعة الإخوان الإرهابية. 
في فبراير 2018 كشف خطاب بشير صلاد، رئيس ما يسمى «هيئة علماء الصومال» الموالية لجماعة الإخوان، عن وجود علاقات قوية بين نظام أردوغان وحركة الشباب، تسمح لأنقرة بأن تكون الوحيدة القادرة على الوساطة بين الحركة والحكومة الصومالية، بحسب تصريحاته لوكالة الأناضول التركية التي قال فيها: «إن تركيا دولة كبيرة، تستطيع أن تلعب دورًا في كيفية احتواء الأزمة الصومالية وإنهائها من جذورها».

دول الساحل الإفريقي
أيضًا سعت تركيا إلي التغلغل والانتشار في منطقة الساحل الإفريقي، للاستفادة من مواردها النفطية وثرواتها الطبيعية، ففي عام 2005، أعلنت أنقرة أن هذا العام يمثل «عام أفريقيا»، وقام الرئيس التركى (رئيس الوزراء آنذاك) رجب طيب أردوغان، بجولته الأفريقية الأولى، وفى العام نفسه منح الاتحاد الأفريقي تركيا صفة «مراقب»، لتحصل في يناير2008 على صفة «الشريك الإستراتيجي» للاتحاد، كما حصلت على عضوية بنك التنمية الأفريقي في مايو من العام ذاته. 
وانضمت تركيا، في يونيو 2008، إلى منتدى شركاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد)، ووطدت عَلاقاتها مع المنظمات الأفريقية الفرعية مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «ايكواس»، وتوّجت ذلك بآلية أشمل للعَلاقات تمثلت في آلية انعقاد القمة التركية - الأفريقية، التى عقد لها أول مؤتمر في 2008 بالعاصمة التركية، فيما عقد الثانى في عام 2014 بغينيا الإستوائية.
وصوتت الدول الأفريقية بالإجماع على عضوية تركيا غير الدائمة في مجلس الأمن الدولى لعام 2009-2010، كما ارتفع عدد سفارات أنقرة في أفريقيا إلى 44، بينما كان العدد 12عامًا 2004.
واقتصاديًّا، استضافت أنقرة في نوفمبر 2016 أول منتدى أعمال «أفريقيّ - تركيّ» حضره ثلاثة آلاف مشارك، من بينهم ألفان يمثلون المجتمع الاقتصادى لـ45 دولة أفريقية، ووقعت خلاله عشرات الاتفاقيات مع جنوب أفريقيا، ونيجيريا، وكينيا، وغانا، وزامبيا، وتنزانيا.
وبعد عام 2012، امتدت المصالح التركية في أفريقيا لتشمل بجانب المساعدات الإنسانية والصحة والتعليم، التعاون العسكري، ففي أكتوبر عام 2014، زارت قوة المهام البحرية التركية «بارباروس»، 25 ميناء في 24 دولة أفريقية، 19 منها لأول مرة، ومع هذه المهمة، استخدمت تركيا لأول مرة القوات البحرية كأداة للسياسة الخارجية.

البغض الشعبي الأفريقي للأتراك
يقول الباحث في الشأن التركي، محمد ربيع أن طموحات «أردوغان» التوسعية والاستعمارية على المنطقة العربية، لم تقف بل امتددت إلى أفريقيا حتى أضحى المواطن،  أكثر بغضًا وكرهًا للأتراك عمومًا وليس لرأس النظام التركي فقط.
وأرجع في تصريح له، أسباب كراهية المواطن الأفريقي، للعمالة التركية، بسبب تصريحات «أردوغان» الدائمة بأن أفريقيا تربطها علاقة تاريخية بتركيا، باعتبارها جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، ويروج الأتراك لرسالة حزب أردوغان «العدالة والتنمية»، المتمثلة في عودة الإسلام إلى الساحة السياسية، إضافة إلى أن الأهداف التركية المشبوهة في أفريقيا، وتوفير الأموال والأسلحة للعناصر الإرهابية داخل القارة السمراء.

شارك